صديق الحاج يكتب: ومعظم النار من مستصغر الشرر
حينما تغيب العدالة تشتعل الفتن بين فيئات المجتمع في اتفه الأسباب وترجح كفة الشر.
فالظلم والقهر يولد الانفجار فإن لم يكن هنالك كابح قانوني منصف وعادل وحاضر فتسيل الدماء وتزهق الأرواح وتتعطل التنمية لسنين عددا.
فساسرد إليكم واقعة مأساوية وقعت بلامس في ام القري (قرية ٤٠) . مع احد اخواني يمتلك مشروع مساحته ألف فدان في ام القري اشتراه بحر ماله من شقى غربته منذ عام ٢٠٠٧ م يزرعه في كل سنة. وفي أثناء حصاد هذا العام ( امس) هجم عليه دفار فيه عصابة اكثر من عشرين فرد مسلحين بالسكاكين والسواطير وقالوا له: ( نحن عاوزين نسبة من الحصاد لان هذه الأرض حقت أجدادنا ونحن اولاد فلان). واخبرهم انه اشتراها ويمتلك وثيقتها وهجموا عليه ضربا بأيديهم من كل جانب وهو اعزل لايحمل في يده ولاحتى مسواك.
وعاثوا في الأرض فسادا بدفارهم داسوا على الزرع أكوام الحصاد بلساتك الدفار وخربوا وخرجوا. وايضا انسحب صاحب الدقاقة بأليته خوفا على نفسه…. فتعطل العمل.
فذهب اخي مسرعا بمساعدة اخرين الي قسم شرطة ام القري ليفتح بلاغ والمتحري رفض و اخبره ان الوقت الان ليلا انتظر إلى أن يأتى الصباح بحسب روايته . ولما جاءه غدا صباحا لفتح البلاغ تم حبس اخي المظلوم المعتدى عليه وسجنه. فلو لا أبناء خاله علموا بالأمر لظل في الحبس الا ماشاء الله.. فحول اخي البلاغ الي ودمدني. عندما احس بالظلم.
فعندما أخبروا مدير عام شرطة جنايات ولاية الجزيرة… فغضب غضبا شديدا لما جرى والذي بدا له مخالفا للقانون . فالحمدلله رب العالمين بأن في السودان رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وأكثر حرصا على تطبيق القانون. فكل من رفع سيف العدالة فهو منتصر لامحالة . واتصل فورا في مدير شرطة ام القري ليتحري مع المتحري ويرسله الي ودمدني. وماخفي أعظم ربما يكون نصرا لمظلومين اخرين. ولو لادفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض.
وهنا أوجه رسالة لمولانا النائب العام لمراجعة النيابات وبالذات التي تخص المشاريع الزراعية وتعين كفاءات ومراقبتهم
ولا يصح الا الصحيح.. وتوجيه المدراء الزراعين على اسراع انجاز العمل وسرعة الفصل بين تداخل المزارعين في المساحات وهنالك فوضى حتى أن بعض المزارعين ينثرون البذور قبل موسم الأمطار لينصبون على غيرهم. َ
فكيف ينمو الوطن ونعيش في أمن ورخاء من غير أن تتحقق العدالة.
صحيفة الانتباه
كلام ما مستقيم..فيه حاجة كده ماياها..