رمزي المصري يكتب: فريد عصره
رمزي المصري
ما يمر يوم الا ويخرج علينا السيد اركو مناوي حاكم اقليم دارفور بتصريحات ( مشاترة) ومستفزة وغير مفهومة الاهداف والمرامي وما ان يمسك المايكرفون في اي لقاء جماهيري حتى يخرج من جوفه كلمات لا تنسجم مطلقا مع الواقع .
ولعل الجميع تابع مقطع الفيديو المنتشر في مواقع التواصل قبل يومين والذي قال فيه مناوي نحن الذين فجرنا ثورة ديسمبر ونحن الذين وجهنا الناس للاعتصام في القيادة ونحن الذين اخترنا اسم ( الحرية والتغيير ) ونحن الذين كتبنا وثيقة الحرية والتغيير .!!!!
ولم يبين لنا السيد مناوي ماذا يقصد بكلمة ( نحن) هل يقصد الجبهة الثورية ام يعني حركة تحرير السودان ام يقصد نفسه هو واستخدم كلمة ( نحن) لتعظيم شأنه وشخصيا ومن خلال متابعة احاديثه السابقة اعتقد انه يقصد نفسه هو بكلمة ( نحن) لأنه هو البطل الخارق وهو القائد الملهم وهو القائد الاسطوري في تاريخ السودان حديثه وقديمه
واذا نسي اركو مناوي فالشعب السوداني لاينسى انه كان يفاوض النظام السابق حتى قبل ساعات قليلة جدا من البداية الحقيقية لثورة ديسمبر و ( بكبسة ) زر واحدة في مواقع التواصل ستنهال عليك تصريحات مناوي الصحفية في ديسمبر ٢٠١٨ وهو يتحدث وبعد اجتماعه بالوسيط الافريقي السابق امبيكي عن موعد بداية مفاوضاته مع النظام السابق وانهم عازمون هذه المرة للتوصل لاتفاق مع الجانب الحكومي انذاك وإقامة حكومة ديمقراطية .
وقبل ان يجف مداد تصريحاته اشتعلت ثورة ديسمبر من الدمازين وعطبره وقاد الشباب هذه الثورة والتي عمت القرى والحضر الى ان وصلت لقلب الخرطوم وتوجت الثورة بالانتصار العظيم في السادس من ابريل باقتحام القيادة والاعتصام ثم الاعلان عن نجاح الثورة .
فكيف تدعي انك من قمت بتكوين الحرية والتغيير وانك من وجهت الشباب للاعتصام في القيادة وانت كنت تفاوض الحكومة حتى قبل ساعات قليلة جدا من بداية اندلاع الثورة
يا سيد مناوي اذا نسيت انت او حتى نسى الشعب السوداني تلك الاحداث فإن ذاكرة عمنا ( قوقل) ذاكرة حديدية ولا يغيب عنها لا شاردة ولا واردة .
وانت تتحدث ان الحرية والتغيير احتلت الكراسي ولم تترك لكم الا ( البنابر) فهل جلوسكم في حكم ولايات دارفور كحاكم سيكون فوق ( بنبر) ؟ ام هل جلوس وزير حركتكم في وزارة المعادن ايضا فوق( بنبر) ولو كان الشعب السوداني يعلم ان وزيركم في وزارة المعادن سيطلب من النيابة في ولاية نهر النيل عندما قاموا بضبط اكثر من ٣٥ كيلو ذهب قبل تهريبه وحسب ما رشح من معلومات ان وزيركم طلب من النيابة التوصل الى تسوية مع المهربين تماما كما كان يفعل النظام السابق مع المفدسين وتطبيق مبدأ فقه السترة لو كان الشعب يعلم انه سيقوم بذلك لطلب منه بالفعل ان يجلس على ( البنبر) .
مضت عدة اشهر منذ تعيينكم حاكما لدارفور وحتى اللحظة لم تطأ اقدامكم الكريمة ارض دارفور وقد حملت الانباء انه تم تكوين لجنة عليا برئاسة امين عام مجلس السيادة وانبثقت من هذه اللجنة العليا عدة لجان فرعية اخرى وبدأت اجتماعاتها بالفعل كل هذا من اجل تنصيب السيد مناوي حاكما لدرافور في احتفال ضخم في العاشر من اغسطس الجاري وسيكون حضورا في هذا الاحتفال كل من رئيسي مجلسي السيادة والوزراء .
وسيتم زف العريس مناوي للفاشر بهذه الاحتفالات ليتم اجلاسه حاكما لاقليم دارفور حتى قبل ان يتم تحديد صلاحيات الاقليم وحدوده الجغرافية . وقد كتبت من قبل ان تعيين مناوي حاكما لدارفور والفريق العمدة في النيل الازرق قبل انعقاد مؤتمر نظام الحكم في السودان هي واحدة من عجايب الامور في سودان الثورة وهو بمثابة وضع العربة امام الحصان .
ومن حقنا ان نتساءل .ما جدوي إقامة مؤتمر لنظام الحكم بعد تعيين حكام لاقليمي دارفور والنيل الازرق ؟ وهل علينا في باقي ولايات السودان ان نحمل السلاح ايضا حتى يتم تحديد اقاليمنا وحكامنا ؟؟
نعود لحفل تنصيب مناوي واقول ان البعض سيقول المعنى بالاحتفال ليس تنصيب مناوي شخصيا بقدر ما هو احتفال بقيام الاقليم .وانا اقول لهؤلاء قبل ايام قليلة تم الاحتفال بتنصيب حاكم للنيل الازرق باحتفال بسيط ايضا ولم تتكون لجان عليا من مجلس السيادة ولجان اخرى منبثقة واخرى
( منبشقة) . فلماذا الكيل بمكيالين ؟
ام لانه اركو مناوي ( فريد عصره الما متلو شيء ) كما غنى فنان الحقيبة .؟
كان الله في عوننا
رمزي المصري
صحيفة التحرير
اتضح تماماً بأن هذا المدعو (مناوي) ديكتاتور صغير مصاب بدرجة حادة بهوس العظمة .. وبالطبع يحلم بأن يصبح ديكتاتور كبيييير مسقبلاً .
وقد ظهر آخرون على شاكلة المدعو مناوي بعد ثورة الشعب العظيمة التي سطا عليها من ليس لهم أي إسهام فيها .