كيف يفكر رئيس الوزراء؟! (3)
في العام 2004 ودارفور تشتعل؛ وصلت الخرطوم مجموعة من شباب العالم لدعم عمليات يونسيف تطوعاً.. وفي حفل الاستقبال جاء من يهمس في أذني، التي تجلس أمامك هي ابنة وزير خارجية كوريا الجنوبية.. فحييتها على مبادرتها رغم أنها ابنة وزير.. كان ردها “حتى والدي الوزير لو وجد فرصة للحضور متطوعاً لن يتردد”..! ولم تدر أن الأمر كله سيذهب إليه حيث هو بعد حين.. قضت “هنهي” وهذا اسمها؛ عاماً كاملاً أو يزيد في دارفور، ورأت وعايشت كل شيء.. إلى هنا والأمر عادي، ولكن بعد أعوام قليلة، وتحديداً في العام 2007 أصبح ذلك الوالد هو الأمين العام للأمم المتحدة، وأصبحت دارفور هي الملف الأكبر والقضية الأهم في أروقة الأمم المتحدة، فكتبت يومها تحليلاً بعنوان “كي مون.. رجل يعرف أكثر مما ينبغي”، وفي عرف أجهزة المخابرات فالذي يعرف أكثر مما ينبغي يجب أن يختفي من الوجود، ولكن بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة فالأمر سيكون مختلفاً، كما كتبت يومها، أن الرجل لن يكتفي فقط بالتقارير الباردة ولا بالأخبار الساخنة، بل إن لديه مصدره الخاص الذي سيهمه نقل الحقائق كما رآها، كنت أعني “هنهي” بالطبع..!
تذكرت هذه الواقعة والسيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك يقاتل وحده، لا لإقناع العالم بدعم السودان، بل لإقناع بعض السودانيين أنفسهم؛ بأن للسودان حقوقاً لدى المجتمع الدولي ومن حقه أن يحصل عليها، فقط كان الفرق بين حمدوك وبين من يحاول إقناعهم، أنه يعرف أكثر مما ينبغي.. فحين خاطب حمدوك الأمين العام للأمم المتحدة مطالباً أن تقوم المنظمة الدولية بدعم عملية الانتقال السياسي في السودان، كان في الواقع يدرك ما يفعل، فحمدوك ليس طارئاً على الأمم المتحدة، أو عابراً لردهاتها، بل عمل فيها قرابة العقدين من الزمان خبر خباياها، وتعرف على واجباتها، وعلى الدور الذي يجب أن تقوم به تجاه عضويتها من دول العالم.. فحمدوك عمل في بنك التنمية الإفريقي؛ وثيق الصلة بالأمم المتحدة، ثم انتقل إلى اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وعمل بها حتى وصل وبقرار من الأمين العام للأمم المتحدة؛ لمنصب الأمين التنفيذي لتلك اللجنة، وهو واحد من المناصب المرموقة على مستوى المنظمة الدولية، وكان قبل ذلك رئيساً للمستشارين الدوليين لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.. أطرف ما قاله حمدوك والحديث عن دور المجتمع الدولي؛ إن الذي يدهشه حقا أنه وبينما تقاتل العديد من دول العالم للحصول على حقوقها، أو على دعم المجتمع الدولي، نسمع هنا من يرى سعينا لنيل حقوق السودان لدى المجتمع الدولي “كفراً وخيانة..!”
إذن؛ حين وضع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك دعم المجتمع الدولي كواحد من خيارات إنقاذ الاقتصاد السوداني، بل ودعم وتأمين عملية الانتقال، ثم اختار الأمم المتحدة لتكون رأس الرمح والمنسق لهذا الدور العالمي، كان في الواقع يعرف ما يمكن أن تفعله الأمم المتحدة؛ بل وما يجب أن تفعله، لأنه يعرف الكثير في هذا الملف، وهذه المعرفة تحديداً كانت هي السبب في الحرب الشرسة عليه وعلى الفكرة.. هل حدثتكم عن منهج أجهزة المخابرات في تصفية من يعرف أكثر مما ينبغي..؟ حسناً.. فقد فشلت محاولة تصفية حمدوك جسدياً، ولكن محاولات الاغتيال المعنوي مستمرة، وستستمر..! فإلى الغد.
محمد لطيف
صحيفة السوداني
هو في الحقيقة هذا أغرب بلد في العالم حيث أن الثقافة الطاغية والبضاعة الرائجة هي الإنتقاد الأجوف دون تقديم البدائل والحسد الأعمى. أن كثرة السهام والطعنات التي تلقاها جسد حمدوك لو كان جبل لهدته ولكنه عنده رؤيا ويود تحقيقها وأنا أعتقد جازما أنه قادر على تحقيقها لو تحلينا بقدر قليل من الصبر وبطلنا كثرة الشكوى والحلم والوهم الذي يعشيه هذا الشعب والذي يفترض أن من واجبات الحكومة أن تتكفل باطعامهم وإيوائهم وتعليمهم وعلاجهم وهم في غاية الاسترخاء وعدم المسئولية. ,قول لها لك الآن لو جبت بان كي مون نفسه ليحكم هذا البلد ستنله سهام النقد والحسد وعدم المسئولية. وزيرة الخارجية الأولى قالا ما قالوا عنها. طيب جات مريم الصادق والآن ما خلوا ليها صفحة ترقد عليها. كانت البنك اسمها مين هي وزيرة المالية وكرهوها حياته وجاء البدوي وكره اليوم الجابو للسودان والآن شغالين لجبريل الناس ديل ما عندهم شيء غير الحسد عشان كده نقوم من مصيبة لنقع في الثانية والتي بالتأكيد أسوأ منها وذلك بما كسبته إيدينا.
لو انصرف كل منا الى عمله ومجال تخصصه وتركنا السياسة لأهل السياسة وأبتعدنا عن الحسد وإدعاء المعرفة لكان ذلك اكبر مساعدة نقدمها للدكتور حمدوك وظاقمه ، ولكن للأسف فإن الشعب السوداني كله سياسيون وكلهم يدعون المعرفة ، عاطلون أو متعطلون تجدهم يجلسون أمام ستات الشاي والقهوة بالساعات الطوال ليلا ونهارا . كنا في الماضي نذهب الى الأندية الإجتماعية والرياضية لساعات قليلة في المساء ثم نعود الى بيوتنا هانئين لننام باكرا لأخذ قسط كافي من الراحة استعدادا للعمل صباح اليوم التالي ، وقد تغير هذا الحال في عهد الكيزان الى ما نراه الآن ، صارت السهرات عند ستات الشاي وحتى الساعات الأولي من الفجر . فماذا نرجو من هؤلاء السهاري غير الكسل والوهن .
يجب تحديد ساعات العمل لبايعات الشاي وعدم تجاوز العاشرة مساءا بحال من الأحوال .