مقالات متنوعة

لمن “خيوط اللعبة” اليوم؟


* بعد اتفاق جوبا، أكتوبر 2020م، استنتج محللون سياسيون أن حركات الكفاح المسلح القادمة للخرطوم لن تكتفي بلعب دور الضيف الخفيف الظل وتكتفي بالكوتة المعتادة من الوظائف السياسية والثروة والسلطة المتحكم فيها، بل ذهب الكاتب محمد عثمان إبراهيم لوصف اتفاق جوبا بأنها صفقة سياسية، تحت رعاية كريمة من الفريق محمد حمدان حميدتي، والذي يطمح لتوسيع قاعدة حلفائه في الخرطوم)، والحال كذلك فإن هذا الحلف بين حميدتي وحركات الكفاح المسلح سيلعب دوراً مهماً في إعادة ترتيب المشهد السياسي القادم، فقط علينا أن نلاحظ أن هذا حلف حركات سلام جوبا قد تم استتباعه للفريق البرهان الذي يقود مواجهة المنظومة الأمنية ضد القوى المدنية الحاكمة في هذه اللحظة السياسية. هذا خيط من الخيوط العديدة التي تتجمع حالياً في مجرى واسع ونحو وجهة محددة.
* على صعيد (الحرية والتغيير) برزت أصوات، من وقت مبكر، ترفض سيطرة مجموعة بعينها على القرار داخل المجلس المركزي وداخل السلطة المدنية وفي لجنة إزالة التمكين، هذه الأصوات لم تخفت يوماً ولمّا لم تجد استجابة من المجموعة المسيطرة ذهبت تبحث عن حلفاء آخرين تستقوي بهم فتشكل ما يعرف بمجموعة (9+1) والتي تحولت، لاحقاً، للحرية والتغيير- اللجنة الفنية، ثم التحق بها جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي بعد رفضهم للإعلان السياسي الذي وقعته الحرية والتغيير في 8 سبتمبر وهكذا تشكل ما يعرف بالحرية والتغيير (ب) أو منصة التأسيس، وهذا خيطٌآخر.
* بعد عامين، من تشكيل حكومة الدكتور حمدوك ونتيجة لفشل الوزراء والتباطؤ في إكمال متطلبات ثورة ديسمبر مثل ملف (جريمة فض الاعتصام) وعدم إكمال هياكل المرحلة الانتقالية ونتيجة لضيق المشاركة السياسية، كل هذا أنتج تباعداً حاداً بين الحاضنة السياسية والكتلة الثورية التي أصبحت حانقة على الأوضاع السياسية برمتها ولم تعد تبالي بتطورات العملية السياسية الجارية. هذا خيط مهم.
* الحزب الشيوعي نفض يده مبكراً من الأمر برمته ومن اللافت في بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي، الأسبوع الماضي، وصفه للصراع الحالي بين العسكر والمدنيين بأنه صراع على السلطة بلا مضمون سياسي وبالتالي فهو (الحزب الشيوعي) يقف على الحياد تجاه هذا الصراع. خيط آخر.
* المجتمع الدولي تم تحييده تجاه الصراع الحالي، تصريحات المبعوثين الذين زاروا الخرطوم، مؤخراً، تشير إلى هذا الاتجاه.
المجتمع الإقليمي خاصة المحور العربي لم يصدر عنه موقف يرجح لصالح طرف بعينه، ولكن مؤكد أن القاهرة قلبها مع المنظومة الأمنية.
*هذه هي خيوط اللعبة السياسية الدائرة الآن، وفيما تجري عملية الفرز التكتيكي، يحاول كل طرف الإمساك بالخيوط واستثمارها لصالحه واستخدامها لصالحه في لعبة المساومة الجارية حالياً.

محمد المبروك
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. لا يا شاطر امريكا علي الخط مع الالتزام بالوثيقه والحين وفدها في طريقه الي السودان.