محمد عثمان إبراهيم: تجهيز الملعب للأسوأ
حين كانت الجبهة الإسلامية القومية تعد لإنقلابها العسكري الذي كانت تأمل به في تسلم السلطة في هذه البلاد إلى الأبد، كانت هناك فرق مختلفة تقوم كل واحدة بعملها دون تنسيق مع الأخرى أو الأخريات.
من بين هذه الفرق كان الفريق الإعلامي الذي كانت مهمته الرئيسية تحطيم صورة الخصوم المحتملين للإنقلاب، وتشويهها وهدمها في عيون أنصارها قبل أن يكون ذلك في عيون الأعداء.
هكذا تم تصوير زعماء دينيين كبار بملابس السباحة في كاريكاتيرات مكثفة كان الظاهر فيها الخصومة السياسية والخفي منها هو كسر الهيبة/ تشويه الصورة أو ما يمكن تسميته بالإنجليزية
Tarnishing the image
وهو صناعة ضخمة ومربحة تقوم لها الكثير من المؤسسات الإعلامية حول العالم.
بالطبع كانت قدرات الحزبين التقليديين محدودة، وأفنديتهما لا يمكن لهم منافسة شباب الجبهة المسنودين بكثير من المعرفة، والبراعة المهنية، والإنضباط التنظيمي.
كسر الهيبة وتشويه الصورة يتم الآن بتخطيط خارجي ماهر وببراعة شديدة، وبخطوات مدروسة، وأدوات محلية مدفوع أجرها (جاهلة أو عارفة) بحيث يحصل المنفذون بعد فترة صبر كافية على وضع شبيه بالوضع الذي كان في ٢٩ يونيو ١٩٨٩م.
الفرق الوحيد أن الوضع الذي يتم تصنيعه حالياً ليس في صالح خصم سياسي طامع في السلطة، وإنما هو في صالح خصم خارجي طامع في البلاد كلها!
لا بأس، دعهم يشوهوا ما شاء لهم من الصور فجميعها لا تهمنا لكننا ننبه فقط لأننا نريد الوطن.
محمد عثمان إبراهيم