دخلت نملة و…. وخرجت

القصة معروفة للجميع، فالملك طلب أن يسمع قصة لا تنتهي أبداً، والحاكي المتذاكي قال إن نملاً كثيف العدد هجم على مخزن مملوء بالقمح وظل يردد بلا توقف: (دخلت نملة، وأخذت حبة وخرجت)!!.. وهكذا ظل حال الحاكي عن حالنا السياسي منذ الحادي عشر من أبريل العام 2019م، بل ربما منذ الأول من يناير العام 1956م، مع الفارق المؤسف أن نملنا السياسي هنا يدخل الأحداث الكبيرة ويخرج دون أن يأخذ (حبة) أمل يُفرح بها قلوب الشعب المغلوب على أمره والذي خرج للشوارع في ثورات وثورات وهو يحلم بالاستقرار وبالحياة الكريمة،
ونظل ندور في ذات الدوائر الخبيثة، دائرة الصراع السياسي المحموم حول السلطة، ودائرة النظر الضيق للمصالح الحزبية والفردية دون النظر للمصلحة الوطنية العامة، وتأبى أحزابنا السياسية التي تكاثرت بكثافة أميبية إلا أن تدخل مستودع التجارب السياسية القاسية طوال 65 من السنوات العجاف وتخرج دون أن تأخذ (حبة) من الرشد السياسي اللازم لتحسين الأداء بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين، فنجدها تجتر ذات الأساليب القديمة العقيمة في العمل السياسي التي أوصلتها لتفقد ثقة الشارع ولتنال مقت وكراهية الشعب بمثل مقته وكراهيته للنظام البائد، لتتعالى الهتافات ضدها (كفاية خراب يا أحزاب)، ولتظل كل الخلافات بينها عصية على الحل وتظل عاجزة عن الفعل الإيجابي المؤدي للتوافق على قواعد التبادل السلمي للسلطة وتهدد بجر البلاد لاختناق سياسي لا تحمد عقباه.
وكذلك حال عامة الشعب غير الموالي للأحزاب الـ128 الحالية، ظل يدخل مستودع الثورات، ثورة بعد ثورة، ويخرج منها واحدة تلو الأخرى وهو خالي الوفاض لم ينل منها أبداً (حبة) خير أو استقرار أو حياة كريمة أو رفاهية، ففي كل مرة يخرج من ثورة فداها بغالي التضحيات من الأرواح والدماء ليجد أنه وبلاده وحياته قد عادوا إلى الوراء القهقري وازدادوا ضيقاً وعنتاً وبؤساً وشقاءً! وها هو يواصل (الصمود) والدخول في مستودعات المسيرات والمظاهرات والمواكب ولا يزال حتى موكب الـ19 ديسمبر يدخل ثم يخرج وهو لا ينال منها (حبة) من تحقيق أهداف خروجه أو أحلام ثورته، ثم يواصل ليدخل يوم 25 ديسمبر في مستودع مسيرة أخرى نسأل الله أن يخرج منها ولو بـ(حبة) أمل أو ضوء في آخر هذا النفق يبشر بحدث يغير الحال لأفضل لنمضي نحو الحياة الكريمة المنشودة والتي أتمنى أن تعلو في سلم الأولويات عندنا، ثم لنمضي بعدها نحو التحول الديمقراطي المرغوب.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة (الكريمة) فإنه يحتاج إلى الحكمة الكافية التي تضمن له بلوغ غاياته، وألا ينجر لدخول مستودع الأحداث الكبيرة التي تحتاج لأثمان باهظة من الأرواح والدماء والجرحى وإلا بعد أن يضمن أنه سيخرج منها محملاً بكل (حبوب) أحلامه وأهدافه العظيمة.
صحيفة اليوم التالي
كيف يحلم بالاستقرار وهو يهدد الاستقرار كل يوم وكل يوم طالع (مليونية) ومقفل الطرق ومكسرا ومخربا ومشوها وتقولى يحلم بالاستقرار- سمو الاشيا باسمها
طول ما العسكر في أيديهم قوة السلاح بإمكانهم تدمير جميع بلاد المسلمين بأسلحتهم الفتاكة ولا يمكن يسمحوا بحزب أو بحكم مدني كانت مصر في ظل الحكم الملكي دعم اوربا بالمال منذ انقلاب العسكر جمال عبدالناصر على الملك فاروق ودمر مصر والسودان واليمن هكذا حكم العسكر