مقالات متنوعة

سهير عبد الرحيم تكتب سيارات المغتربين …الظلم ظلمات


حين نتحدث عن مغترب سوداني في السعودية أو إحدى دول الخليج أو أوروبا و أمريكا ، فإننا لا نتحدث عن فرد …؟. نحن نتحدث عن أسرة كاملة أو لربما مجموعة من الأُسر تقع تحت وصايته و رعايته .

وفي مختلف الحقب السياسية و على مرّ الأزمنة ظل المغترب السوداني يقوم بدور كبير لا يستهان به ، وظلت الكثير من الأفواه تنتظر لقمتها من السعودية و رسوم الجامعة من دول الخليج و زجاجة الدواء من أوروبا ، وهكذا دواليك .

ماحدث أن بعض المغتربين الذين خُدعوا بالسودان الجديد و ظنوا أن (تحت القبة فكي )، حزموا أمتعة الرحيل و (ستفوا) الشنط بالمحبة و الشوق و اللهفة لتراب الوطن .

وكانت إحدى تلك الخطوات الاستفادة من شحن سيارة غير مقيدة بالموديل في إطار الإحتفاء بعودتهم نهائياً ، و هي خطوة من شأنها إعانتهم قليلاً على الاتزان في موطنهم ريثما تكتمل حلقات الاستقرار المرتجى .

و كعادة حكومتنا التي تنام ، و ترى في المنام أنها تذبحنا ، ثم تستيقظ و تخبرنا بحلمها و ماعلينا إلا أن نقول لها افعلي ما تؤمرين ستجدينا إن شاء الله من الصابرين

قررت وزارة المالية تحرير الدولار الجمركي ، فجن جنون المغتربين والذين لاقبل لهم بالزيادة الهائلة في السعر و مايترتب عليه ، قدموا مظلمتهم فاستجاب وزير المالية بالنظر في أمرهم و تكوين لجنة لمعالجة مظلمتهم

ماينبغي قوله أن أي معالجة لا تستصحب الضرر الذي وقع عليهم سيكون فيها تجني و ظلم بائن ، و الظلم ظلمات .

تأخر قرار الوزير ، و تلكؤ قرارات اللجنة لا ينبغي أن يدفع فاتورتها هؤلاء المساكين أرضيات فهذه لم تكن مشكلتهم ، إنما مشكلة قرارت مرتجلة لم تمنح فرصة حتى للذي كان يستحم أن يسكب ماءً يزيل به غشاوة الصابون عن عينيه .

كما أن إدارة الجمارك عليها أيضاً أن تستصحب تواريخ بدأ الإجراءات من جهاز المغتربين قبيل صدور القرار بتحرير الدولار الجمركي .

أن هؤلاء المغتربين المحتجزة سياراتهم في المواني أو في عرض البحر أو على أرصفة مواني دول الجوار ، يستحقون من الحكومة و وزارة المالية أن تفتح لهم ذراعيها ليساهموا في التنمية و الإنتاج ، لا أن تصفع الأبواب في وجوههم و تضع العقدة في المنشار

و أن كل تأخير و إبطاء في معالجة قضايا هؤلاء المغتربين ستكون كلفتها عالية جداً عليهم و على وزارة المالية نفسها .

في كل دول العالم يتم الاحتفاء بمواطنيهم العائدين و طرح البرامج المثمرة لترغيبهم في استثمار مدخراتهم في الوطن. ورفد المصارف بالعملة الحرة ، إلا في السودان أي مسؤول أو مواطن يلتقيك أول حديثه يكون ( الجابك السودان شنو …؟؟)

فيأتي الرد و لسان حال المغتربين يقول ( براي سويتا في نفسي ) …!!

*خارج السور:*

انصفوهم يا وزير المالية فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب.

سهير عبد الرحيم

صحيفة السوداني


‫3 تعليقات

  1. جزاك الله خيراً فلقد عبرتي عن قطاع مهم جداً ظل وما يزال يحمل هموم البلد ويتحمل عبئاً كبيراً في تخفيف معاناة الأهل، الأمر الذي عجزت عنه الحكومة الحالية والسابقات. ولقد ظل المغترب يتشوق دوماً ليرى وطناً عالياً شامخاً يفتح ذراعيه لهم ليستفيد من مدخراتهم ويسترحيوا هم من وعثاء السفر عندما يحطوا رحالهم. ان مثل هذه القرارات الجائرة نتيجتها خسارة البلد قبل المغتربين الذين فقدوا المصداقية في الحكومة وقراراتها السابقة وما سمى بحوافز المغتربين. انظروا الى الدول من حولنا كيف تتعامل مع مواطنيها المغتربين وتستفيد من مدخراتهم. أعتقد اذا أجرينا استطلاعاً في وسط المغتربين بدول المهجر سنجد كثيراً منهم يبحث عن وطن بديل يستقر فيه باقي حياته يؤمن له ولاسرته الحياة الكريمة.

  2. تســلمي ويســلم صـوت الحـق الطالـع منـك دومــا – وكـل المواضيع التي تحدثتي عنهـا وفيتيهــا وكفيتيها لكي مني ألـف تحيـة وتقـدير
    ســودانيــة ووطنيــة أصيلــه-متعك الله بالصحـة والعافيــة وســدد خطاك وحفظك ربــي