منوعات

“جيهان”.. قبلت أن تكون زوجة ثانية للسادات وخسرت المواجهة مع شيخ الأزهر والغزالي

قبل أيام قلائل رحلت جيهان السادات قرينة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات التي كانت أول “سيدة أولى” في تاريخ الجمهورية المصرية تخرج إلى دائرة العمل العام. فمن هي جيهان السادات المولودة لأب مصري وأم بريطانية، التي وقعت في غرام ضابط صغير في الجيش المصري لتصبح زوجته الثانية بعد أن طلق زوجته الأولى، ودخلت في تحدٍ مع شيخ الأزهر عبد الحليم محمود والعالم الشهير محمد الغزالي ولقبها البعض بـ”المرأة الحديدية”؟ المولد والنشأة ولدت جيهان صفوت رؤوف بمدينة القاهرة في 29 أغسطس/آب 1933، كأول فتاة وثالث طفل لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا. ـ والدها صفوت رؤوف كان طبيبا جراحا، وتزوج من الإنجليزية غلاديس كوتريل التي كانت تعمل مدرسة للموسيقى، وكانت ابنة تشارلز هنري كوتريل، مأمور شرطة مدينة شيفيلد بإنجلترا. ـ نشأت جيهان مسلمة حسب رغبة والدها، لكنها التحقت أيضًا بمدرسة ثانوية مسيحية للبنات في العاصمة المصرية القاهرة. جيهان وأنور السادات (غيتي) قصة غرام ـ عندما كانت طالبة في سن المراهقة، لفت انتباهها أنور السادات بوصفه بطلا في المقاومة الشعبية، وذلك خلال متابعتها تقارير وسائل الإعلام عن شجاعته وولائه وتصميمه في مقاومة الاحتلال البريطاني لمصر. ـ سمعت حكايات كثيرة عن السادات من ابنة عمها، التي كان زوجها زميلا للسادات في صفوف المقاومة، ثم في السجن فيما بعد. ـ التقت جيهان، أنور السادات للمرة الأولى في السويس عند قريب لها صيف 1948، وكانت في الـ15 من عمرها، وكان السادات (30 عاما) خارجا لتوه من السجن. ـ وقعت جيهانوفق الجزيرة نت في غرام السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجا من سيدة أخرى قبلها (إقبال ماضي) وأنجب منها 3 بنات (راوية ورقية وكاميليا) قبل أن ينفصلا. ـ في 29 مايو 1949، تزوجت جيهان بمهر لم يتجاوز 150 جنيها مصريا، وكان زوجها أنور السادات وقتها ضابطا صغيرا في الجيش المصري قبل أن يصبح لاحقا رئيسا للجمهورية، وبالتحديد عام 1970. ـ أنجبت جيهان من السادات 3 بنات: لبنى ونهى وجيهان، وولدا واحدا وهو جمال. في كتابه “نساء الزعماء.. أسرار الحب في قلوب أصحاب الفخامة”، تحدث الكاتب المصري مؤمن المحمدي عن قصة حب جيهان وأنور السادات، وقال “رغم أنها كانت الزوجة الثانية، فإن حبهما وُلد وكبر بسرعة، ولقي فيما بعد رفضا عائليا، حيث اعترضت والدة جيهان رؤوف الإنجليزية على ارتباط ابنتها من أنور السادات الذي كان متزوجا من قبل”. وأضاف “لكن ابنتها العروس كان قد جرفها الحب وتعلقت بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، ودافعت بشدة عن حبها حتى قبلت والدتها، وساعدها كثيرا في ذلك والدها الذي مال إلى من اختارته شريكا لحياتها”. ـ حصلت جيهان على بكالوريوس الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977. ـ حصلت على الماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام 1980. ـ نالت درجة الدكتوراه في الأدب المقارن عام 1986، من كلية الآداب جامعة القاهرة تحت إشراف الدكتورة العالمة سهير القلماوي. ـ عملت محاضرة جامعية في جامعة القاهرة وأستاذا زائرا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية. جيهان زوجة السادات ولحظة رومانسية (مواقع التواصل) “قانون جيهان” ـ استغلت جيهان السادات نفوذها لتعديل بعض القوانين في مصر، على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بـ”قانون جيهان”. ـ ولقيت بعض هذه التعديلات انتقادات حادة من علماء دين بارزين، على رأسهم شيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود والشيخ الراحل محمد الغزالي، حيث اعتبروها مخالفة للشريعة الإسلامية. ـ أرادت جيهان السادات تقييد الطلاق وتعدد الزوجات، لكنها فشلت في ذلك إثر انتقاد علماء الدين للقانون ورفض شيخ الأزهر التصديق عليه قائلا “لا قيودَ على الطلاق إلا من ضمير المسلم، ولا قيودَ على التعدد إلا من ضمير المسلم”. العمل العام شاركت جيهان زوجها الرئيس أنور السادات كل الأحداث الهامة التي شهدتها مصر بدءا من ثورة 23 يوليو 1952، وحتى اغتياله عام 1981. ـ هي أول سيدة أولى في تاريخ الجمهورية المصرية تخرج إلى دائرة العمل العام. ـ أشرفت بنفسها على بعض المشروعات مثل مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة. ـ أسست جمعية الوفاء والأمل، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع، مثل الحق في إعالة الطفل وحضانة الأطفال في حالة الطلاق. ـ كان لجيهان مؤلفان: كتاب “سيدة من مصر” ويحتوي على مذكراتها وقصص تجاربها في العمل السياسي كونها قرينة للرئيس السادات. ـ أما المؤلف الثاني فهو كتاب “أملي في السلام” الذي نشر عام 2009، وهو يقدم تحليلا ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي. ـ عام 1993 حازت جائزة “مجتمع المسيح الدولية للسلام” من مؤسسة (Community of Christ) بالولايات المتحدة الأميركية. ـ عام 2001 فازت بجائزة “بيرل إس. باك” التي تمنحها مؤسسة (Pearl S. Buck) في الولايات المتحدة. ـ في 2021 بعد وفاتها مباشرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منحها وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على أحد الطرق الرئيسية في القاهرة، وهو محور الفردوس. ـ تلقت أيضا أكثر من 20 درجة دكتوراه فخرية من كليات وجامعات وطنية ودولية حول العالم. المرض والوفاة ـ كانت جيهان تعاني من مرض السرطان على مدى عامين، وعولجت منه في الولايات المتحدة، لكن قبل أشهر من الوفاة، عادت إلى مصر وكانت تداوم على العلاج بالقاهرة. ـ في 24 يونيو 2021 كشفت مصادر من عائلة زوجها الراحل، عن تعرض جيهان البالغة من العمر 87 عاما لأزمة صحية طارئة، لكن المصادر لم تكشف عن طبيعة حالتها الصحية أو سبب إصابتها. ـ الحالة الصحية استدعت إدخال جيهان إلى أحد المستشفيات للعلاج، وأكدت المصادر في الوقت ذاته أنها ليست مصابة بفيروس كورونا. ـ في 9 يوليو 2021، توفيت جيهان السادات عن عمر ناهز 88 عاما، وأقيمت جنازتها بمنطقة المنصة أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في منطقة مدينة نصر، شرقي القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين.ـ أوصت الراحلة بأن يتم دفنها إلى جانب زوجها في قبره.

الخرطوم ( كوش نيوز)