سليمان الماحي يكتب: كل حركة معاها بركة
لدينا مثل يتداوله أهلنا ومفاده ( كل حركة معاها بركة ) تشجيعا للناس الذين لا تحرك الهموم فيهم ساكنا و يستسلمون للكسل والخمول وتراهم يضجعون أينما وجدوا عنقريبا عليه مخدة أو شجرة ظليلة ونتذكر هذا المثل مع انطلاق الحاضنة السياسية الجديدة لقوى الحرية والتغيير بقاعة الصداقة بالخرطوم ظهر السبت الماضي بمشاركة شتى أطياف التجمع السوداني بينما وقفت قوى الحرية والتغيير التي تدير الفترة الانتقالية عاجزة تماما عن التغيير ولا يتذكر الناس انجازا لها غير السفة .
لا يجادل أحد إلا من فقد البصر بأن الحاضنة السياسية الجديدة وجدت لها موطيء قدم بقوة في الساحة السياسية السودانية عندما نجحت في استقطاب شتى مكونات أهل السودان وجاءت بهم الى قاعة الصداقة في الخرطوم ليشاركوا في هموم الوطن سواء مناقشة واستماعا مستفيدة من الأخطاء السياسية والمجتمعية المزعجة التي ارتكبتها قوى الحرية والتغيير التي تدير الفترة الانتقالية المؤقتة .
شباب السودان الذين قدموا تضحيات جسام عندما فجروا ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظام الانقاذ بعد ثلاثين عاما من الحكم كانت طموحاتهم تنادي بحكم مدني ديمقراطي ومن أجل ذلك رفعوا شعارات ثلاث تتضمن ( حرية سلام عدالة ) و لكن خاب ظنهم وانفقعت مراراتهم عندما اتضح لهم ان كل مفاصل الفترة المؤقتة باتت تحت سيطرة مجموعة قليلة من الأحزاب وان الجهاز التنفيذي لم يعد كما رسمته الوثيقة الدستورية وهو أن يكون من كفاءات وطنية مهنية لاحزبية لكن الأخطر من ذلك كله يتمثل في ممارسات لجنة ازالة التمكين التي اتخذتها على عينك يا تاجر لأجل هدف واحد لا ثان لها وهو تغييب العدالة بالنحو الذي يمكنها من توفير الحماية لنفسها ولقراراتها وهو ما بدأ واضحا في فصل القضاة ووكلاء النيابة العامة بالنحو الذي يمثل إهانة بالغة للسلطة القضائية ونتيجة لتلك الممارسات بات السودان الديمقراطي المدني خيبة أمل لشباب الوطن وأيضا افتقد حافز الاستقرار السياسي والاقتصادي وجذب الاستثمارات الخارجية وهلم جرا .
ونذكر فان الذكرى تنفع الطامحين لاقامة سودان مدني ديمقراطي فنقول لهم ان الفترة الانتقالية التي تدخل عامها الثالث أي باتت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها ماعادت الانتخابات التي من المفترض ان تكون في نهاية نفق السلطة المؤقتة هما شاغلا لرئيس مجلس الوزراء ورهطه في السلطة المؤقته بل غضت الطرف عنها والدليل الأكثر وضوحا على ذلك عدم الوفاء بتشكيل المجلس التشريعي المنوط به مراقبة الفترة الانتقالية والترتيبات المتعلقة بالانتخابات .
ويفيد التذكير أن الديمقراطية التي يتمناها الشعب السوداني منذ الاستقلال هي الان تتناقص وتضمحل كليا عندما يتقدم الولاء على الكفاءة وينشغل القائمون على السلطة أيما انشغال بكراسي الحكم ويزداد الحرص على المصالح الشخصية بينما الشأن العام مغيبا تماما ولا يذكر إلا لماما .
لكن في غمرة حالة الاحباط تلك تأتي الحاضنة السياسية الجديدة لقوى الحرية والتغيير بتشكيلتها الواسعة لتنعش الأمل من جديد في نفوس أبناء الوطن وبخاصة الشباب بأن ثورتهم التي ضحوا من أجلها نهضت من وعثائها وانطلقت تمشي على الدرب الصحيح قاصدة أهدافها الوطنية وما يتفرع عنها من تطوير للاقتصاد والقضاء على البطالة وتحسين معاش الناس وتوفير الأمن في ربوع البلاد .
أليس كذلك ؟
صحيفة الانتباهة
اتق الله يا رجل ..عن اي حاضنة تتحدث ..حاضنة الفلول و طلاب الخلاوي ؟؟ للاسف الاحزاب و العسكر سرقوا الثورة التي مهرها الشباب بدمهم ..و الان يتشاكسون ..ليس من اجل الوطن و انما لمصالح خاصة …