مقالات متنوعة

أتريدون قمحاً بالتيمم؟

كُتب علينا أن نكتب مراراً في هذا الوقت عن مأساة وتعثر زراعة القمح في مشروع الجزيرة. 2018 كتب تحت عنوان (أقمح بلا ماء؟) وفي 2020 كتبت تحت عنوان (أقمح بلا ري؟) واليوم نتحدث عن نفس الموضوع رغم الاتفاق على أن التكرار ممل ولكننا نكرر أكل القمح في اليوم مرات.
الحال الآن أسوأ بكثير من الظرفين السابقين الذين كتبت فيهما عن تقاعس الري. الآن شمال الجزيرة وأخص القسم الشمالي بمشروع الجزيرة الذي أنا فيه وجارنا القسم الشمال الغربي كلا القسمين الحال فيهما من حيث الري أعجب من عجيب كنا نتحدث سابقًا عن تأخر الماء أما الآن تأخر ماء وسوء قنوات معظم القنوات (الترع) مليئة بالحشائش لدرجة أنك لا ترى ماذا بها أماء أم طين؟
ما رأيت في حياتي تدهورًا للري وإهمالًا للترع مثل ما أرى اليوم؟ ليت الأعمدة الصحفية تتطور وتصل مرحلة استصحاب الصور. لكنت اليوم صورت لكم عشرات الترع في مشروع الجزيرة مغطاة تمامًا بالحشائش (من القيفة للقيفة) صراحة لا أعرف مصدر هذه الكلمة قيفة.
زراعة القمح وكل زراعة المدخل الأول تعمد على الري ولا زراعة بلا ري. ومقولة الزراعة مواقيت لكل المحاصيل ولكنها كأنها خُلقت للقمح إذ له موعد زراعة إذا تجاوزه لا ينتج وإن أنتج تكون الإنتاجية ضعيفة جدًا. قد لا تسدد ما صُرف عليه هذا عندما كانت المدخلات الأخرى معقولة السعر أما اليوم فكل العمليات الفلاحية الأولية تضاعفت عدة مرات بسبب رفع الدعم على الوقود وإلغاء الدولار الجمركي.
مؤشرات سالبة لا تشجع على زراعة القمح وخصوصًا عدم ضمان الري. القمح يحتاج إلى ريات لا تقل عن السبعة ويفضل ثماني ريات والترع (المحششة) التي نراها يوميًا لن تسقيه أكثر من رية أو ريتين. لذا اقترح على وزارة الري إن لم تستطع تنظيف الترع أن تساهم مع إدارة السجون في توسعة السجون التي يحتاجها المعسرون من المزارعين بعد أن يدفنوا كل الأسمدة والتقاوي في أرض لم يصلها الماء.
شد ما يزعج في موضوع القمح إشارات تلتقط من هنا وهناك بأن الحكومة لا تريد القمح المحلي ووجع رأس سعر التركيز وربما يتوفر لها قمح مجاني من (الأصدقاء) الجدد، بالله العالم دا فيه من يدفع بلا أجندة وسداد فواتير تحت الطاولة. تقول العرب تموت الحرة ولا تأكل بثديها.
إذا ما صح أن الحكومة عينها على الإعانات والهبات القمحية وزاهدة في القمح المحلي تكون (كمن دفق موية على السراب) أو لو قارنت القمح المشبع بالإشعاع ورخص سعره وما تدفعه للمحلي تكون لا بتعرف اقتصاد ولا صحة.
أكثر من عشرين يومًا والقمح تحت التراب ويشهق في انتظار الماء.
بالله ممكن أسأل سؤال رسوم الري والإدارة أين وعلى ماذا تُصرف؟ أين المراجع العام؟

أحمد المصطفي

صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. يا أستاذ فعلآ الموسم ده من أسوأ المواسم وخاصة العروة الشتوية.. الزراعة لم تكن ضمن أولويات الموازنة ولا وزير المالية..لادعم ولا إهتمام بتوفير مدخلات ولا ميزانية للري لتطهير القنوات. قال شنو لمن المزارع ينتج بندعم سعر المحصول وكأن المزارع ساحر أو حاوي بقدر يجيب محصول من العدم رغم سياسة هبنقه..!

  2. قرأت لاحد كتاب قحط يتحسر على انقلاب البرهان وقال لقد حرمنا من الاعانات الخارجية بسبب العسكر …اذا كان هذا حال السودانيين يتحسرون على قفل باب الشحدة فلن ينصلح الحال ابدا ..

    قصة حدث بالفعل … هنالك شحاد وجد الاطفال يكومون التراب اكواما اكواما وهم يعتبرون ان هذا انتاجهم من القمح فكل واحد يحاول يكبر كومو … نظر لولدو وسألو وينو كومك انت .؟.. قال ليهو انا منتظر الزكاة ….؟؟؟؟؟ ليش لانو ابوه ينتظر الزكاة … فاقسم الرجل الشحاد الا يشحد بعد اليوم … قال ولدي في التراب ينتظر الزكاة. … ..
    خذو العبر يا قحاطة لا رفع الله لكم راية ولا حقق لكم غاية …تبا لكل عميل…
    عسكرياااااااااو