محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الصراع بين تيار (الثورة مستمرة) وتيار(الانقلاب مستمر)

(1)

 الكثير من المنظمات والمؤسسات والإدارات الأهلية والقبائل قامت بتهنئة البرهان وحميدتي في الصحف والمنابر الإعلامية على انقلاب 25 أكتوبر واعتبرت تلك القطاعات ذلك الانقلاب حركة تصحيحية للثورة.

 نفس هذه الكتل قامت بتهنئة البرهان وحميدتي على (الاتفاق السياسي) وأضافت مع صورهما صورة عبدالله حمدوك ليكون ثالثهما في التهنئة بعد أن هنأوا بالانقلاب عليه في التهنئة الأولى.

 إذا لم نتخلص من هذه (الانتهازية) ولم نوقف هذا النفاق السياسي والاجتماعي لن نصل إلى الدرجة التي نتمناها لهذا الوطن.

 معظم الكائنات والتيارات السياسية والاجتماعية تبحث عن مكانة وموقع في كل تغيير يحدث حتى وإن كان ذلك التغيير نحو الأسوأ.

 إذا لم تكن صاحب موقف لا تصلح أن تمارس العمل السياسي – الممارسة السياسية تحتاج إلى (أخلاقيات) نفقدها في وسطنا السياسي.

 الإدارات الأهلية والقبلية كائنات تبحث فقط عن مصالحها – لا يعنيها الوطن إلا في الجانب الذي يليها.

 قيام الموازنات السياسية والمحاصصات على معيار (قبلي) كما يحدث الآن سوف يقودونا إلى (الجحيم).

 أن تكون على الهاوية أفضل من أن تكون في الجحيم.

 لا تخاطبوا عواطف القبائل وتكسبوا ودها بصور غير مشروعة من أجل أن تكتسبوا شرعية مصنوعة.

 أبعدوا (القبائل) عن الصراعات السياسية.

(2)

 إذاعة هلا أف أم 96 شعارها الذي تحمله هو (سمّعنا صوتك) – السلطات والحكومات دائماً لا تحب أن تسمع صوت الشعب لذلك حاولوا إيقاف هذه الإذاعة التي صنفها المستمع إذاعة الثورة وكانت (صوتاً) للمستمع.

 منذ 25 أكتوبر عندما خرج علينا البرهان يحدثنا عن انسداد الأفق السياسي والتراشق بين الأحزاب والحرية والسلام والعدالة وحقوق الشهداء توقف البث الإذاعي لإذاعة هلا 96 حيث بدأوا فتح انسداد الأفق بإيقاف إذاعة هلا وقطع خدمة الإنترنت مع حملة اعتقالات واسعة لم يسلم منها حتى أعضاء لجان المقاومة.

 شخصياً لم أكن مستغرباً من ايقاف إذاعة هلا التي توقفت عن البث منذ 36 يوماً – فقد كان البرهان يتحدث في بيانه الأول بعد انقلاب 25 أكتوبر عن حقوق الشهداء والقصاص لهم ليضيفوا إليهم أكثر من (40) شهيداً بعد تلك القرارات التي قالوا إنها جاءت من أجل الشهداء فرفعت عددهم.

 الجيش السوداني فقد وهو في مهمة وطنية عظيمة (6) شهداء على الحدود السودانية الإثيوبية وهم يدافعون عن (تراب) هذا الوطن.

 جيشنا وهو في هذا الموقف نفتخر به ونتشرف – هذه هي المواقع التي يكرم فيها الجيش.

 نسأل الله الرحمة لهؤلاء الشهداء ونرجو من المكون المدني في السلطة أن يكرم سيرة هؤلاء الشهداء.

 في الجانب الآخر – الطرف الآخر في المعركة (الجيش الإثيوبي) لا أعرف عدد قتلاهم في حربهم مع الجيش السوداني – لم يعلن الجيش الإثيوبي عن (قتيل) لهم وهم يعتدون على الأراضي السودانية ويشتبكوا مع الجيش السوداني.

