مقالات متنوعة

اماني ايلا تكتب.. الكراهية


من الأفضل، أن يَتَوجَّه العسكريون وحلفاؤهم والمدنيون وحلفاؤهم لتَخْفيف غَلْوَاء الكراهية بين أتباعهم، فقد حَوَّلوا الخصومة إلى كُتل من لهب الحقد تَلْتَهم كلما يقف في طريقها.. كراهية لا تَعْدِل في خَصْم أو تَتَفهم مُخَالفاً أو تَعْذُر محايداً أو تشفق على مُسالم؛ بل صار المُسَالم والمحايد عند الفريقين أسوأ الأعداء، فالجميع في نظرهم لا بد أن يُلقوا بأنفسهم في مَحْرَقة العداوات ويحشروها في صفوف المواجهات.. أتعبتم أنفسكم وأتعبتم البلد واتعبتمونا معكم.
وكالعادة سيقولُ كل منكم ليس أنا من يفعل ذلك، ولكن هو الآخر!! فلا تُساوي بيننا فأنا الضحية وهو الجلاد!!
ونحن نقول لكل منهم: صدقت أيها الطيّب والحَمَل الوَدِيع، أنت ضحيةٌ هنا وأنت جلادٌ هناك، ولكل فعل ردّة فعل ولكلّ نتيجة سبب، ولسنا هنا في وارد تقييم أو محاكمة أحد منكم، ولكننا نُقَدم النُّصح في ضوء ما نرى ونسمع منكم ومن أتباعكم، وهذا سيكون في مصلحتكم أولاً ومصلحتنا – كشعب – ثانياً.
نحن فقط نريد ألا تذهبوا بعيداً في التَّنافر والعداوة حتى لا تَطُول طريق عودتكم!! فأنتم شركاء في الوطن شركاء في الحياة شركاء في التّاريخ، وستصطلحون يوماً مّا رُغم أنوفكم وستعودن إلى الحياة المشتركة مهما بَعُدت الشُّقة بينكم، وستَتَخَلَّون عن الألقاب القبيحة التي يُطلقها بعضكم على بعض؛ بل قد تُصبحون يوماً حُلفاء، وتتكلَّفون الاعتذار لبعضكم مما أوغلتم فيه من جور الأفعال وإسفاف الأقوال.
أعرف أن هذا لن يرضي كثيراً من المشحونين منكم؛ ولكن لا خير فينا إن لم نقل.. ولكم أن تستجيبوا أولا تستجيبوا .. فحسبنا أننا قلنا وسمعتم!!

صحيفة اليوم التالي


‫4 تعليقات

  1. القاتل يتهم المقتول بالظلم لانه لوث ملابسه بالدم وازعجه بصراخ الامه
    ايها القتلة الوقحون الحقودون

  2. رواندا وقعت فيها اكبر المجازر و الحروب الاهلية في تاريخ افريقيا و مع ذلك تساموا فوق الجراح و توحدوا و اصبحت من افضل دول افريقيا .

  3. علي العقلاء أن يسمعوا ويعوا قبل فوات الأوان ووقوع الفاس علي الرأس ويجب أن نتسامح و نتسامي فوق الجراح وان نتخلي عن الاصطفاف البغيض ونصطف حول القيم السودانيه السمحاء وهذا هو اقل ما نجتمع عليه