مقالات متنوعة

دولة الموارد والجوع

سمية سيد
وصفته بعض الصحف والمواقع الالكترونية بالتقرير الصادم. لكنه لم يكن كذلك ، بل كان متوقعاً وأكثر واقعية بالنظر لما وصل إليه حال البلاد.
أتحدث عن تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (اوتشا) حول الوضع الغذائي في السودان ، والذي كشف عن وضع مذرٍ .
التقرير قال إن 14.3 مليون سوداني يحتاجون لمساعدات غذائية خلال العام 2022 والذي تبقت على حلوله أيام معدودة. وأكد التقرير الأممي أن 2.9 مليون نازح، و1.2 مليون لاجئ ضمن المحتاجين الى الغذاء خلال العام .
التقرير كان متوقعاً لأن الأوضاع الاقتصادية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، بل إننا على حافة الانهيار ، والأسباب معروفة للجميع.
هناك من العوامل ماهو موروث من العهد السابق كتدني الإنتاج وتدهور العملة. وأسباب متعلقة بتداعيات الحظر الاقتصادي . غير أن التدهور المريع خلال الفترة الانتقالية تجاوز كل ما كان سابقاً . رغم الانفراج الكبير الذي حدث بعد ثورة ديسمبر .
الفشل في إدارة الاقتصاد أهم سمة خلال العامين الماضيين بسبب الصراع السياسي، والمشاكسات مع الحاضنة السياسية المتمثلة في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، والتي عطلت تنفيذ أي سياسات إصلاحية في الاقتصاد.
أهملت قطاعات الإنتاج..عادة ما نسمع ونقرأ عن شكوى المنتجين من إهمال الدولة للزراعة والثروة الحيوانية والصناعة ..
وطبيعي أن تأتي التحذيرات من مغبة فشل الموسم الزراعي لانعدام الجاز وعدم وصول المدخلات أو عمليات فساد صاحبت استيرادها .
فكيف لا نتوقع أزمة غذاء في بلاد مفترض أن تصدر الغذاء لغيرها من الدول..
خلال عامين من الفترة الانتقالية ارتفعت أسعار السلع والخدمات لأكثر من 400% . الخبز والدواء والعلاج. اللحوم، المحروقات الخضروات وكل السلع اصبحت في غير متناول اليد .
عدد من التلاميذ تركوا الذهاب إلى مدارسهم لعدم توفير متطلبات الدراسة او وجبة الإفطار .
الحكومة حررت أسعار السلع الأساسية وتركت المواطن يواجه قدره . فمثلاً اسرة من 4 أشخاص تحتاج ألف جنيه في اليوم للخبز هذا بخلاف بقية الاحتياجات اليومية.
أصحاب المرتبات أصبحوا من الشرائح الفقيرة التي تحتاج الى مساعدات . أما أصحاب الدخل المحدود من العمال وأصحاب المهن الهامشية فهم أكثر معاناة . وقد تصل الأرقام الحقيقية للمحتاجين أكثر مما ذكره مكتب الأمم المتحدة.
من المؤسف أن المعالجات التي أنتهجتها الحكومة لتعويض المتأثرين برفع الدعم كانت فاشلة تماماً، مع غياب تام لمؤسسات الضمان الاجتماعي.
لغط واسع صاحب برنامج ثمرات الفاشل ..فشل في إدارته وفشل في الوصول إلى المستهدفين. هذا بخلاف ما أثير حوله من تجاوزات تحتاج الى تحقيق من جهات مختصة وليست لجنة .
السودان في وضع اقتصادي صعب جداً يحتاج الى تضافر جهود وعمل كبير ، بدلاً من إهمال معاش الناس والتركيز على كيفية الثبات على كراسي السلطة.
قبل التقرير الأممي بيومين صرح نائب رئيس المجلس السيادي حميدتي لقناة آ ر تي الروسية بأن البلاد تعاني من مجاعة حقيقية وبحاجة الى تحرك سريع ، وأن الوضع الإنساني مأساوي خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة . وحذر دقلو من انفجار الوضع في السودان.
اذا كان الرجل الثاني في مجلس السيادة يتحدث عن الوضع الإنساني المأساوي ويدعو لتدخل خارجي لإنقاذه، فما دور الحكومة لوقف التردي. وما هي الخطة الإسعافية السريعة والبرنامج قصير المدى المطلوب لوقف او التقليل من مجاعة محتملة . أم أننا ننتظر الآخرين.. منحونا او حرمونا.
كفانا من الجدل السياسي وارجعوا الى معاش الناس بدلاً عن برنامج التسول الذي لن يأتي بنتيجة.

صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. لقد اسمعت اذ ناديت حيا واكن لا حياة لمن تنادى
    انا من انصار مدنية الدولة ولكن مستعد
    التحول الى معسكر اعتصام الموز الجبهعسكرى اذا:
    الغيت سيداو بتاعت الكفار
    ارجعت الرغيفة الىةجنيه
    ارجع جالون البنزين الى ٣٤ قرش
    دا ااحد الادنى للقبول بالانقلاب لان هذه الطلبات هى كانت المحرك لاقناع البسطاء بقبول انقلاب قال عنه الخايب حمدوك ان قفل العقبة مقدمة للانقلاب وكان للقفل فعل السحر فى الاسعار واظهار الحكومة بالضعف ….اه نسيت طلب الغاء مسار الشرقوالله رايك شنو يا تروكى
    حميدتى ليس عالما فى الاقتصاد والاجتماع ايتحدث عن الاحتياجات الانسانية وانما هو مقاول انفار تعود ان يعطوه قصاد اعماله ااجليلة مثل
    احرق ليكم بى كده
    اهجر ليكم بكدة
    راس المرتزق لليمن بكدة
    حبس الناس وسلبهم ومنعهم من الهجرة عبروليبيا بكدة
    اخيرا يا ست سيدة خلاصة مقالك وتحسب الشحم فى من شحمه ورم واا اقصد شحم شخصى