رأي ومقالات

استجابة حمدوك لصوت العقل يدخله التاريخ من أوسع الأبواب

انتصار الوطن
استشعار حمدوك بالخطر المحدق بالوطن. وخوفه من لعنة التاريخ. واستجابته لصوت العقل يكون بذلك قد دخل التاريخ من أوسع الأبواب. وبهذا سوف يقود عملية بناء الوطن مع الآخرين وفق بنود الاتفاق السياسي الجديد وهي: ضمان انتقال السلطة الإنتقالية في موعدها المحدد لحكومة مدنية منتخبة. وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين. وتنفيذ اتفاق سلام جوبا. والإسراع في استكمال جميع مؤسسات الحكم الإنتقالي (المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي. وتعيين رئيس القضاء والنائب العام).

وإعادة هيكلة لجنة ازالة التمكين ورفدها بالكوادر المؤهلة وتفعيل لجنة الاستئنافات. والتحقيق في الأحداث التي جرت أثناء التظاهرات من إصابات ووفيات للمدنيين والعسكريين وتقديم الجناة للمحاكمة.

والتأكيد على أن الوثيقة الدستورية هي المرجعية الاساسية لاستكمال الفترة الانتقالية مع مراعاة الوضعية الخاصة بشرق السودان. وأن يكون مجلس السيادة مشرفا على تنفيذ مهام الفترة الإنتقالية دون التدخل المباشر في العمل التنفيذي. وتكوين حكومة وطنية من الكفاءات الوطنية المستقلة. والملاحظ أن الإتفاق قد حظي بالتأييد شبه الكامل داخليا. والكامل من المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي. عليه رسالتنا للذين يرفضونه جملة وتفصيلا من النفعيين أن يستعدوا للإنتخابات القادمة بدلا من العويل منذ ظهر الأمس. فهذا الإتفاق سوف يبحر بسفينة الوطن بعيدا عن محطة التشاكس الحالية.

ويفتح الباب واسعا لقوى سياسية وطنية ومجتمعية لتساهم في عملية البناء الوطني بعد أن كانت محرومة من ذلك الشرف الباذخ في السابق بأمر اليسار وكومبارسه حزب مريومة بنت اللمام. وخلاصة الأمر نرى أن المنتصر الأول هو الوطن. والخاسر الأوحد ذلك الذي حبس نفسه في الأنا. وهذا يحتم علينا محاصرة الرافضين في جميع الساحات بقوة المنطق حتى يستجيبوا لنداء الوطن. مساهمين بفكرهم وجهدهم في عملية ترميم ما أفسده الاختلاف طيلة عمر الدولة السودانية ما بعد الاستقلال وإلى يوم الناس هذا.

د. عيساوي

الأثنين ٢٠٢١/١١/٢٢