عبد الله مسار يكتب.. مطلوبٌ انتخابات رئاسيّة (٢)
قلنا في مقالنا مطلوب انتخابات رئاسية (١), إن الفترة الانتقالية لم تعد آمنة، وإنها في خطر وذلك بعدم الالتزام بتطبيق الإعلان السياسي ومُحاولة عودة قحت (١) للحكم عَبرَ الشُّبّاك بعد أن خرجت بالباب، وكذلك قرارات الدكتور حمدوك التي ألغت بعض قرارات القائد العام في ٢٥/10/2021م أو بعده.
ويُلاحظ المتابع لأمر دولة السودان منذ توقيع الإعلان السياسي أنها تسير برأسين متشاكسين, وأن هنالك حكومة ظل تعمل مع حمدوك ضد قرارات القائد العام ومجلس السيادة، وأن هنالك مؤسسة خفية تعمل مع رئيس الوزراء، لولا ذلك، مَن رشّح له العشرين وكيلًا للوزارات وهم أغلبهم ينتمون للحزب الشيوعي أو أحزاب اليسار، قلة
جداً منهم لحزب الأمة القومي؟! والمبدأ الذي أقر في الإعلان السياسي كفاءات وطنية.
ثانياً يلحظ المرء المظاهرات الأسبوعية والتي يظهر في مقدمتها قيادات قحت (١) والتي عطّلت الحياة.. صحيح قلّ زخمها ولكنها موجودة، وكذلك تدخُّل السفراء والمبعوث الأممي في الشأن السوداني، وكذلك الرجوع إلى قطوعات الكهرباء، وتدني الخدمات، ثم الانفراط الأمني في بعض مناطق السودان ووقف الحياة الاقتصادية..!
ولذلك أعتقد أن هذا الوضع لن يقود إلى سلاسة للفترة الانتقالية وقد يُصيبها في مَقتَلٍ, خاصّةً أنّ الجو العام مكفهر ومشحون وينذر بخطر، وكذلك هنالك استياء عام لدى غالبية المواطنين الذين يشعرون أن كل ما مضى من الفترة الانتقالية لم يحقق أغراضها ولم يدفع بها إلى الأمام, حيث لا حديث ولا خطوات حول الانتخابات العامة، لا مفوضية انتخابات ولا سجل ولا قانون ولا إحصاء سكاني ولا… لا… ولا.
والتشاكس بين مكونات الفترة الانتقالية على أشده، بل الاستقطاب وصل ذروته وصارت الاصطفافات واضحة حتى الشارع انقسم، وأصلاً قحت كانت قد انقسمت الى قحت المجلس المركزي وقحت الميثاق، وكلٌّ رد على الثاني, هؤلاء بالمظاهرات التي مازالت مستمرة, وأولئك باعتصام القصر وما نتج عن ذلك من تداعيات، وحتى المظاهرات التي تخرج الآن متوقع مظاهرات أخرى تخرج ضدها وهكذا صارت الفترة الانتقالية محل صراع وتشاكُس كبير وهذا الوضع لن يستمر، واذا استمرّ سيعصف بكل البلد..!
وعليه, أعتقد أن قيام انتخابات رئاسية تحسم هذا الأمر تُبدِّل هذا التفويض الثوري الذي تقسم كالمرارة إلى تفويض انتخابي عاجل، وذلك بقيام انتخابات رئاسية يختار الشعب بتفويض مباشر منه رئيس جمهورية، ولينشيء ويقيم مؤسسات الحكم الأخرى، ويُحافظ على البلاد, ويُوقف انهيار الدولة وزوالها.
إن أمر الانتخابات الرئاسية وقيامها هو أفضل السيناريوهات فيما نحن فيه من حَالَةٍ، غير ذلك أعتقد أنّ بقية الخيارات هي الأسوأ، ولذلك المطلوب الآن هو قيام انتخابات رئاسية ومن بعدها تقوم الانتخابات العامة.
صحيفة الصيحة
سبب أزمة السودان أن ثورة ديسمبر المجيدة الباسلة الظافرة ال…. لم يكن لديها بديل للمخلوع البشير ونظامه ولم يكن لها تصور للحكم ولا تخيل لحجم السودان ولا مكوناته ولا مشاكله فقط عداء للكيييظان ورغبة في دوسهم وفي النهاية سرقتها أحزاب صغيرة وحركات أصغر ليست لها تجربة في الحكم والإدارة والسياسة فالتقمتها مخابرات أصغر دول الجوار وأصبحت تعمل ضد الجيش في أسوار قيادته الرئيسة وضد ضباطه وتفتشهم في بوابات القيادة وربما تضربهم وتقتلهم وتقتل الشباب لتأجيج الوضع.. لذلك كل اللوم على الأحزاب والحركات، لقد منح السودانيون ثورتهم للسفهاء والمخمورين والجهلاء والحاقدين فضيعوها وإن لم تحدث معجزة فسيضيع السودان وتتقاسمه دول الجوار بعد نجاحها في الوصول إلى أهدافها عبر صناعة الهياج والعدء والتفرقة.
فلننتظر المعجزة أو النهاية.
لقد قدمت الأحزاب تصفية النظام السابق على وحدة السودان وأمنه واستقراره فأرادوا تصفية المؤتمر الوطني وتصفية الدولة التي حكمها المؤتمر الوطني وتدمير حتى إنجازات المؤتمر الوطني وأقلها الطرق الداخلية وأعمدة الإنارة والانترلوك إلى التصنيع الحربي ومطابع العملة ومصنع الأوراق الثبوتية وأنابيب النفط.. ونسوا المثل السوداني الفشا غبينتو خرب مدينتو، لقد خربتم بيت السودان يا شيوعي ويا بعثي يا وجدي وود الفكي وكمال كرار وسنهوري ومريم وعرمان والخطيب،وخربتها يا مؤتمر وطني عندما تشبثت بالسلطة ولم تسمع صيحات النذير ولم تستطع ترشيح أحد غير البشير المتعفن.