 لكن بكل الحسابات لا أعتقد أن (القتلى) في الجيش السوداني والجيش الإثيوبي وصل للعدد الذي وصلوا له قتلى الاحتجاجات الرافضة لقرارات البرهان بعد 25 أكتوبر الذين تجاوزوا حاجز الأربعين شهيداً.

 نتمنى أن ينتهي (التراشق) العسكري بين الجيش السوداني والجيش الإثيوبي – تظل إثيوبيا والشعب الإثيوبي منّا – وما بيننا الآن هي سحابة (حرب) سوف تمر إن شاء الله وتعبر.

 أعود إلى إذاعة هلا وأقول هي إذاعة للوعي – بذرت بذور (الحرية والسلام والعدالة) في الشارع – واتخذت موقفاً ثورياً قبل سقوط نظام البشير، ودخلت في صراع مع نظام الإنقاذ. لكن هل تعلمون أن نظام الإنقاذ مع خلافه مع إذاعة هلا ومع بطشه وقمعه المعروف لم يوقفها كل هذه المدة التي أوقفت فيها الإذاعة بعد 25 أكتوبر.

 لقد مضت (36) يوماً على إيقاف الإذاعة وأثير الإذاعة مقيداً… حرموا إذاعة هلا من (الهوا).

(3)

 أحالت الجهات الأمنية المعتقلين محمد الفكي سليمان وإبراهيم الشيخ ووجدي صالح و اسماعيل التاج و إيهاب الطيب وآخرين من المكون المدني إلى نيابة أمن الدولة للتحري الأولي معهم بموجب بلاغات مفتوحة تحت نص المواد (58) التحريض على التمرد و (62) إثارة الشعور بالتذمر بين القوات النظامية والتحريض على ارتكاب ما يخل بالنظام.

 هذه الشخصيات المتهمة من قبل نيابة أمن الدولة لم يقتلوا ست النفور أحمد بكار ومزمل الجنيد.

 أطلقوا سراح العباس حسن أحمد البشير وكرتي والمتعافي وصلاح قوش وفضل أحمد خير وساعدوهم على الهروب من البلاد واعتقلوا شخصيات ساهمت في صنع الثورة.

 في العهد البائد إذا أردت أن تثبت قمع النظام وبطشه ابحث عن نيابة أمن الدولة… وها هي تعود الآن بصورة أشنع.

 تلك الشخصيات التي تمت إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة هم من رموز الثورة – لم يجدوا غير تلك (التهم) المطاطة لوضعهم في السجون.

 هل تعلم أن هذه المواد التي يريدون أن يحاسبوا بها محمد الفكي سليمان وإبراهيم الشيخ ووجدي صالح و اسماعيل التاج و إيهاب الطيب وجعفر حسن سبق أن حوكم بها غاندي ومانديلا ومارتن لوثر وعبدالقادر ود حبوبة وعبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ ومحمد علي جادين ومحجوب شريف وأمين مكي مدني.

 في مثل هذه القضايا دائماً يقولون إن المواد التي وجهت للمتهم تصل عقوبتها في حالة الإدانة للإعدام.

 شوارعنا السودانية ما زالت تعمل بنمط (الثورة مستمرة) – ولكن السلطة تعمل بنمط (الانقلاب مستمر).

 اعتقالات مستمرة وحريات مصادرة وإذاعات متوقفة.

 أين حمدوك من هذا الذي يحدث لأبناء جلدته من المدنيين؟

(4)

 بغم /

 هناك ضوء في آخر النفق.

 نعم هناك معتقلون من المدنيين في السجون – لكن هناك أيضاً إحالات للعشرات من الخدمة لضباط في المخابرات والشرطة.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. يا كابتن، غاندي ومانديلا كانوا ثواراً كباراً و عندما دانت لهم الامور لم ينتقموا من احد ولم يتشفوا من احد لان همهم كان اقامة الدولة علي اسس العدل و التسامح و المساواة ولم يكن همهم الانتقام من غريم سياسي كحال “ثوارنا”. قام مانديلا بجمع الشعب بكل اطيافة بما فية ممثلي الحكومة العنصرية السابقة حولة ومن ثم اسس لجنة التصالح و العدالة لأزالة رواسب الماضي ( قارن ماذا فعلت لجنة الفكي و مجدي صالح عندنا).