مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب.. استقالة حمدوك

يبدو أن الاستقالة التي سرب مكتب حمدوك خبرها لم تكن تستهدف سوى زيادة نفوذ الرجل داخل الحكومة الانقلابية بعد ان وجد الرجل نفسه بلا سند قوي، وبلا جهة حقيقية تدعمه، وسنوضح كذلك.

العسكر بعد تنفيذ انقلابهم جاءوا بحمدوك خوفا من امريكا والغرب، بعد ان تعامل البرهان مع المبعوث الأمريكي بطريقة لا يفعلها، اخبر البرهان مبعوث اقوى دولة بالعالم بأنه لن يقم بانقلاب وقبل مرور ٢٤ ساعة قام بالانقلاب! وهذا من عدم الخبرة وسوء الظروف والصدفة التي ساقت هذه البلاد الطيبة لتقع في أسر هذا البرهان، ومن عجب انه يحكي على الملأ بأن ما حدث هو تحقيقا لحلم والده الذي راه في المنام رئيسا على السودان، ولو كان والده حيا لطأطا رأسه خجلا من ما يفعله رباطة ابنه من اغتيال للشباب العزل واغتصاب للحرائر في فعلة لم يفعلها سوداني من قبل ولا خطرت على بال احد.

من لحظة الانقلاب شعرت أمريكا بالخيانة وأرادت ان تلقن العسكر درسا لن ينسوه في فنون التعامل مع اقوى دولة في العالم، لذلك ضغطت عليهم من كل الجهات ولم تترك لهم بابا واحدا مفتوحا لكي يدعمهم، حزرت مصر والإمارات والسعودية وإسرائيل بأن هذا الانقلاب مرفوض وأن الطريق الوحيدة للتعامل معه هو عودة حمدوك وعودة الحكم المدني.

الضغط الأمريكي جعل الانقلاب في ( حيص بيص ) لذلك قبل العسكر بعودة حمدوك ليس حبا فيه وانما اخمادا لغضب سيدة العالم أمريكا، وهذا يعني ان العسكر سينقلبون في أي لحظة مستقبلا على حمدوك اذا ضمنوا دعم او صمت أمريكا وحلفائها، لذلك عودة حمدوك من منظور أمريكا لم يكن حبا في الشعب السوداني ولا إيمانا بحمدوك ولا دعما للثورة السودانية وانما كان في الأساس انتقاما لكرامتها التي مرغها البرهان جهلا بالتراب.

الشارع السوداني كذلك لم يعد يؤمن في حمدوك، تخطت الجماهير تماما شخصية حمدوك ونست ( شكرا حمدوك) وانطلقت في ثورة جديدة من الصفر من أجل استعادة مدنيتها، لذلك بقاء او استقالة حمدوك لم يعد يهمها في شيء، المهم لديها ان تواصل عملها الثوري حتى اسقاط الانقلاب.

حمدوك الان خسر اقوى طرفي المعادلة وهم الشارع والعسكر، وهو بهذه المحاولة يريد أن يكسب بعض الاراضي داخل هاتين القوتين، قد يتنازل العسكر لحمدوك فالرجل قد اخرجهم من ورطة كبيرة بقبوله بمنصب رئاسة الوزراء بعد الانقلاب، وقد يستحوز حمدوك على صلاحيات اكثر في الحكم بتنازل العساكر، اما الشارع فليس من المتوقع أن يجد فيه حمدوك اي تعاطف او شفقة، فقد توجه الشارع نحو هدف واضح وبين هو إسقاط المجلس العسكري ومحاسبته على كل الدماء والاغتصابات وتطهير هذه البلاد من هؤلاء الانقلابين الذين لا يشبهون شعب السودان نخوة ولا رجولة.

صحيفة التحرير

‫3 تعليقات

  1. تحليلك عن امريكا وعدم نقدك لتدخلها هو خيانة وعماالة وارتزاق .كان يجب ان تكون وطني وتدين تصرف الأمريكان والضغط علي برهان … كتاب جبناء عملاء الشعب أدرك ان من اسباب تاخره هؤلاء الكتاب الذين يبررون للخارج علي حساب الداخل. سقطتت اقنعتكم وانكشفتم اما الشعب الثوري

    1. الكاتب لم يبرر لامريكا بقدر ماهو تحليل لدوافعها
      موقف امريكا هذا يشبه موففها من اثيوبيا وسد النهضة وان كانت اهانتها فى سد النهضة كانت ضربة لترامب الذي لم تجدد له فترة رئاسية ورغم عن ذلك فان بايدن اجتهد فى الثار لكرامة امريكا التى جرحها ابى احمد وقد اوشك الاطاحة به لولا المسيرات الصينية والاماراتية والتركية وهذا التدخل من الثلاثة لن تمرره امريكا مرور المرام

  2. ولماذا تضغط أمريكا على البرهان ولم تترك لهم بابا واحدا ليدعمهم هل لاستعادة الحكم المدني او فلنقل حمدوك ما هو هدفها؟ ولماذا تدعم أمريكا الانقلابات العسكرية في بعض الدول ومن ضمنها مصر وتسعى لاقامة الديمقراطية في السودان كما تزعم؟