يوسف السندي يكتب النمط السياسي الفاشل
منذ الاستقلال ظل نمط الدولة السودانية واحد: ديمقراطية، انقلاب، ثورة، حكم انتقالي، ديمقراطية، انقلاب، ثورة وهكذا، هذا النمط أصبح يتكرر باستمرار عبر الزمان، واورث البلاد الضعف والهوان، لابد من قطع هذا النمط اذا اردنا إحداث تغيير جذري يخرج البلاد من الانهيار ويصعد بها إلى النهضة والتطور.
ثورة ديسمبر يمكنها أن تقطع هذا النمط اذا استطاعت قيادتها ان توجه الدولة والجماهير نحو الأولويات وليس الصراع العبثي، الحكام الفاشلين يسايرون الواقع العاجز ويبنون جدرا من الإحباط والسلبية في نفوس الجماهير، وهؤلاء هم أكبر معوق لبناء الدولة ونهضة الامة، الحكام العظماء يحطمون الواقع العاجز ويصنعون واقعا جديدا بالكامل مليء بالأمل والعمل والثقة والتفاؤل، هؤلاء هم من يلهمون الجماهير ويرتقون بالأمم.
الثورات الثلاث التي اندلعت في السودان واطاحت بالشموليات في اكتوبر ١٩٦٤ وابريل ١٩٨٥ وديسمبر٢٠١٩ لم تثر على الاعراف او الدين او الثقافة وإنما ثارت على الطريقة التي كانت الحكومة الشمولية تدير بها مؤسسات الدولة، إدارة مؤسسات الدولة بطريقة شمولية تسيطر فيها قلة محدودة من المواطنين على موارد البلد ومفاتيحها تقود في النهاية إلى بلد فاشل وعاجز، الشعب يريد ان تدار مؤسسات الدولة بطريقة صحيحة محفزة ومشجعة يشارك فيها الجميع وتخدم الجميع وليس البعض.
الأقلية حين تحكم عبر الشمولية فهي تصنع السياسات والمؤسسات على قدر احتياجها وسعتها وبالتالي تكون الدولة ضعيفة وضيقة وفاشلة، بينما حين يحكم الشعب عبر الحكام العظماء فإنه يصنع السياسات والمؤسسات على مقاس الملايين التي تعيش في الوطن، وهذا ما يخلق الفرص والوفرة والمنافسة العادلة والابتكار وصعود القيادات الحقيقية لا المصنوعة، وهذا هو التغيير المطلوب لقطع النمط الكارثي الذي عشعش في تاريخ الحكم في السودان.
في الثورة يشعر الجميع بدورهم، يشعر كل فرد بأن خروجه للتظاهر تعتمد عليه الثورة بأجمعها، لذلك يخرج مهما كانت ظروفه، هذا الشعور العام بقيمة الفرد هو المطلوب لبناء الدولة، أوربا نهضت لأن شعوبها منعت عودة الحكم للنخب والأقليات ودافعت عن سلطة الشعب، أصبحت السلطة في بلادها بيد الجماهير تعطيها لمن تشاء عبر الانتخابات وتطيح بمن تشاء، لذلك أصبح من يصل إلى سدة الحكم خادما للشعب لا سيدا عليه، وهكذا لقرابة القرن لم يحدث انقلاب في اوربا، ولم يحدث انقلاب في أميركا لأكثر من ٢٠٠ عام.
الحكام عليهم ان يلهموا الجماهير عبر بناء الفرص، الشعب لا يريد حكومة تطعمه في فمه وهو نائم، هو يريد حكومة توفر له فرصة العمل من أجل أن يكسب طعامه بعرق جبينه، الحكومة عليها ان تفكر في ابتكار طرق غير تقليدية لفتح الفرص، العمل بالطريقة الكلاسيكية لن يحدث اختراقا في هذا البلد المنهار ولن يكسر النمط التاريخي للحكم. والشعب عليه أن يؤمن بحقه الكامل في السلطة، ان يمنع عودة الحكم للشموليين العاجزين.
صحيفة السوداني
نحن الان في وضع انتقالي لاكثر من عامان وقد وضحت للشعب الصابر الصورة بكل ابعادها ….فالاصلح قيام انتخابات حره شفافة بمراقبة اقليمية ودولية حقيقية …..ومن يختاره الشعب عليه ان يعلم انه عليه تنفيذ برنامجه الذي فاز به وان يعلم ان لا مجال للدكتاتورية مرة اخرى ….ومن يكن عادلا وناجحا بقدر تحديات الوطن سيجد سنده الشعب الذي هو أقوى سلطة للضمانه ….وما يريده الشعب لا يخرج من…..
نهضة الدولة بالسياسات الرشيدة التي تتمثل في الاستقرار والنماء وعلو شأن الانسان السوداني وسيادة الدولة وخروجها من دائرة الانعتاق والتسيير والتحالفات الدولية الشريرة …