مقالات متنوعة

التاج بشير الجعفري يكتب: ماذا يريدون؟

يُلاحظ في الآونة الأخيرة تعالي الأصوات التي تُطالب باستقالة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك معللة ذلك بضعف أداء الوزراء والمسؤولين وكذلك عدم تحقيق مطالب ثورة الشباب المجيدة رغم أن الجميع يعلم الظروف الصعبة والتعقيدات الكبيرة التي يُواجهها رئيس الوزراء ويحاول جاهدا السير وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج واضعا نصب أعينه الهدف الأسمى وهو العبور بالبلاد إلى شاطيء الأمان.

فالذين ينتقدون أداء رئيس الوزراء وحكومته ويطالبونه بالرحيل يرون المشهد من زاوية واحدة وهي ان الرجل يجب أن يحقق كل شيء وإلا فإنه فشل في مهمته ولم يحقق اي شيء وعليه أن يذهب؛ وهذا امر غريب!!
فالمفروض أن يتم تقييم أداء الرجل بعقلانية وحيادية لكي تستبين الحقيقة، لا أن يتم الحكم عليه بهذه العجلة دون التمعن في الظروف التي ظلت تعمل فيها الحكومة من شاكلة المحاصصات والمكايدات بين اطرافها بالإضافة لعدم إتفاق مكوناتها وحاضنتها السياسية على الرؤية المستقبلية لكيفية الوصول وتحقيق الأهداف. ولكن رغم كل ذلك ظل رئيس الوزراء يبذل كل مافي وسعه لتحقيق المطلوب.

لا أحد يُنكر ضعف الأداء الحكومي خصوصا على الصعيد الداخلي المتعلق بتأمين الناس في البيوت والشوارع وفي كل مكان وتسهيل الظروف المعيشية لهم، يضاف إلى ذلك عدم مقدرة الحكومة على إيجاد التوليفة الأمثل لاستغلال الموارد الذاتية المتاحة وتسخيرها لتخفيف وطأة الإجراءات الاقتصادية الحادة على الناس، ايضا لا ننسى البطء الشديد الذي ظل ملازما للأداء الحكومي؛ كل هذا لا يستطيع أحدا أن ينكره ولكنه لا يستدعي ولا يستوجب ذهاب رئيس الوزراء وحكومته بل يتطلب من رئيس الوزراء تقييما للأداء والادوار وإجراء التعديلات التي تتطلبها المرحلة بالاتفاق مع الشركاء لأن ذلك يعتبر الحل الاقل كلفة مع الاخذ في الاعتبار التحديات التي تتجاذب الفترة الانتقالية.
كذلك من المهم الإشارة إلى ما حققته الحكومة من إنجازات مهمة على الصعيد الخارجي بإعادة السودان مرة اخرى لحظيرة المجتمع الدولي وما تبع ذلك من اختراقات مهمة على الصعيد الاقتصادي مع المؤسسات المالية الدولية فضلا عن ملف الديون الخارجية الذي تحققت فيه خطوات إيجابية.

اقول للذين يطالبون باستقالة رئيس الوزراء، أنه رجل المرحلة والشخص المناسب والكفء لشغل هذا المنصب ويكفي أنه شخصا محايدا لم يعرف عنه ميول او انتماء واضح لأي حزب او جهة وهذه ميزة مهمة تجعله الأنسب لقيادة هذه المرحلة الدقيقة.

فالنتحد جميعا ونعمل سويا لمساعدته على تخطى الصعوبات الحالية وأن يرتقي الجميع لمستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلب العمل بجد وإخلاص لنهضة الوطن وتطوره.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. لا نطالب باستقالة حمدوك وحسب بل نحاكمه بتهمة الخيانة العظمى … فهو تلذي طلب تدخل الامم المتحدة لادارة السودان تحت البند السابع اي التدخل العسكري …
    انا اصلو ايام وانتهن ..
    جهز جوازك يا حمدوك انتهى الدرس يا غبي