مليونية العسكر للثكنات
يوسف السندي
اليوم يخرج الشعب السوداني مرة اخرى للشوارع في مليونية ٦ ديسمبر، مطالبا بالدولة المدنية، وهي المطالب التي جسدتها الجماهير بطريقة واضحة في هتافها الذي يقول ( الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات).
يجب ان نعيد شرح ان المقصود بالعسكر للثكنات ليس تقزيم دور القوات المسلحة ولا اهانة العسكر ولا التقليل من شأنهم، وانما المقصود ان يعودوا إلى ممارسة دورهم الطبيعي في حماية البلاد وحدودها والتخلي عن ممارسة العمل السياسي.
يجب ان نذكر العسكريين بأنهم حكموا هذه البلاد منذ الاستقلال لمدة ٥٢ سنة ولم يحكمها المدنيون الا ١١ سنة، فماذا يريدون اكثر من ذلك؟ مع العلم بأن المدنيين حكموا البلاد في فتراتهم القصيرة بالانتخابات، بينما حكم العسكر هذه البلاد بغير رضا أهلها عن طريق الانقلابات، وهي ذات الطريقة التي يحاول بها البرهان ومجموعته حكم السودان بها الان.
تدهور السودان بصورة ملحوظة منذ الاستقلال حتى اليوم، ووصل الى الحضيض بنهاية فترة المخلوع عمر البشير، وحيث ان العسكر هم من حكموا الفترة الأطول، فهم المسؤلين المباشرين عن فشل الدولة السودانية ووصولها إلى هذا الواقع البائس، وعليهم ان يتركوا الحكم ولا يعودوا اليه.
قد يجادل البعض بان الانقلابات العسكرية كانت من تدبير بعض الاحزاب السياسية، وهذا صحيح، ولكن العسكر بعد الانقلاب انفردوا بالحكم وطردوا الاحزاب التي جاءت بهم، حدث ذلك حين طرد عبود من سلمه السلطة وهو عبدالله خليل وارسله مسجونا إلى الجنوب، كما فعلها نميري بالحزب الشيوعي حيث طردهم من الحكم واعدم قيادتهم جميعها، كما فعلها البشير بالترابي حيث طرده من السلطة وانفرد بالحكم، وبالتالي المسؤلية الأولى في تدهور وانحطاط السودان تقع على عاتق العسكريين الذين حكموا هذه البلاد بصورة انفرادية ودكتاتورية اكثر من نصف قرن.
خروج العسكر من السلطة نهائيا خطوة لا غنى عنها لكي يستقر السودان ويتقدم، مطلوب من العسكر ان يتفهموا ان الدولة الحديثة لا مكان في سلطتها للعسكر، من أراد من العسكر إن يمارس السياسة ويترشح في مناصب السلطة فعليه الاستقالة من المؤسسة العسكرية والتحول إلى فرد مدني.
ما فعله البرهان ورهطه من استغلال للسلاح والمؤسسة العسكرية والهيمنة على السلطة السياسية هو امتداد لذات الحقبة المظلمة من تاريخ السودان التي اوردت البلاد المهالك، لذلك حين يهتف الثوار ( العسكر للثكنات) فهم قد وعوا الدرس وعلموا ان أزمة الحكم في السودان حلها الأساسي يكمن في عدم تدخل الجيش مطلقا في السياسة، وهو هدف لا يمثل اقصاءا للعسكر، وانما يمثل تطبيقا عمليا وسليما لمعنى الدولة والحكم في العصر الحديث، فهل يريد لنا البعض ان نظل في العصور الحجرية؟!!
