يوسف السندي يكتب (البل) للفلول ولا شيء سواه
نشطت بصورة ملحوظة هذه الأيام مجموعات النظام البائد وبدأت في تنفيذ مخطط عودة للحكم، وربما الخلافات التي بدأت تظهر داخل الأجهزة العسكرية هي جزء من هذا المخطط الذي يسعى لضرب القوات المسلحة بالدعم السريع من أجل اضعافهما وتمزيقهما حتى يصعد تيار عسكري جديد تابع للنظام البائد فيستولي على السلطة، وهي مهمة قد يستغلون فيها الكثير من خلاياهم النائمة، خاصة وان معظم ضباط الجيش والدعم السريع الذين تدربوا وترقوا في عهد الانقاذ جاؤوا للجيش عبر تجنيدهم في تنظيم الحركة الإسلامية.
مجموعات النظام البائد تريد ان تستغل حالة الخلاف التي تسود في أروقة الجسد الثوري المدني، والتي بدأت باختطاف تجمع المهنيين ووصلت الآن إلى مرحلة اختطاف المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وحيث أن المجلس المركزي يمثل مركز السلطة الثورية فإن اختطافه بواسطة أحزاب ضعيفة الوزن جماهيريا وسياسيا شجع مجموعات النظام البائد على الاستهانة بسلطة الفترة الانتقالية وازدرائها، خاصة وهي ترى أحزاب الوزن الثقيل كالامة والشيوعي اما مجمدة او منسحبة من قحت.
فلول النظام البائد تحاول استغلال الحالة الاقتصادية في السودان، والتي ترجع في شكل كبير منها لما فعلوه هم سابقا بالاقتصاد، إضافة الى الكساد الاقتصادي الذي ضرب العالم أجمع في ظل جائحة كرونا وأثر بصورة خاصة على اقتصاد السودان المثقل بالديون، وهو ما يجعل الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة من أجل الوفاء باشتراطات إعفاء الديون والاندماج مجددا في النظام المالي العالمي، كصب الزيت على النار، حيث تهاوت الجنية وارتفعت الأسعار بصورة مزعجة، ولكن المواطن السوداني يعلم أن الظرف الاقتصادي الراهن له أسبابه الموضوعية التي ليس من بينها بالتأكيد الفساد او استغلال الأموال العامة من قبل المتنفذين في السلطة كما كان يفعل الكيزان في الماضي، لذلك يؤمن المواطن والجميع بأن هذا الواقع سيتحسن في المستقبل لا محالة مادام ان الجميع يمضي في اتجاه بناء نظام ديمقراطي مستدام.
يترافق مع مخطط الفلول نشاط ملحوظ لإعلامي الإنقاذ والصحفيين الذين كانوا أصحاب الحظوة في عهد الانقاذ، إذ يسعون لتمرير خط فشل الثورة وإشاعة الاحباط بين الجماهير، مستغلين انشغال اقلام الثوار بالمعارك داخل قحت والمعارك بين التوجهات الايدولوجية المختلفة داخل جسد حركة التغيير العريض. مضافا إلى كل ذلك يستغل الفلول حقيقة وجود الكثير من أعضاء الحركة الاسلامية وخلاياها داخل شرايين الدولة وخاصة في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الاقتصادية، ونعلم جميعا ان الحركة الإسلامية في الأصل تنظيم سري يهتم كثيرا جدا بالتجنيد والتنظيم الخفي، وهو ما يستوجب الانتباه من جميع تيارات الصف الثوري ومواجهتها بحسم وحزم.
قد نختلف مع رفقاء الثورة و(نتداوس) سياسيا ولكن لا يجب أن نسمح أبدا لهذا الخلاف ان يصبح ثغرة ينفذ منها رباطة النظام البائد، فلغتنا تجاه الكيزان كانت وستظل واحدة فقط وهي (البل ) ولا شيء سواه، فليشمر جميع الثوار سواعدهم من أجل مواجهة نشاط الفلول، فهذه الثورة لن تنتكس ابدا لدرجة ان تعيد من اسقطتهم للحكم، لن يضيع دم شهداءها ولا أنين جرحاها، وإن اختلفنا بيننا كثوار فإن العدو الأول لنا جميعا يظل واحدا وهو الكيزان، لا شفقة بهم ولا رحمة، ونطالب في هذا المنحى ان تسرع النيابة في محاكمة قادة انقلاب ٣٠ يونيو، فهذه جريمة لا تحتاج لتحقيقات، ولا يمكن انكارها، وقرائنها بائنة وموجودة صورة وصوت امام الجميع، يجب محاكمة هؤلاء الرموز بسرعة وحسم حتى يكونوا عبرة لاذنابهم وعظة لكل من يفكر في الانقلاب على شرعية الشعب. ومهما ادلهمت الخطوب فهذا الشعب قاهر ومنتصر وجبار.
صحيفة السوداني
كلام عقل.,الكل يجب أن يعمل على المنوال ده..