سهير عبد الرحيم تكتب: رحلة الولايات (مروي -عطبرة)
وصلنا مروي وجدنا في استقبالنا على الطريق الرئيسي العميد خالد حمدنا الله مدير شرطة محلية مروي والمقدم هشام مسعود من المخابرات العامة و مجموعة من رجال الشرطة و الجهاز هنالك .
أصر الرجلان على إصطحابنا إلى مباني شرطة المحلية و أكرام وفادتنا ، قدما لنا وجبة إفطار شهية تناولنا عقبها الشاي و القهوة و أدينا صلاة الظهر و تابعنا خطة مدينة مروي لترحيل الطلاب .
وللحقيقة بدا واضحاً أن هنالك شحاً إن لم يكن أنعداماً للمواصلات الداخلية ، ومايحدث أن هنالك سيارات من الشرطة والجهاز تقوم بتمشيط الشارع جيئة و ذهاباً لإصطحاب الطلاب .
و يبقى هنالك جهد واضح و بارز لأهالي المنطقة الذين يساهمون بقدر واف وجهد كبير في ترحيل الطلاب في تلك الضواحي و الفرقان
بدا واضحاً أكثر أن عدد الطلاب الممتحنون هنالك قليل مقارنة بالمحليات و المدن الأخرى ،. هي همسة في أذن أبناء الشمال في مختلف السهول و البقاع أن عودوا إلى موطنكم. للإعمار و التنمية و المساهمة في عملية التطوير و الإنتقال الحضاري و النهوض بقراكم .
أكثر ما يؤيد فرضية النزوح الكبير لأهل الشمال بسبب غياب التنمية هناك ، أكثر ما يؤيد ذلك سيطرة الرمال على المشهد .
زحف صحراوي رهيب يجعلك في متاهة من الرمال المتحركة ، رمال تغولت على الخضرة و المياه وإن لم تستطع التغول على الوجه الحسن ، و لكنها تجرأت أكثر بأنها صارت تركض و تعبر الشارع الاسفلتي إلى الجهة المقابلة ، ولولا حصافة و مهارة السائق شوقي في القيادة لكان مصير سيارتنا الإنقلاب رأساً على عقب .
عقب رحلة الرمال المتحركة غادرنا مروي و في الطريق إلى عطبرة كان الشاب عاطف علي إبراهيم من أبناء عطبرة يتصل هاتفياً بمعدل إتصال كل ربع ساعة ليطمئن على سلامتنا.
وحين وصلنا مدينة عطبرة للتزود بالوقود وجدنا الشاب عاطف ينتظرنا و هو يحمل كمية كبيرة من قارورات المياه الصحية و زجاجات المياه الغازية و هو يشدد على أن الطريق طويل ولن نعثر في الشارع على كافتريا مناسبة .
هكذا هم أهالي عطبرة وإن غادرتهم فإن كرمهم و الإحتفاء بك يصلك أينما تكون .
و بمناسبة عطبرة هذه فإن زوجة الشهيد مختار عبد الله حسين الذي استشهد قبيل بيان أبنعوف بيوم ، أقول أن زوجته وطفلته الصغيرة كانتا بصحبتنا طيلة فترة التدشين .
وكذلك لم ينقطع عنا أبداً الرجل الهميم المضياف أمين أبو شنب صاحب شقق ملاذ الفندقية الذي استضاف الرجال في الوفد مجاناً في شققه و أكرم وفادتنا .
خارج السور :
غداً أحكي لكم عن فيلم رعب اسمه طريق ( عطبرة بورتسودان )….!!
صحيفة اللنتباهة
أول مرة ما تجيب سيرة مصر فى مقالاتها أكييييد عيانة ولا عندها حمى ولا ملاريا !!!