أغنية جديدة في كل تفاصيلها الكتابية والغنائية.. بخاف.. أغنية تلامس الوجدان بكل حب وعفاف!!
أبو عركي البخيت .. هذا الفنان كل الكلمات تتلاشى أمامه وتتضاءل.. فهو أحدث ثورة كبرى في الغناء السوداني .. وهو يعتبر من أكبر المجددين أصحاب الفكر الموسيقي الجديد والحديث.. لذلك ظل حاضراً في وجدان الناس رغم غيابه الطويل عن أجهزة الإعلام.. وأبو عركي من تلك العينة التي نجد شغفاً عميقاً للبحث في تفاصيل حياته.. ولعل الأستاذ الصحفي الجميل صلاح الباشا هو واحد من المعاصرين لتجربة الفنان الجميل أبو عركي البخيت.. لذلك فهو حينما يكتب تأتي حروفه مغايرة للكتابة العادية.. لذلك تجدني أتوقف عنده كثيراً وأتأمل كل ما يكتبه.
ما بعد مرسال الشوق:
وبعد التحفة الفنية (مرسال الشوق) نصاً ولحناً وأداءً وتطريباً، أصبح للفنان أبو عركي مكانة خاصة وعالية المقام في قلوب وعقول الجمهور المحب للفنون والأدب والموسيقى في بلادنا المبدعة في كل شيء، فخاطب بها قلوب الشباب وطلاب الجامعات، مما زاد من مسؤولية الفنان تجاه جمهوره وتجاه حركة الفنون في مجملها وكان لا بد لهذا الفنان أن يكون قدر التحدي لا تراجع للوراء لا تكاسل بعد تحقيق تلك النجاحات لا انقطاع عن مواصلة الإبداع والابتكار الجاد.. ونحن عندما نكتب عن الفنان أبو عركي، فإننا نعرف أنه جاد ومسؤول ومجتهد.
أخاف أسأل عليك الناس:
كان أبو عركي البخيت ضيف إحدى حلقات برنامج (أمسيات) فأطل بالأغنية الأولى (أخاف أسأل) التي كتب كلماتها الشاعر (حسن السر)، ولكن هناك موضوع استجد في قصة هذه الأغنية مؤخراً جداً، فقد قرأنا حواراً بجريدة الخرطوم في شهر يونيو 20م مع شقيقة هذا الشاعر وهي الأستاذة (سهام السر)، حيث ذكرت بأنها هي التي كتبت تلك الرائعة التي تغنى بها أبو عركي في ذلك الزمان، غير أن الظروف لم تكن مواتية آنذاك لأن تذكر اسمها كشاعرة فتم نشرها تحت اسم شقيقها (حسن السر) فأصبح بذلك هو والد القصيدة بالتبني.
موضوع جديد:
وعلى أية حال، فإن الأغنية جميلة وفيها موضوع جديد، ومفرداتها تحكي الحدث تماماً، وطارت تلك الأغنية بأبي عركي نحو القمة بسرعة الصاروخ فما كان حيث وضع لها ذلك اللحن التطريبي الهادئ الذي كان له وقع جميل في نفوس الجمهور، وكانت الأغنية تستحق أن تفوز في مهرجان دمشق عام 1976م، كانت تقول:
أخاف أسأل عليك الناس
وسر الريدة بينا يذيع
أخاف أكثر كمان يا غالي
من إيديّ إنت تضيع
وأعيش بعدك حياتي جفاف
كثافة الوجد:
وفي تقديري الشخصي، إن هذه الأغنية تكاد تتفجّر من كثافة الوجد التي يملأ جوانحها، فهي تأسر الخيال لأنّها تُخاطبه بأرق الكلمات التي تتحدّث عن الظروف التي تُحيط بتلك العلاقة فمن جانب، نجدها تخاف أن تسأل عنه الناس، ومن جانب آخر تخشى إن لم تسأل عليه، ربما يعتقد في هذه الحالة أن الجفاء قد حصل، يعني أصبح الموقف في هذه الحالة كالمثل الذي يتداوله الحريم في لغتنا البلدية (كده ووب وكده ووبين)، ذلك تماماً ما تخبرنا به مفردات القصيدة (الحكاية).
صحيفة الصيحة
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة