مزمل ابو القاسم

المحفظة معايا (2)


* قبل فترة أعلنت المحفظة الزراعية لتمويل الموسميين الصيفي والشتوي على لسان رئيس مجلس إدارتها المؤقت عبد اللطيف محمد صالح، شروعها في استيراد (400) ألف طن من السماد، تكفي حاجة البلاد لمدة عام وتتجاوز كلفتها مائتي مليون دولار، وزعمت أن الكميات التي تم التعاقد عليها ستصل تباعاً، حيث تدخل ميناء بورتسودان (نهاية الأسبوع المقبل) ثلاثة بواخر بحمولة (90) ألف من السماد.
* وقتها تطوع السيد عبد اللطيف بتسمية البواخر التي تحمل الشحنات، وذكر أن الباخرة (غل وينغ) ستصل بحمولة قدرها (40) ألف طن، الداب، بينما ستحمل الباخرة (أميس ليدر) 25 ألف طن من اليوريا، فيما ستحمل الباخرة (جينكولانغ يودوك) حمولة مماثلة من اليوريا، لتتوالى بقية الشحنات، وتكتمل منتصف الشهر المقبل.. (أغسطس الحالي)!
* مرّت التواريخ التي حددها رئيس مجلس إدارة المحفظة من دون أن يستقبل ميناء بورتسودان أي باخرة للسماد، وانتصف شهر أغسطس وقارب نهايته من دون أن يتحول الوعد إلى حقيقة، ليتضح بعدها أن المحفظة تعاقدت مع شركة خاصة اسمها (زبيدة)، لم تلتزم بتوريد الشحنات في التوقيت المحدد.
* كالعادة تم الصفقة الضخمة بلا عطاء ولا مناقصة ولا يحزنون، مع أن قيمتها العالية كانت تفرض على المحفظة أن تجري لها مناقصةً عالميةً.
* رشح بعدها أن المحفظة سددت مبلغ عشرة ملايين دولار للشركة المحظوظة، قبل أن تشرع في التنفيذ، ولم تلزمها بالشروط الواجب اتباعها في المشتريات المماثلة.
* لا أحد يدري الكيفية التي حصلت بها شركة (زبيدة) على العقد المهول، لأن المحفظة (2) لم تشهر أي مناقصة، ولم تحترم الشروط المطلوب توافرها في الراغبين في الحصول على الصفقة بحسب نصوص قانون الشراء والتعاقد لسنة 2010، ومن بينها أن تكون الشركة الراغبة في دخول العطاء مسجلة في السودان، ولها سابق خبرة وإنجازات في مجال العطاء، وأن تكون عاملة في السودان، وفِي حال كانت تابعة لشركة خارج البلاد تلزم بتوضيح علاقتها بالشركة الأم، مع تقديم السيرة الذاتية للشركة.
* ومن الشروط اللازمة لدخول العطاء ابتدءاً أن تبرز الشركة شهادة خلو طرف من الضرائب، وأن ترفق صورة من البطاقة الضريبية، وشهادة إبراء ذمة من الزكاة، وشهادة تسجيل القيمة المضافة، وصورة من شهادة التسجيل، وشهادة مقدرة مالية، وأن تستوفي الدمغة القانونية.
* كذلك تُلزم أي شركة راغبة في المنافسة على العطاءات والمناقصات الحكومية بدفع تأمين مبدئي قدره (2‎%‎)، بشيك مصرفي أو خطاب ضمان بنكي، ساري المفعول طيلة فترة العطاء، يكمل إلى (10‎%‎) لمن يرسو عليه العطاء.
* من لا يلتزم بأيٍ من تلك الشروط لا يدخل المناقصة أو العطاء ابتداءً، وبالطبع يتم قفل كراسات العروض بالشمع الأحمر، ويتم الفرز بواسطة لجنة مختصة، تتولى الترسية على الملأ.
* الشروط والضوابط المذكورة أعلاه تراعى في العطاءات الصغيرة، وفي المشتريات زهيدة القيمة، وتهمل عندما يتعلق الأمر باستيراد سلع استراتيجية، قيمتها مئات الملايين من الدولارات.
* مطلوب من المحفظة توضيح الطريقة التي تمت بها ترسية تلك الصفقة لشركة زبيدة، وتوضيح مسببات عدم إشهار عطاء عالمي لاستيراد السماد، سيما بعد أن أعلن (السوبر مان) الذي يرأس مجلس إدارة المحفظة الزراعية أن الكميات التي تم التعاقد عليها تبلغ مائتي ألف طن من السماد.. الغائب حتى بعد أن شارف الموسم الزراعي الصيفي على نهايته فعلياً

مزمل ابو القاسم
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. يعني بس أردول الطلع مسكين وما عنده ضهر عشان كده حمدوك ناداهو وقرصو في أضانه وهنا شركة ستنا زبيده لهفت عشرة مليون دولار عشرات اضعاف ما اخذه اردول وما في زول قال بغم عشان السادة مدعي الثورة جغموها وقشوا خشومهم .. …فساد متواصل ومتأصل