يوسف السندي صحيفة التحرير
العسكر يدخلوا مجال السياسة والحكم حين يكون وجودهم ضروريا ولعدم وجود سلطة منتخبة ووجود مؤسسات للدولة ضعيفة ومهتزة فبلادنا بها مشاكل امنية وحدودية ونزاعات كثيرة واختلالات امنية . والجيش هو من حسم نظام البشير واسقطه لصالح الشعب لذلك تقع عليه مسؤولية تماسك وامن وسلامة البلاد واستقرارها لزوال السلطة القديمة وعدم وجود سلطة منتخبة . لذلك عليه ان يعرف اين يضع قدمه وان يشارك في السلطة بطريقة تتيح له القدرة على التحرك في حالالت الطوارئ والتهديدات للبلاد والزعزعة الامنية الى حين قيام الانتخابات وحدوث استقرار سياسي حسب ما هو متفق عليه . في كل بلاد العالم الجيش هو حامي الدستور وحائط الصد الاخير ونسبة لاستقرار الكثير من الدول واستقرار مؤسساتها ونظمها السياسية لا تكون هناك حاجة لاي وجود للجيش في الحياة السياسية لكن الامر عندنا مختلف فدولتنا بلا مؤسسات ونظامنا السياسي مضطرب والنزاعات الداخلية كثيرة والتهديدات الامنية لسلامة بلادنا ووحدتها كبيرة وبلادنا قدراتها الاقتصادية والعسكرية ضعيفة وهذا يحعل الاعداء اكثر جرأة في تهديدنا . لذلك وجود الجيش في الحياة السياسية خلال الفترة الانتقالية وحتى قيام الانتخابات ضروري وهي فترة محدودة بعدها يرجع الحيش الى ثكناته ويكون قد ادى واجبه بمسؤولية تامة وخرج بالبلاد الى بر الامان.
انت اعقل من السياسيين الذين يقفون امامنا محتجين علي وجود الجيش لفترة انتقالية ومقالك مقنع وكل سياسي حصيف صادق مع نفسه يدرك ذلك اما اصحاب الأجندات الخارجية واحزاب الفكة اليسارية التي تخاف الانتخابات فهم دائما في حالة خلاف مع الحكومات والجيوش بل واجزم ان خصامهم ممتد حتي الشعب السوداني … لذا تجدهم غير راضين عن كل ما حولهم ويفتقرون للخطط البديلة.
علي الاحزاب ان تستعد للانتخابات وتترك الولولة والهروب للأمام بسب الجيش.
الحكم المدنى فى السودان فاشل لأن السياسيين هم فاشلين ولو لا الجيش ما كانوا فى هذا الموقع الذى حماهم من الانقلابات
رسالة لبعض الكتاب الذين يمجدون في المظاهرات واقفال الشوارع والتتريس. .. انتم سبب رئيسي في تزيين الباطل لهؤلاء الثوار وهذا عكس واجب الصحفي العاقل بل ضد مهنة الصحافة التي يجب ان تخرج لنا مواطن صالح يعمل علي استثمار وقته في خدمة نفسه وبلده بالإنتاج وليس بالصياح والهتاف.
للاسف حين يقودنا امثال هؤلاء الكتاب تتراجع الوطنية ويقل الإنتاج ويزيد الاحباط.
لو قادنا كتاب عقلاء لطريق الانتاج والمصالحة والتعاون لانصلح حتل البلد لكن ما دام تفكير الكتاب هو غوعائية وتهريج فعلينا ان ننتظر حتي يقودنا عقلاؤنا .
اكتفيت من هذا المقال بالاسطر الاولى منه و ما دعاني لعدم المتابعة تلك العبارة التي بات يرددها الجهلاء لعدم ادراكهم اهمية وجود الجيش في فترة حساسة كالتي تمر بها البلاد كونها المؤسسة الوطنية الوحيدة المتماسكة كما ظل يرددها الساسة الانتهازيين الذين ما يهمهم هو السلطة فحسب و لما كان الجيش هو ما يحول دون مبتغاهم هذا باتوا يحيكون المؤامرات لتفتيته وعندما اصفهم بالانتهازية لما ارى من تناقض بين بين اقوالهم و افعالهم فهؤلاء الساسة هم من امر الثوار في بداية الثورة بالاعتصام امام القيادة العامة طمعا في تدخل الجيش لازاحة نظام الحكم وهذا ما حدث…الم يكن ذلك الفعل “الاتقلاب على البشير” الم يكن ذلك الفعل عملا سياسيا بامتياز لو ان الجيش ليس من شانه التدخل بالسياسة كما تتشدقون لما انتصرت الى يوم الناس هذا…. يا جماعة انحن ريالتنا ما سائلة حاولوا تحترموا عقولنا شوية !!!
كلمات حق اريد بها خبث و باطل . الحقيقة ان المهدد الداخلي اهم و اجدر بالحماية و التصدي من اي مهددات خارجية ..حروب قبلية و حركات مسلحة و احزاب عقائدية و مهددات امنية ..من يرفعون شعار الجيش للثكنات و الحدود يعرفون ذلك و لكن يمكن ان يضحوا بأمن البلد كلها مقابل ان يحكموا ( و يبرطعوا)دون انتخاب لعلمهم ان الشعب لن يفوضهم و قد قال ذلك عملاؤهم و جواسيسهم صراحة.