مقالات متنوعة

نهى محمد الأمين تكتب.. شركات الطيران


من خلال سفري لعدة مرات تجمعت لدي بعض الثقافة والمعلومات أن هناك جسم يضم كل شركات الطيران العالمية يسمى الإتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) وأن هنالك أسس وقوانين تصادق عليها هذه الشركات المنضوية تحت الإتحاد وهناك حقوق وواجبات تلتزم بها شركات الطيران تجاه العملاء المستفيدين من خدمات النقل الجوي سواءً كان نقل ركاب أو بضائع وخلافه،،،

من المعروف في عالم البزنيس والمال والأعمال، أن المنافسة تكون شرسة وكل يريد ان يكون في الصدارة، ومن هنا جاءت مقولة أن ( الزبون دائما على حق) وعادة ما تكون المعاملة مع الزبون المستفيد من خدمات النقل الجوي غاية في الدبلوماسية والذوق ويتصدر إرضاءه قائمة أولويات الشركات،

حضرت في زيارة للمملكة السعودية أنا ووالدتي ( متعها الله بالصحة والعافية)، وكان قدومنا على متن طائرات الخطوط السعودية، لظروف والدتي الصحية وعمرها بحثنا عن طيران مباشر من الخرطوم إلى أبها، ولم يكن متوفرا، فأخذنا الرحلة الخرطوم_ جدة_ أبها، وبالعكس وكنا في تمام الحرص على أن لا تتعدى فترة الانتظار في مطار جدة في القدوم والإياب ثلاث ساعات لتتمكن والدتي من تحمل الإنتظار،

مرت رحلة القدوم بسلاسة والحمد لله، قبيل مواعيد الإياب بعشرة أيام تلقينا رسالة على البريد الالكتروني تفيد بإلغاء رحلة العودة من جدة للخرطوم وتم الحجز لنا على رحلة أخرى ليصبح زمن الانتظار في مطار جدة ١٢ ساعة، وهي مدة من الصعب تحملها لأي كائن كان ناهيك عن والدتي وظروفها الصحية، قمت بمراجعة مكتب الخطوط بأبها وطالبتهم إما بتغيير الرحلة لزمن إنتظار أقل أو أخذنا إلى فندق حسب قانون الطيران العالمي الذي يمنح الراكب فندق إذا زاد زمن الترانزيت عن ست ساعات، بكل برود أفادني موظف الخطوط أن ذلك ليس من صلاحياته، تحدثت معه وأخبرته أن الشركة التي يتبع لها هي التي قامت بإلغاء الرحلة وأن ذلك أبسط حقوقي، الحصول على فندق ووجبات، بل وأيضا من حقي أن أطالب بتعويض مالي لضرر التأخير، لم أصل معه لأي نتيجة وأعطاني رقم للاتصال، والرقم عبر المجيب الآلي أخذني من ( حمد إلى خوجلي) وبالعكس ومكثت في الانتظار لأكثر من ساعة وفي النهاية لم تفضِ المكالمة إلى أي نتيجة، قمت برفع شكوى عبر صفحتهم الالكترونية وحتى الآن لم يثمر الأمر عن شيء،

من ناحيتي فأنا لن أسكت وسأستخدم كل الوسائل القانونية المتاحة للحصول على حقي وسأرسل شكوى إلي ( إياتا)، وحقي سأخذه شاءوا أم أبوا!!!

فهذا ليس ما وددت قوله هنا، ولكني بصراحة اندهشت، كيف لشركة طيران بسمعة الخطوط السعودية أن تتعامل بهكذا تعالي ولا مبالاة مع العملاء، وكيف لها أن تتغاضى عن قانون معروف لأي كان، مع هذه العولمة، كل من يريد أن يشتري شيئا أو يطلب خدمة، أول ما يفعله هو الذهاب إلى آراء المستخدمين وتصنيفهم للخدمة ويوجد نظام معروف بالدرجات أو بعدد النجوم لتقييم الأشياء أو الخدمات،،،

سافرنا أنا وزميلة لي على متن الخطوط الأثيوبية إلى البرازيل وكان هناك ترانزيت لمدة خمس ساعات في مطار أديس، وهي أقل من المدة القانونية لأخذنا إلى فندق، ومع ذلك عندما طلبنا منهم أخذنا إلى فندق، وافقوا بابتسامة وبكل سرور وأخذونا إلى فندق، قدموا لنا وجبة طعام وقالوا أن بإمكاننا استخدام غرفة الساونا إذا أحببنا، معاملة في غاية الكرم واللطف،

أيضا أذكر مرة تأخرت حقيبتي في الوصول لمدة أقل من ١٢ ساعة وأنا قادمة من روما للقاهرة ، تم الاعتذار لي من قبل موظفي الخطوط وتسليمي مبلغا من المال فورا في مطار القاهرة، لم يكن مبلغا كبيرا ولكنه كان يكفي للحصول على ملابس لمدة يوم، أيضا كان التعامل في غاية اللطف،،،،

لا ادري سبب هذا السلوك المجحف من قبل الخطوط السعودية، وهل هذا التعالي يمكن أن يمر هكذا مرور الكرام في عالم أصبح قرية صغيرة وكل شيء له نظام وقانون يحكمه؟

صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. نحن يا أختى الكريمة نعانى وسنعانى مدى الحياة لأن الأنظمة التي تحكمنا أنظمة بيروقراطية ودكتاتورية (عساكر ، شيوخ ، طائفية ، شمولية) تجعل من الإنسان فقط مجرد كائن حي يأكل يشرب ويتنفس كالأنعام،،، هذا كله تجده في الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا حصرياً،،، من خلال حديثك تبين لي أنك بالمملكة المتحدة وليس المملكة العربية السعودية من حيث المطالبة بالتعويض والإتصال بالجهات المختصة والقضاء المستقل والمنظمات الحقوقية والنقابات؟؟؟ الله يكون فى عونك