شعب يواجه الفيضان وحيدا (النفير) في الأحياء .. تعاضد المواطنين وغياب المسؤولين

اعتاد الغالبية العظمي من أبناء الشعب السوداني على العمل الجماعي (النفير) وقت الشدة والكوارث الطبيعية (امطار، سيول، فيضانات…الخ).. والنفير هو تلاحم وتعاضد الجميع بتقديم الدعم والسند وقت الحاجة مثل فتح المجاري والمصارف اثناء الخريف والبناء لمن دمرت الامطار مساكنهم والترميم مابعد الخريف واحتواء من لا مأوى له حتى إنجلاء الازمة. ولايقتصر الامر على نفير الخريف فقط بل يمتد حتى في الايام العادية اذا كان هناك شخص يريد البناء يجتمع عدد كبير من أهل الحي لإكمال عملية البناء بشكل جماعي وروح معنوية عالية ،يتكرر هذا المشهد دوما في الارياف والقري.
نفير الاحياء
تجاهل وتراخي وفشل الحكومة والجهات المسؤولة بعدم التأهب لفصل الخريف والاستعداد له بفتح المجاري والمصارف اصيح أمرا معتادا ،تسجل الجهات المسؤولة حالة رسوب دوما في امتحان الخريف ذلك الرسوب ظل ملازما للحكم البائد وحتى الحكومة الحالية واتضح فشلهم الذريع من خلال الغرق الذي ضاعت فيه ملامح العاصمة وما جاورها، الأمر الذي جعل اغلب المواطنين يعتمدون على (النفير) العمل الجماعي بفتح المجاري والمصارف وإفراغ المنازل التي امتلأت بمياه الخريف وفتح طرق فرعية آمنة لعبور المشاه بعد أن غطت المياه علي أغلب الطرق الرئيسية.
مصارف وردميات
ظل عدد كبير من الشباب في الاحياء المختلفة بالخرطوم مهمومين بما يتسبب فيه الخريف من الكوراث لمعالجتها مثل توفير عربات الشفط وإيجار (قلابات) تراب لعمل الردميات في الشوارع التي تضررت من الخريف بجانب قيام بعضهم بنظافة المصارف القديمة من النفايات حتى تسهل عملية مرور المياه للمجاري الكبيرة وظلوا يقومون بتلك المهمة منذ سنوات طويلة حتى الآن وهم يرسلون صوت لوم على الدوام للحكومة ولكن لا حياة لمن تنادي – حسب قولهم -.
سهر للتأمين
من جانبهم أوضح عدد من الشباب ل(كوكتيل) أنهم يضطرون لوضع علامات بارزة في شوارع الاسفلت والشوارع الرئيسية المليئة بالحفر العميقة طيلة فصل الخريف تفاديا لوقوع السيارات فيها والحوادث، كما يقومون بفتح مجاري داخل الاحياء الغارقة بالمياه لتمر عبر المجري الرئيسي واستئجار (كراكات) من مالهم الخاص لفتح الشوارع المليئة بالمياه والانقاض والسهر على أمن اهل الحي لوقايتهم من كوارث الخريف.
الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني






