كلكم يبكي .. فمن سرق المصحف ؟! (1)
مقولة مالك بن دينار هذه .. تكاد تنطبق على حال المشهد اليوم حذو كالنعل .. كما كان يقول الراحل الإمام الصادق المهدي .. خلال الأسبوعين الماضيين .. التقيت مئات من السودانيين .. دون مبالغة أو تزيد .. بدءا من اعضاء في المجلس السيادي .. مرورا بالسيد رئيس الوزراء .. ثم قيادات حزبية وسياسية .. وناشطين في المجتمع المدني .. نساء ورجالا .. ورموز من الطرق الصوفية .. وقيادات في الإدارة الأهلية .. وانتهاء بعشرات من الصحفيين .. من من قدموا من عشر من ولايات السودان المختلفة ..علاوة على منسوبين لمؤسسات الإعلام القومية .. وأخيرا خبراء ومختصين في مجال مكافحة خطاب الكراهية .. كل هؤلاء من من التقيت بهم كفاحا .. وكثيرين غيرهم استمعت اليهم عبر الوسائط المختلفة .. كان تأكيدهم على أمر واحد .. وهو تنامي خطاب الكراهية بين السودانيين .. ثم كان إجماعهم جميعا على ضرورة نبذ خطاب الكراهية .. بل واقترح البعض ضرورة عزل من يروج لمثل هذا الخطاب اجتماعيا وسياسيا ..!
ولكن .. بالنظر الى الواقع .. يبدو أن الجميع يتحدث ولا يفعل .. بل إن البعض يظن وبعض الظن إثم .. أن الآخر هو الشيطان .. وأنه هو فوق الشبهات .. بينما ينفث خطابه سما زعافا ..أما المعادل الموضوعي لكل ذلك .. فهو أننا فيما يبدو .. ننتقل الى المربع الأخطر في سلم الكراهية هذا .. فكما قيل إن الحرب اولها كلام .. فإن خطاب الكراهية المتنامي هذا .. وقد بدأ في إنتاج ثماره الطبيعية .. فالذي يزرع الشوك .. لا ينبغي أن ينتظر ورودا .. والذي يروج لخطاب الكراهية ويوسع من دائرة انتشاره وتأثيره السالب .. لا يجب أن ينتظر سلاما وأمنا واستقرارا .. وقد بدأت الآن بؤر العنف والمواجهات تتفجر في كل أرجاء السودان تقريبا .. فقد عاد العنف لدارفور .. وجنوب كردفان يزداد توترا على توتره .. وبات انفجار التوتر في الشرق دائما محل احتمال .. حتى المناطق التي لم تألف المواجهات المسلحة والعنف .. وقع فيها ما وقع من مواجهات وضحايا .. مثل الشمالية ونهر النيل والجزيرة .. بإيجاز بدأ خطاب الكراهية المتنامي يرمي بثماره المرة في وجه الجميع ..!
إذن .. لا بد من شكل مختلف .. ومنهج مغاير للتعامل مع الأمر .. فمجرد الخطب المنمقة والنوايا الطيبة لم تعد تجدي إزاء ما يشهده المجتمع السوداني من تطورات تعقد المشهد .. ولئن كان السيد رئيس الوزراء قد طالب الأحزاب السياسية من قبل .. أن تلعب دورها في مناهضة خطاب الكراهية فهاهي الأحزاب ترفع هي الأخرى مطالبها للسيد رئيس الوزراء .. فمن توصيات ورشة عمل ضمت ممثلين لقوى سياسية عديدة .. حاكمة ومعارضة .. صدرت جملة توصيات ننقل منها ما ينبغي أن تفعله الحكومة .. وعلى رأسها .. ضرورة إصلاح التعليم و تكريس دروس الانتماء الوطني .. الذي يحل محله الآن الانتماء الجهوي والقبلي .. وأن تكون مناهج التعليم نابعة من المجتمعات السودانية معبرة عنها .. وفي مجال التعليم كذلك إعادة النظر في فلسفة القبول القائمة حاليا .. بتحويل الجامعات الى مؤسسات قومية يرتادها كل أبناء السودان بتباين جهاتهم وسحناتهم ..كذلك طالبت التوصيات بضرورة إصلاح الإعلام وكمثال لذلك أن تكون المؤسسات الإعلامية القومية معبرة عن كل السودانيين ..خاصة الفضائيات القومية ..وأن يرى كل سوداني نفسه على الشاشة .. كما طالبت الأحزاب بضرورة تعجيل إصلاح الحقل القانوني والعدلي .. وتكريس سيادة حكم القانون .. وأن المواطن .. في أي مكان في السودان .. لا يجب أن يخضع لأي قانون أو إجراء استثنائي .. إلا قانونه الطبيعي .. كما طالبت الأحزاب بضرورة التوافق على مشروع قومي يعبر عن كل السودانيين ..!
غدا نواصل .
محمد لطيف
صحيفة السوداني
إليك الإجابة يا استاذ :
تأخر خطيب الجمعة فصعد المنبر رجل مجنون فقال:
الحمد لله الذي خلقكم من إثنين وقسمكم قسمين فجعل منكم أغنياء لتشكروا، وجعل منكم فقراء لتصبروا فلا غنيكم شكر ولا فقيركم صبر ولا كبيركم ينهي عن المنكر وقلوبكم مملوءة بالحقد والكراهية لعنكم الله جميعا .. قوموا إلى صلاتكم ايها المنافقون .