مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب.. معركة المدنية


يوسف السندي
حتى تكون المطالب واضحة، ذهاب المجلس العسكري هو خيار الشارع، اي تسوية سياسية لا تتضمن ذهاب هؤلاء القتلة ومحاكمتهم لن يقبلها الشارع، وسيواصل نضاله حتى اسقاطهم ومحاكمتهم، لا يوجد أي مبرر يقذف بالمدنيين في السجون ويعزل أحزابهم من السلطة الحاكمة والوثيقة التي وقعوا عليها، وفي نفس الوقت يبقي العسكر في مناصبهم وكأنهم لم يفعلو شيئا.

ان كان المدنيين متهمين بالهيمنة على المحاصصات، فان العسكر متهمين بقتل المتظاهرين، فايهما أشد؟ استخدام العسكر للسلاح وسيلة لارهاب السياسيين والجماهير لا يجب ان يستمر، السياسيين والجماهير لا يملكون سوى هتافهم في مواجهة رصاص الانقلابيين، وهذا الهتاف أسقط كل الدكتاتوريات وسيسقط هذه الدكتاتورية التي تسعى لفرض اطار شرعي كاذب باستمالة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك.

التجربة المختصرة في الفترة الانتقالية الماضية أثبتت ان المجلس العسكري غير حريص على الحكم المدني، هو فقط حريص على حماية نفسه من المحاكمات وحريص على الاحتفاظ بالامبراطورية العسكرية التي انشأءها، لذلك حسن الظن به هو من الغباء وليس الفطنة، وقد استوعبت الجماهير هذا الدرس وأعلنت لاءاتهاالثلاثة، بينما لا يزال هناك عدد من أحزاب الفكة تطبل لهذا المجلس العسكري و(تنبطح) له ليعبر فوقها إلى الشمولية.
الان اتضحت المعسكرات، معسكر السلطة الانقلابية من مجلس عسكري واحزاب وحركات مسلحة، ومعسكر السلطة المدنية من جماهير واحزاب وكيانات مهنية، المعسكر الاول معه السلاح والسلطة، والمعسكر الثاني لا يملك سوى هتافه وعزيمته وايمانه الراسخ بالوصول للحرية والديمقراطية وان طال السفر، عليه المطلوب من معسكر مواجهة الانقلاب توحيد الجهود عبر قيام اكبر تحالف رافض للانقلاب يقود معركة الاسقاط، وهي معركة سينتصر فيها الشعب لا محالة.

مهم ان ينظر الجميع للتجارب الماضية التي حدثت في الفترة الانتقالية والفرص التي وجدها المجلس العسكري لإثبات حسن النية بقيادة البلاد نحو الديمقراطية، وفشل فيها جميعا، بل قام بقتل الثوار الأبرياء العزل في ٨ و ١٠ رمضان وفي فض الاعتصام في ٣ يونيو ثم في ٣٠ يونيو ثم قتل اكثر من ٤٠ متظاهرا عزل بعد الانقلاب، وضمن ذلك المذبحة التي حدثت في بحري واغتيلت فيها حتى الحرائر. هذا الدم يحاصر المجلس العسكري من كل الجوانب فهل نثق فيه؟ كلا ولا. بل يجب عدم الثقة فيه واسقاطه عبر الدرب الذي جربه هذا الشعب ويعرف دروبه جيدا، درب الشارع ( والشارع لسع حي) .

صحيفة التحرير


تعليق واحد

  1. يا ايها الناشط. المدنيون لا ينحصرون في خالد سلك و السنهوري ومن معهم. المدنيون هم كل الشعب السوداني بمن فيهم افراد اسر العسكريين و ما تنسى السيد حمدوك و حكومة الكفاءات القادمة هم ايضاً مدنيون🙂.
    عموماً ممكن انت تمشي الشارع زي ما بتهدد وتتوعد وكما تسكن في الشارع لان دا حقك الديموقراطي دون تخريب الممتلكات العامة و دون “ارهاب” المارة المدنيين من عامة الشعب و اغلاق الشوارع لفرض ارادتك دون وجة حق علي ال ٤٣ مليون مواطن. يمكنك مستقبلاً اعطاء رأيك مستقبلاً في من يحكمك عن طريق التصويت الحر الديموقراطي. و هكذا تكون اثناء اقامتك في الشارع اتعلمت معني الديمقراطية و ليس الهمجية.