بعد تحرير الاقتصاد لماذا يواصل المواطن السوداني دفع ضريبة التهريب؟
بعد تحرير الاقتصاد لماذا يواصل المواطن السوداني دفع ضريبة التهريب بدلا عن الاستفادة من مزايا التحرير .
تهرب المسئولين عن إيجاد حلول اقتصادية خلاقة خارج الصندوف تجعلهم باستمرار اسرى لحلول كسولة تشبه عقولهم الصغيرة ، مما يزيد من معاناة المواطنين.
ورد في اخبار الصحف بالأمس أن وزارة التجارة، و المواصفات و المقاييس حددت للتجار استيراد عبوات صغيرة للسكر لا تتجاوز ال ٢٥ كيلو . وذلك منعا للتهريب!!.
هذا القرار الجديد بالطبع سيحدث ربكة لدى التجار مما يؤدي إلى رفع الاسعار و بالتالي زيادة العبئ …
من المؤسف أن يظل مسئولونا يتحدثون عن التهريب إلى دول الجوار بعد رفع كامل الدعم عن كل السلع و عن العملة ، لماذا يظنون أن دول الجوار أعداء بدلا عن كونهم مورد اقتصادي مهم يجب استغلاله و الاستفادة منه .
بدلا أن نطارد التجار و المهربين ، و بما أن السكر سلعة مطلوبة لكل دول الجوار ، و يأخذونها من السودان بطرق غير رسمية ، لماذا لا نقنن هذه التجارة بإنشاء سوق حر في منطقة استراتيجية تناسب هذا الأمر، سوق مفتوح لكل شركات و مصانع السكر العالمية برسوم جمارك صفرية، و تفتح بوابات تجارية و موانئ برية مع كافة دول الجوار المغلقة !!! .
هذا الأمر اسهل بكثير من إصدار قرارات ميتة لا تسمن و لا توقف التهريب . و توفر موارد ضخمة للحكومة و تخلق حراك اقتصادي كبير و وظائف للشباب و فرص للتجار . تخلق حراك في مجالات الشحن البري ، و الفنادق و العقارات، و المطاعم و غيرها من المجالات المرتبطة بالحرراك التجاري .
آن للمواطن أن يجني ثمرة التحرير الاقتصادي بعد أن دفع ثمنها في المعاناة اليومي التي يجابهها ، و على المسئولين التفكير خارج الصندوق للاستفادة من التحرير ، كل ما أخشاه أن يكون المسئولين يربطون التحرير فقط بالاستدانة من الصناديق الدولية و ليس هيكلة الاقتصاد و التي من ضمنها الاستفادة من مورد موقعنا الجغرافي .
سالم الأميم