مقالات متنوعة

حمدوك ما تستقيل

ضجت الأسافير وكل وسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمقروءة، بخبر استقالة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء،
وصراحة انسحاب حمدوك من المشهد السياسي في هذا التوقيت الحرج، من المتوقع أن يزيد الموقف تعقيداً،
ومن الممكن أن ينفلت زمام الأمور وتنزلق البلاد إلى هاوية الفوضى، وربما يصبح الوضع أكثر كارثية من كل الفترات التي تلت مجزرة فض الاعتصام،
وبالرغم من اختلاف الكثيرين مع حمدوك في اتفاقه مع البرهان؛ وبالرغم من إحساس هؤلاء الشباب الثائرين بأن حمدوك خيب آمالهم بهذا الاتفاق، إلا أن أي ناظر لما بجري حالياً في الساحة السياسية بمنظار العقل وبعيداً عن هيجان العواطف، يوقن تماماً أن حمدوك في ظل الوضع الحالي شديد التعقيد يمثل صمام أمان إلى حد كبير من انزلاق البلاد إلى الفوضى، وربما إلى مواجهة غير متكافئة بين هؤلاء الثوار الأشاوس، وبين من يحملون السلاح والعتاد، ولا بد أن الغلبة ستكون للأقوى بلا شك، والأقوى هنا بالتأكيد من يحمل سلاحاً في مواجهة أعزل، وسنشهد أنهاراً من الدماء،
في جانب آخر
المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة أوقفت بالفعل كل البرامج والمشروعات التي كانت قد ابتدأتها، والكثير من الدول والمنظمات تنظر إلى السودان بعد الثورة في شخصية الدكتور حمدوك،

من الواضح أن الاستبداد بالرأي وعدم التعلم من الأخطاء، يعبر بوضوح عن عدم نضوج فكرة الديمقراطية وممارستها في وجدان المجتمع السوداني، وأن الطريق طويل، شديد الوعورة، مليء بالمطبات ومحفوف بالمخاطر،،
الحاضنة السياسية؛ والتي للأسف! انفلت زمام أمرها طغياناً وتجبراً وصراعات لا طائل لها على المناصب، هيأت الطريق تماماً لهذا الانقلاب المشؤوم، الذى كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، والبعير للأسف هو هذا الوطن المحزون الذي تنغلق كل أبواب الفرح إليه بسبب بنيه،،،
استقالة حمدوك ستعود بنا إلى نقطة الصفر في علاقتنا مع المجتمع الدولي، وستذهب كل الإنجازات التي تمت في ملف السودان الخارجي قد ذهبت أدراج الرياح
هذا من جهة، من جهة أخرى، ستصبح المواجهة سافرة وستسقط الأقنعة من وجوه الانقلابيين، ومن غير المستبعد، بل ومن المحتمل إلى حد بعيد، عودة عناصر المؤتمر اللا وطني إلى الواجهة مرة أخرى،
بالإضافة الى التداعيات التي ستترتب على الشارع الثائر اللمملوء بشباب رهنوا الأرواح فداءً لقناعاتهم وهاهم يقدمون دروساً للعالم في البسالة والشجاعة،،
تعرض حمدوك لكميات مهولة من الضغوط، والتي لا يقوى على تحملها بشر، الانقلابيون المتشبثون بالسلطة، الحاضنة السياسية، والشارع المنتفض بمختلف أجنداته،
أرجو من الدكتور حمدوك أن يستمر في الصبر الجميل وأن يواصل العمل الدؤوب في صمت وهدوء كما عهدناه، وأن يتراجع عن استقالته التي هي بمثابة صب الماء في زيت يغلي، ويواصل مسيرته؛ بالرغم من كل هذه الضغوط
# عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة

نهب محمد الامين
صحيفة اليوم التالي

‫2 تعليقات

  1. كم هى عدد المناصب التي نالتها قوي الحرية والتغير ؟ وبقليل بحث نجد بان قوي الثورة لايهمها المناصب بقد ما يهمهم تاسيس وطن ديقراطي حر لايستطيع احد تقويض بانقلاب فاشل مثل الانقلاب امامنا الان

  2. انت كاتب مطبلاتي لا تمثل الا نفسك… الجميع متفق ان حمدوك فاشل وحتي هو لا يستطيع الانكار …اذن كيف لنا ان نقبل بفاشل.
    غووووووووووور يا حمدوك ومن معك فات اس البلاوي وطريقة استعراض الاستقالة هي سمجة وسخيفة…كيف لرجل يعلم انه فاشل ويريد الاستمرار.