سهيل احمد سعد الارباب يكتب: حمدوك.. يوكوان سنغافورة او مهاتير ماليزيا
لم يمر بتاريخ السودان منذ الاستقلال قائد يحمل خطة علمية وعملية واضحة كرؤية حمدوك تتفق معها او لا وينفذها بخطوات مرسومة بدقة وان كانت ببط لاسباب متعلقة ومحدودية حرية اختيار فريق عمله.
ولم يسبقه الا د.جون قرنق الذى لم ندركه بجهلنا وعنصريتنا وكبريانا المافون….ان اضعنا د .جون قرنق فمن المعيب جدا والغباء المطلق اضاعة حمدوك
لاى عبور ثمن غالى ومعاناة والم ولذلك تسمى اوقات مخاض عظيمة
حمدوك يعنى اوجاع الحاضر ورفاه المستقبل وهو يفتح الطريق الى نظام اقتصاد علمى ومعروف ينجز دولة الانتاج ويشجع مبادرة الفرد للابداع والانطلاق.
السياسين الذين يروجون لتسقط ثالث يريدون اعادة انتاج ازمة الانقاذ وارتهانها الكامل وموارد البلد لتحكم الدول الاقليمية واحلاف مافيات الفساد العالمية دون ان يدفعوا شيئا مقابل احتكار كل ثرواتنا ومواردنا مفابل ارخص تكلفة استعمار لانكلفهم الا ربط البعض بمصالحهم وبعض الرشاوى الذهيدة
ولذلك تسقط ثالث فى جوهرها معنى بها اسقاط حمدوك ومشروعه فقط وابقاء البقية لانها مراكز قوة وتوازن فى المشهد السياسي وعندها سيبقى الدعم السريع وتبقى الحركات وتبقى اللجنة الامنية اكثر سطوة
الذين يدعون لاسقاط حمدوك بدعوى برنامجه النيوليبرالى ربما نسواء مايحملون من افكار وانها لاتقوم على انقاض المحافظة على اقتصاد طفيلى كما تركته الانقاذ وان مصلحتها برنامج حمدوك لانه يعيد ترتيب العناوين فى حركة التاريخ وتطوره. الاجتماعى فى السودان باعادة ترتيب الطبقات مما يؤسس مستقبلا قريبا لانتاج قوى مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية..
وان كانوا يدركون فذلك يعنى انهم اصبحوا مرتشين وباعوا ضمائرهم بلى وجه الحقيقة وقد وصلت المخابرات الاقليمية كل مكان وشملت كل التنظيمات
رغم ان حمدوك يعمل فى ظروف حكومة تحالفات سياسية غير متناغمة وجهاز خدمة مدنية معتل ومعادى بالكامل وتعدد مراكز قوى وفى ظل ظروف جائحة كرونا الا انه يمتلك ارادة ذاتية وقناعات راسخة وثابتة وترتيبات علمية وعملية لانجاح وتنفيذ خطته وقيادة حكومته لانجاز المطلوب منها وهى اعادة الحياة الى شرايين واوردة الاقتصاد السودانى وتوفير الدعم الدولى واعادة العلاقات مع صناديق التمويل للمشاريع الجديدة من صندوق النقد والبنك الدولى واعفاء الديون الموروثة منذ الاستقلال وتحقيق السلام واعادة تاسيس هياكل الدولة واعادة الحيوية لها والعبور للمرحلة الاهم .
وهى التاسيس لقواعد انتاج عظمى بمشاريع صناعية وزراعية كبرى واعادة وتاهيل المشاريع للقديمة واعادة الحياة لها وهو ما يحتاج الى طاقات بشرية وقوى عاملة كبيرة منتجة ونشيطة ولديها القدرة على الالتزام بالجهد والجودة وهو تحدى عظيم وشاق.
ويحتاج الى ابدال ثقافة الشعب السودانى السلبية تجاه العمل المنتج بعد ان هجره بسنوات الانقاذ نتاج اقفال المصانع وانهيار المشاريع الزراعية والهجرة من الريف للمدينة وهجرة الناس الى الاعمال الهامشية سريعة الكسب فى اعمال السمسرة وتجارة العملة والمهن الهامشية لحوالى 90٪ للقوى البشرية العاملة وانكمشت القوى العاملة الصناعية والزراعية الى ادنى ومستوياتها وتراجعت ساعات العمل الفعلية لها الى 3ساعات فى اليوم مع جودة متدنية وكل العالم 8ساعات الى12ساعة عمل مع جودة عالية مع كلفة عالية لمقابلة ثقافة المجتمع الاستهلاكى التى كرثتها الانقاذ فى اسواء كوارثها ومخلفاتها الاقتصادية والاجتماعية.
وهذا امر جلل يحتاج الى ثورة ثقافية تقودها الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى وقواه الحية ويحتاج الى اعلام قوى وموجه بذكاءومعرفة وخبرات نفسية وتربوية ويحتاج الى برامج تاهيل وتدريب على اعلى المستويات ودعم كبير وتعاون بين كافة منظمات المجتمع والدولة وبرامج وخطط متعددة المراحل ومرسومة الاهداف بواسطة هبراءمحليين ودوليين.
وحمدوك بدعوته الى تكويين الكتلة التاريخية بخطابه الاخير لقوى الثورة واعادة ترتيبها واصطفافها انما يؤسس لمايقابل هذه المرحلة بعد انجاز المرخلة الاولى وشبه اكمالها وهو بذلك ينتقل من خانة التنفيذى الاولى بالدولة الى دور مفكر وفيلسوف المرحلة وهو يبحث عن التاسيس النظرى والدعم السياسي كقاعدة لتحقيق اهداف المرحلة وتحدياتها الاعظم والاكبر من المرحلة الاولى
وحمدوك حقا يمثل حظ السودان فى جوهرته المكنونة الاتى ساقتها الاقدار لزمان الثورة ليلعب هذا الدور التاريخى العظيم فى نهضة الامة بعد سنوات من التيه والغيبوبة 30عاما فى عصر الانقاذ البائس والمشؤوم.
وكما قاد بيوكوان سنغافورة من الفقر الى عصر التكنلوجيا والتنوير وكما قاد مهاتير محمد ماليزيا من عهود الفقر والجهل الى عصر التنميه والرفاه والتكنلوجيا يقودنا حمدوك نظريا وتنفيذيا من عصر الجهل والغيبوبة والدجل والشعوذة الى عهود المستقبل والريادة والرفاه واللحاق بعصر الحاسبات حماه الله وحفظه لامة السودان من الحاسدين والحاقدين والجاهلين.
صحيفة الانتباهة
ياسلام مية مية
ما قصرت