رأي ومقالات

رحم الله شاعر السودان الكبير محمد طه القدال

فى البلد البسير جنياتها لقدام ..
وفى الولد البسل ضرعاتو فى العرضة ويطير فى الدارة صقرية ..
ولو السمحة تلت إيد و مدت جيد تقوم شايلاه هاشمية
يشيل شبال ختة ريد .. وفرحة عيد .. و غيمة روح .. وحمرة عين و ايدية
وفى الولد البشيل مدقاقو قولة خير على القمرة
يقابل الجاية متحزم ويقابل الجاية متلزم
سلام فاسك على أرضك يبقى عديلة يا بيضاء
ويبقى زفاف غنت ليه قمرية
قبال حول تغيم غيمة قبلية
ترش الدارة و الحدبة الصعيد الحلة
يا مرحب حباب الصفقة فى النسمة الصعيدية
2
رحم الله شاعر السودان الكبير محمد طه القدال ؛ والذي كان مثل كثير من العظماء بين هذا الشعب . بسيط . كريم . سهل . ميسور الحال . خليط من السودانية البدوية القحة والمثقف الذي وان كان يهز صدر المنابر بخيال الشعر وواقعية ربط المعاني بالحي والقرية والقواميس العافية التي تعلو الفصاحة لكنه مثل كل المواهب في هذا البلد . يجلس الى ظل متكا حنان جار ورفقة فريق يحادث الناس بلغة حرفها من مداده طين الجروف وعرق السابلة . ولا ينسى في هذا جعله _بالضم _ في تعرية الشعارات وفق خياراته وحيث يلزم فيرفع شعره من طرف الطريق الى منصات النخب . فيضع شال الى جوار ربطة عنق دون ان يفقد في الحالين حمض المعاني ذائقته وانساله كمكتوب خاص لرجل اسمه (القدال ) الذي حتى أسمه وصفة سودانية لا تكرر في الاسماء والصفات ان سار او مشى او تحدث او صمت .
3
سيبذل كتاب المراثي افضل ما عندهم خاصة ممن يملكون حظوة يسار التعابير من النخب المتحدثة التي تجيد البكاء اكثر من إجادتها توظيف أشعار الانقياء لصناعة واقع افضل . وكلما مات مبدع تلحظ ان الكل يسرد خيراته الباقية كالحصى فوق تراب القبور . وقلة هي التي تكون صادقة في تحويل لوحة (حليوة) الى مشهد صحيح . يعرفون القدال لكنهم يوفون لليانكي وكتر خير يهود وادينا
4
بالمقابل سيفتقد البسطاء والعوام صوت كان لسانهم وبيان صوت الغبش التعابى . رجل كانت كلمته مثل الضوء في عتمة العذابات . دواته دمع حزن . ومرات فرح ضوءه (رتينة) وصفقته حشد رجال يغنون لقمر بالسماء واقمار في ميدان اللعب . يشدون الايادي على الحناجر بين جابودي او جراري او (صفارة) خرجت كشهقة ممسوس في حفل لعقد الجلاد . رحم الله القدال فقد قطعت الاقدار _ التي بها نسلم _ صفحة فخمة من تاريخ السير والرجال الرجال وكان هذا البلد مكتوب عليه ان يصبح ويمسي على فاجعة تقود للرداءة . فحتى الموت صار يتخطف مصابيح المسير.

محمد حامد جمعة