رأي ومقالات

عبدالله حمدوك، ليس ضعيفا في مواقع اتخاذ القرار فحسب، انما هو ضعيف بالكلية


منذ أغسطس ٢٠٢٠، كنت أصارح من أعرفهم من طاقم حكومة رئيس الوزراء الانتقالي (الوزراء وأعضاء مكتبه) بأنه لم يكن اختيارا موفقا لرئيس وزراء عموما من البداية، دع عنك رئيس وزراء فترة انتقالية أتت بعد حراك ثوري حاد ومصيري. كنت اقول لهم ان قصارى ما كان يمكنه ان يكون هو مستشار اقتصادي-حوكمي لرئيس الوزراء، باعتبار خبرته المهنية المشهودة، ولكنه لا يصلح لموقع اتخاذ قرار. ثم اقول: أما الان، وهو اصبح رئيس الوزراء ونحن في خضم المرحلة الانتقالية، فالأفضل تدنية سقف توقعاتنا منه حتى لا يصدمنا كثيرا فهو ليس شخصا سيئا ولكنه غالبا لا يعرف كيف يكون صانع قرار وقبطان سفينة دولة وليست له ملَكات في ذلك المضمار—لا يعرف إلا نظريا كيف يكون مخبرا جيدا لصناع القرار لا ان يكون هو صانع القرار، ولو على مستوى مؤسسة دع عنك مستوى دولة.

بعد أول وآخر اجتماع لي به، في يونيو الماضي، إثر خطاب الاستقالة – اجتماع لم يتجاوز ربع ساعة، كان فيها لبقا وتوافقيا، يُسمعك ما يطيب لك سماعه (وصحيح أن معرفته النظرية بمشاكل السياسات الصناعية وقضايا منظومات البحوث والتكنولوجيا وتحديات الحوكمة معرفة متفوقة ربما على اي رئيس وزراء سوداني سابق) ويسمع منك الردود الصعبة بهدوء (مثل: نعم، في زول بستقيل في ظروف ثورة) – جلست مع بعض طاقمه في صالة الزوّار وقلت لهم مرة أخرى انه زولكم ده واضح انه ما كان اختيار موفق لرئيس وزراء. ذلك كان واضحا لي – ولآخرين غيري وقبلي – رغم اني أصلا لم ألتق رئيس وزراء في حياتي، فالعلامات التي تراها ودروس التاريخ حول متطلبات القيادة السياسية والحوكمية في الظروف المماثلة كافية.

لاحقا، في جلسة صغيرة، صارحنا أحد كبار موظفي الأمم المتحدة في السودان، ان لديهم في أوساطهم رأي متداول: ان الذين ينفقون جل حياتهم المهنية موظفين في المنظمات الدولية نادرا ما يصلحون بعد ذلك لمناصب قرارية في جهاز دولة، بينما العكس ممكن.

أدركنا لاحقا أنّا أحسنّا الظن أكثر مما ينبغي في السيد عبدالله حمدوك، فهو ليس ضعيفا في مواقع اتخاذ القرار فحسب، انما هو ضعيف بالكلية، ذلك الضعف الذي لا يتمناه المرء حتى لأعدائه؛ ذلك الضعف الذي يجعل المرء يتلوث أخلاقيا لأنه غير قادر أن يضع خطوطا حمراء او يقول لا لأشياء بديهية الشر، دع عنك ان يبادر بشيء خلّاق.. ونخشى ان نكون مع هذه الخلاصة العامة لم نبارح حسن الظن أكثر مما ينبغي.

Gussai Hamror


تعليق واحد

  1. هههههههههه هه
    قول بطنك طامة منو عديلللللللل
    …. لو كان ألفة فصل زي زمان بتلقى الفصل وكل الفصول المجاورة مهرجلة