مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب الربح والخسارة في الاعلان السياسي لقحت


تم في ليل الثلاثاء الماضي التوقيع على الاعلان السياسي الخاص بوحدة كيانات حزب الأمة القومي والمجلس المركزي لقحت والجبهة الثورية، وهي خطوة مهمة في مسار توحيد قوى الثورة وهيكلة وضبط الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية.

الاعلان السياسي احتوى على ١٧ هدفا، وجميعها أهداف عظيمة وكبيرة، ولكن الأزمة تكمن في السياسيين السودانيين، فهم دوما يجيدون وضع الأهداف العظيمة، وحين يبدأون في التنفيذ يتناسونها وينخرطون في قضايا صراعية انصرافية، هم في ذلك مثل لعيبة كرة القدم السودانيين، يلتزمون بخطة اللعب في ربع الساعة الاول ثم ينسونها وينهزمون بالاربعة والخمسة. على قوى الاعلان السياسي ان تلتزم بالخطة والأهداف ولا تنساها، وإلا فإن الهزيمة ( محمداها).

امام قوى الاعلان السياسي تحديان في غاية الخطورة والأهمية، الاول جمع وتوحيد الصف الثوري، والثاني معالجة الوضع الاقتصادي والأمني. إذا حققت الهدفين فان مستقبل السودان سيكون باهرا، اذا فشلت في هدف واحد قد تعبر بتحقيق الهدف الثاني، ولكنها اذا فشلت في كلا الهدفين فإن مصير حكومتها سيكون السقوط لا محالة.

غاب عن الاعلان السياسي الثلاثي ( جبريل ابراهيم وحركته، مناوي وحركته، والحزب الشيوعي)، حركة جبريل ابراهيم حسب تعليقات أعضاء الاعلان السياسي كان ممثلها موجودا حتى أخر اجتماع، مما يجعل غيابهم المفاجيء محاطا بعلامات استفهام متعددة.

مناوي وحركته من الداعمين للجنة الفنية للقوى السياسية، وبالتالي غيابهم متوقعا وليس غريبا. اما الحزب الشيوعي السوداني فهدفه المعلن هو إسقاط الحكومة، لذلك لم يكن يتوقع مشاركته احد.

غابت عن الاعلان السياسي كذلك اللجنة الفنية للقوى السياسية والتي كانت في الأصل مبادرة من حزب الأمة القومي، وقد تخلى الحزب فجأة عن هذا المنبر واتجه نحو الوحدة مع المجلس المركزي والجبهة الثورية، المؤسسات الرسمية لحزب الأمة القومي بقيادة رئيس الحزب والامين العام هي من قادت التوجه الجديد بترك منبر اللجنة الفنية، بينما ظلت بعض القيادات النافذة داخل الحزب متمسكة بمنبر اللجنة الفنية ومنهم الدكتور ابراهيم الامين والأستاذ عادل المفتي، تباين المواقف داخل حزب الأمة تجاه المبادرتين غير صحي وغير مقبول.
واجب قوى الإعلان السياسي ان تسعى لاعادة الاطراف (المفندرة) فالوحدة خير، وإذا تعذر ذلك فان على قوى الإعلان السياسي أن (تكرب شغلتها) و(تنجض) حكومتها، ووقتها هؤلاء وغيرهم سوف يعترفون لها ويعودون اليها، بينما فشلها في توحيد قوى الثورة وفشلها في قيادة الحكومة للنجاح، فإن طريقها لمذبلة التاريخ بواسطة طوفان الجماهير سيكون حتميا.

حفل توقيع الاعلان السياسي حضره رئيس الوزراء وغرد معتبرا أن هذه الوحدة (متسقة) مع مبادرته ( الازمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق الى الامام)، فهل كان لحمدوك دورا في صناعة وبلورة هذا الإعلان السياسي؟!

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. المشكلة يا سيدي ليست في وضع الاهداف وتشخيص العلل فهذا بات واضحا للكل ولا يحتاج الي اجتهادات ولكن المشكلة التي لازمت حكومة الثورة هي في الخطط و البرامج التي تحقق هذه الاهداف.