محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: التنمّر على حمدوك


(1)

 كلنا أو الاغلبية منّا قد انتقدت رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك على توقيعه للاتفاق السياسي مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح حمدوك وهناك مجموعات كبيرة وقطاع واسع ما زال رافضاً لهذه الاتفاقية– لكن الذي يجب ان نقف عنده ونتفق حوله هو ان نمنح رئيس الوزراء حقه كاملاً في اتخاذ مثل هذه القرارات.

 اذا جردنا حمدوك من صلاحياته ومن اصدار قرارات قد لا يتفق عليها الناس فلن نخدم قضيتنا التي تنادي بالسلام والحرية والعدالة.

 مهم ان يكون لرئيس الوزراء هذه الجرأة والحرية لاتخاذ مثل هذه القرارات – نحن نحتاج لرئيس وزراء قويّ يمتلك القدرة على السير احياناً في الاتجاه الذي لا يريده الشارع – وان كان حمدوك يبدو مجبوراً على هذه الخطوات، ولكن حتى وان كان ذلك فانه ادعى لأن نجد له العذر.

 علينا ان نتعامل مع حمدوك ونحن في هذا الموقف بما قاله فولتير: (قد اختلف معك بالراي ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك).

 قد يكون في اتفاق حمدوك والبرهان (خيانة) لحق الشهداء الذين فقدناهم بعد انقلاب 25 اكتوبر – فقد تجاوز عددهم الاربعين شهيداً، بأي ذنب قتلوا هؤلاء الشهداء؟ مع ذلك نقول ان الاتفاقية بين حمدوك والبرهان وان لم تُعد لنا الشهداء الذين فقدناهم بعد انقلاب 25 اكتوبر فانها ايضاً حفظت لنا دماء اخرين كان يمكن ان يلحقوا بهؤلاء الشهداء ليتضاعف عددهم.

(2)

 حاول (الفلول) ان يظهروا لنا فرحتهم بالاتفاق السياسي الذي وقع بين حمدوك والبرهان ، حتى يصدّروا لغيرهم ان الاتفاق مكسب لهم وخسارة لغيرهم… هذا تكتيك سياسي لا يخلو من الخبث.

 كذلك عمل (العسكر) لتصوير الاتفاق بأنه انتصار لهم، العسكر دائماً يريدون ان يثبتوا للمدنيين انهم في الموقف الاقوى.

 حتى الشارع لم يحتف بهذا الاتفاق من اجل تحقيق المزيد من المكاسب وتشكيل ضغوط اضافية على العسكر… وهذا يمكن ان نقول عنه تكتيك حميد من الشارع السوداني.

 حقيقة الامر ان الاتفاق لم يخصم من (المدنية) في شيء فقد عاد البرهان للوثيقة الدستورية واعتبر قرارات (انقلابه) كأن لم تكن – يمكن ان تكون هناك بعض (التقرحات) من هذه القرارات ، لكن هي تقرحات مقدور عليها والكرة الآن في ملعب حمدوك ليثبت للشعب صحة موقفه وجدوى الاتفاق الذي وقعه مع البرهان.

 نثق في قدرة حمدوك على السيطرة على الاوضاع.

 لم اعد اخشى على (المدنية) من شيء في ظل هذا الوعى الذي تمتلكه الشوارع التي لا تخون.

 لقد رد الشارع البرهان وأحبط الفلول – فهم الآن على قناعة تامة ان الانقلابات العسكرية وان ظهرت في ثوب قشيب غير قادرة على التغلب على (المدنية) وإعادة النظام البائد او تفويض عسكره.

 فيروس كورونا تمحور في فيروسات اكثر تطوراً وخطورة من الفيروس الاول – وهو نفس الشيء الذي فعله (الفلول) وهم يريدون ان يتمحوروا لنا في نظام جديد كان يمكن ان يكون اسوأ من النظام البائد وأكثر بطشاً منه.

 اظن ان (الفلول) الاكثر احباطاً من أي وقت مضى ، فقد سدت عليهم كافة الطرق التي يمكن ان تعيدهم من جديد، حتى تمحورهم (العسكري) فشلوا فيه.

 الشعب السوداني تم تطعيمه بالكامل ضد الكيزان.

(3)

 لا من اجل (حمدوك) ولكن من اجل (المدنية) – يجب ان لا تمنحوا فرصة للأصوات التي تحاول تجريم (حمدوك) وتخوينه – هذه الاصوات يمكن ان تفقدنا الثقة في قيادتنا (المدنية) وهو ما حدث لنا في الفترات الماضية لسحب الثقة في (الاحزاب).

 لقد منحنا العسكر والفلول ما كانوا يصبون اليه بتجريد (الاحزاب) من الثقة وتخوينها.

 الآن هناك عمل ممنهج وتخطيط ايدلوجي لاغتيال الشخصيات المدنية وإظهارها كشخصيات ضعيفة وخائنة.

 احذروا من اغتيال شخصية حمدوك فقد حاولوا اغتياله قبل ذلك فعلياً في شارع النيل لكنهم فشلوا في ذلك فعادوا لاغتيال شخصيته.

 هناك (تنمّر) عنيف على رئيس الوزراء – هذا التنمّر يخدم مصالح المعسكر الاخر.

 في الديمقراطية الثالثة نجح الاسلاميون في اغتيال شخصية الصادق المهدي الذي يعتبر راعي الديمقراطية الاول ليس في السودان وإنما في المنطقة كلها.

 لا تسمحوا لهم باغتيال شخصية حمدوك وبتجريده من الثقة حتى لا تفترسه ذئاب الفلول والعسكر اذا اصبح منفرداً.

 نحن ليس امامنا في هذا الوقت غير دعم حمدوك ومساندته ومنحه الفرصة الكافية حتى نصل الى (المدنية) الكاملة.

 يمكن انتقاده والاختلاف معه ولكن دون ان نفعل ذلك خدمة لخط العسكر والفلول.

 ان تقاتل من اجل مدنية مكتملة وأنت تملك منها نصيب في السلطة افضل من ان تقاتل من اجل شيء من المدنية وأنت لا تملك منها شيئاً في السلطة.

(4)

 حاول البرهان الغاء الوثيقة الدستورية وتعطيل بعض بنودها من اجل ان يطلق ليده السلطات.

 لا بد من العودة للوثيقة الدستورية – يفترض ان يمنح الاتفاق السياسي المدنيين المزيد من السلطات والصلاحيات وليس العكس.

(5)

 بغم /

 كاد الوطن في اقل من (30) يوماً ان يصبح (زنزانة) كبرى – شعرت بعدد المعتقلين الكبير بعد انقلاب 25 اكتوبر من عدد الذين تم اطلاق سراحهم.

 اين الاسباب (الجنائية) التي كانوا يقولون ان المعتقلين قد اعتقلوا بسببها؟

 فعلاً حكم العسكر لا يتشكر !!

صحيفة الانتباهة


تعليق واحد

  1. هههههههه هههههههه جريت واطي ياولدنا
    من البيك ولا العليك ياهذا؟؟