مقالات متنوعة

سليمان الماحي يكتب: رحل داعم صحة دارفور

غيب الموت الحاج ادم محمد علي مطلع الأسبوع الجاري متأثرا بإصابته بفيروس كورونا تاركا وراءه حزنا طال الكبار والصغار ممن عرفوه أو تعاملوا معه عن بعد أو قرب وبالنسبة لأبناء الجالية السودانية المقيمة في رأس الخيمة فالمصيبة أعظم من كل مقام والمصاب جلل فقد فقدوا انسانا يحسبونه أخا لهم وأبا لأبنائهم وناصحا لمن يبحث منهم عن النصيحة فهو في زماننا الحاضر نحسبه رجلا نادرا قل ان يجود الزمان بمثله.

المرحوم ادم جاء إلى الاغتراب مبكرا من منطقة رهيد البردي الواقعة في أصقاع دارفور متكبدا وعثاء الدروب وفراق الأهل حيث كانت الامارات هي الوجهة التي قصدها ويومئذ عمل في كبريات مستشفيات وزارة الصحة وتحديدا في امارة رأس الخيمة وقد أهلته الكفاءة والخبرة الواسعة التي يتمتع بها في مجال التمريض ليتبوأ مكانة مهنية مرموقة كان من نتائجها إقناع القائمين على ادارة التمريض وغير ذلك من المهن الصحية على جذب العديد من العناصر السودانية إلى يومنا هذا.

أما على الصعيد الاجتماعي السوداني كان حاج ادم على الدوام ضوءا مضيئا دائما في نفق الغربة و الدليل على ذلك اهتمامه بالمناسبات التي درجت الجالية السودانية على تنظيمها اجتماعيا ووطنيا وعندما تحل بالناس ضائقة فحينئذ تجدهم يتلفتون في كل اتجاه بحثا عن زول واحد وهو حاج ادم والمؤكد أنه هو الرجل الذي لا يخذل أهله حيث يكون حاضرا بينهم على الدوام واللافت أكثر في ذلك هو حرصه على أن يكون أفراد أسرته في خدمة مناسبات الجالية سواء الاجتماعية أو الوطنية أوغير ذلك.

حاج ادم الذي قضي الله أن يرحل إلى جواره يصطحب معه الكثير من أعمال الخير – نسأل الله أن تكون في ميزان حسناته – لم يغض الطرف عن احتياجات أهله في دارفور خصوصا أولئك الذين يئنون من أوجاع الأمراض فقد كان لهم نصيبا مهم من جهوده الخيرة وكانت عبارة عن توفير العديد من معينات الخدمات العلاجية وبحسب ما يعرف الناس عنه هو قيامه بتوفير مجموعة من الأجهزة الطبية مثل ضخ الاكسوجين وأخرى لغسيل الكلى وأسرة للمرضى وغير ذلك.

لقد شاءت ارادة الله ان ينتقل حاج ادم محمد علي الى الدار الاخرة ولم يبق لنا غير ان نقول الحمد لله على قضائه وقدره له ما أخذ وله ما أعطى.

سليمان الماحي
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. إنا لله و إنا إليه راجعون

    نسأل الله تعالي ان يجعله من اصحاب اليمين.