لا يختلف اثنان ان السودان يمر بمنعطف خطير وهو علي شفا جرف هار
مبادرات تخرج البلاد من مازق الفترة الانتقالية !!
لا يختلف اثنان ان البلاد تمر بمنعطف خطير وهي علي شفا جرف هار،،،ويقينا ان جميعنا لا يرغب في الانهيار والوقوع في الجرف،،،وبعيدا عن نظرية المؤامرة تعالوا نبحث في كيفية الخروج الي بر الامان،بالامس استمعت الي رؤية حزب الامة للخروج الامن من خلال لقاء السيد برمة ناصر في الجزيرة مباشر ومن خلال اطلاعي ايضا علي خريطة طريق لاستعادة الشرعية واستكمال المرحلة الانتقالية المقدمة من حزب الامة،،،الجديد في الامر فان السيد برمة كشف حقيقة نيةرئيس الوزراء في الاستقالة واشتراطه للكف عن ذلك بعودة الحاضنة السياسية السابقة للمشهد والالتفاف حوله،،،وان السيد برمة واثق من تحقيق العودة الميمونة للحاضنة والتي تفرقت ايادي سبا،،،وان السعي مامول ومقدور لعودة مياه قوي التغيير والحرية المجلس المركزي الي مجراها الصحيح وذاك امر عسير!! وهكذا يتمترس رئيس الوزراء بالاستقالة منتظرا ان يتحقق اجماع القوي الثورية والالتفاف حوله والا سوف ينفذ تهديده بذهابه الي غير رجعة،،،تاركا البلاد تنحدر نحو الهاوية،،،يري غير قليل من الناس من العامة ومن السياسين ومن اصحاب الراي والفكر وقادة احزاب وهلموجرا ان السيد حمدوك هو المنقذ وهو القادر علي العبور بالبلاد الي بر الامان والي الانتصار،،،احد الذين عبروا عن ذلك بوضوح مناشدا حمدوك بالعدول عن الاستقالة هو استاذنا المحبوب عبد السلام،،،وكون ان المحبوب قد يكون مطلعا علي التدابير السياسية التي تحاك في الدهاليز المظلمة وتوسوس بها الدوائر الاجنبية المخابراتيه وتبعا لذلك يجب اخذ محاذيره بالقدر اللازم من الجدية وكنا نطمع ان يرفدنا المحبوب بحيثيات مسببة بضرورة بقاء السيد حمدوك علي رئاسة الوزراء كخيار اوحد،،،في تقديرنا ان حمدوك منح فرص ثمينة كفيلة باخراج البلاد من مشاكلها او وضعها في السكة الصحيحة،،،التف الحميع حوله،،القوي الثورية القوات النظامية،،،الاحزاب السياسية التي تسيدت المشهد السياسي بعد الثورة والاحزاب المعارضة والتي اقصيت،،،وشباب الثورة واطراف السلام،،التف الكل حوله وانداحت مساحة التاييد لتشمل المجتمع الدولي والاقليمي علي السواء،،،والسؤال الذي يطرح نفسه هل استطاع حمدوك استصحاب كل ذلك وتسخيرها لتحقيق مصالح البلاد،،،لا نبخس الرجل جهده ولكن حال البلاد الان يغني عن الاسترسال في ايراد الوقائع،،،ظل الرجل حبيس تيار سياسي معين عجز عن خلق برنامج واضح تعين الحكومة في التصدي للمشاكل،،،وبدلا عن ذلك ساهم هذا التيار في ازدياد واتساع شقة الخلاف في البلاد فكانت النتيجة الاحتقان وانسداد افق الحلول،،،اطلت القبلية والجهوية براسها مهددة وحدة البلاد وتماسكها،،،انعدام الثقة بين مكونات الشعب،،،،والسيد حمدوك لا في العير ولا في النفير،،،ما قاله برمة ناصر يشير الي ان حمدوك يفتقد الوجهة فهو اما ان تعود حاضنته السياسية والتي مرقت من المشهد السياسي كخروج السهم من القوس واما الاستقالة،،،يفتقر الرجل الي الكرزما السياسية والي القدرة علي الحراك الايجابي،،،كان يمكن ان يكون قطب الرحي لكل القوي الحية خاصة بعد عودته محمولا علي اكف الانقلاب الذي حرره من قبضة قوي التغيير والحرية،،،هو الان في منطقة وسطي رمادية لا مع حاضنته القديمة والتي سحبت البساط من تحت قدميه ولم يكسب قوي جديدة قادرة علي اسناده،،،ذهبت احاديثه عن الاجماع الوطني وتوسيع دائرة المشاركة في مكونات الفترة الانتقالية ادراج الرياح،،،كل ما في جعبة الرجل انه يلتمس عودة الحاضنة السياسية كشرط لاستمراره في قيادة السلطة التنفيذية!!من العجب ان يتمسك البعض ممن درجنا علي تسميتهم بالمفكرين بالسيد حمدوك وكانه فريد زمانه ووحيد عصره،،حقا المرؤ مع من احب ومن الحب ما قتل،،
هنالك عدد من المبادرات مطروحة في الساحة،،،خارطة طريق لاستعادة الشرعية واستكمال المرحلة الانتقالية طرحها حزب الامة علي ما بها من فتوق فانها تصلح اساسا للنقاش ومقترح تدابير الانتقال المقدم من المؤتمر الشعبي الاكثر احكاما وموضوعية وميثاق استعادة الديمقراطية واستراد الثورة المقدم من الحزب الشيوعي رغم التمسك بمقولات وشعارات عفي عنها الزمان واعلان ميثاق الشعب المطروح من لجان المقاومة السودانية علي ما به من تنطع وتشدد،،،وغيرها من المبادرات والقاسم المشترك بين هذه المبادرات انها تدعوا الي الوفاق وبناء الثقة،،،وتدعوا الي تجاوز الوثيقة الدستورية اما تعديلا او الغاءا،،،الفروق بينها ليست كبيرة ولكن المعضلة تكمن في كيفية التوفيق بينها والخروج بميثاق يحقق قدر كبير من الوفاق،،،نحتاج الي شخصية قادرة علي جمع الفرقاء في مائدة مستديرة للحوار وهذه الشخصية ليست بطبيعة الحال السيد حمدوك ولكن هنالك عشرات من الشخصيات تتمتع بميزات تفوق عشرات المرات ما عند حمدوك،وهي قادرة وراغبة في لملمة اطراف البلاد والعبور بها الي بر الامان،، يجب البحث عن هذه الشخصية باعجل ما تيسر لا وقت نضيعه مع حمدوك فقد اختبر فلم ينجح ولم يسلك طريق النجاح،،،
عند الجلوس والحوار تتقاصر الخلافات ونكتشف ان البون ليس شاسعا كما يترائي وان تجربة الفترة السابقة اثبتت للجميع ان لا خيار سوي الحوار وقبول بعضنا بعضا،،وان الاصوات النشاز التي تتشدق بالاقصاء وباستبعاد القوات النظامية من المشهد سوف تتحول الي مجرد دعاء ونداء وخواء،،،،
بارود صندل رجب/المحامي