عبد الله مسار يكتب : خطر الخيانة على الدول!!
الدول عادةً تحافظ على أمنها وأهلها وإمكانياتها ومواردها بإقامة أجهزة وطنية أمنية تمنع الخيانة واختراقها، بل تُراقب أبناءها وأعداءها معاً, وتكون هذه الأجهزة واعية ومُنتبهة الى خطورة ذلك عبر تحصين الدولة، خاصةً وأن خيانة الدولة من داخلها أخطر من الخيانة من خارجها، لأنه يستغل في ذلك بعض أبناء نفس البلد, وهذا الأمر في التاريخ له شواهد عندما هاجم القائد المغولي جنكيز خان مدينه بخاري عجز عن اقتحامها فكتب لأهل المدينة من وقف في صفنا فهو آمنٌ، فانشق أهل المدينة إلى صفين:
الصف الأول رفض وأصر على المواجهة والدفاع عن المدينة وشعبها الى آخر رجل.
أما الصف الثاني وافق على الرضوخ والاستسلام خوفاً من بطش المغول.
فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوخ إن اعنتمونا على قتال من رفض منكم، نولكم أمر بلدكم ونمكنكم من الحكم والسلطة، فتجند العملاء والخونة والجبناء ونزلوا لأمره ودارت رحى الحرب بين الإخوة في مدينة بخاري وجيوش المغول تتفرج!
وفي النهاية انتصر طرف العمالة والخيانة، ولكن الصدمة الكبرى أن التتار سحبوا منهم السلاح وأمروا بذبحهم.
وقال جنكيز مقولته المشهورة: (لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء)!
إذن الخيانة في التاريخ موجودة وكثيرة ومختلفة وخاصة في الحروب, ولكن الخيانة الأسوأ هي خيانة السياسيين لأوطانهم, لقد سقطت دول عظمى بهذه الخيانة, وتفكك الاتحاد السوفيتي الى دويلات بسبب الخيانة, وسئل أحدهم كيف استطعتم القضاء على دولة عظمى، وقال ذلك العميل إننا كنا نضع الرجل غير المناسب في موقع ليس أهل له ولذلك ضعفت الدولة وضاعت.
وفي حرب تحرير ليبيا من الطليان كان البطل عمر المختار يقاتل الطليان، في حين ان بعض ابناء الوطن يتآمرون عليه.
وهكذا خيانة الاوطان ليس لها ارض او مكان وليس لها زمان او وقت, ولكن في النهاية التاريخ يسجل البعض أبطالاً يحتفي بهم ويرفعون الى الثريا ويسجل آخرين عملاء يلعنهم التاريخ.
أيها السودانيون حافظوا على أوطانكم لأن الوطن هو الأب والام, فهل هناك شخص يود أن يكون عاقاً لأبيه أو أمه؟
إنها الأوطان محلها شغاف القلوب وحدقات العيون، الموت من أجلها وليس بيعها، إنها الأوطان.
صحيفة الصيحة
كلااام محترم لا يصدر الا من وطني محترم مستنير