السودان ومعادلات الموت الصفرية
مراسلة احدى القنوات الفضائية بالخرطوم قالت ان المتظاهرين يطالبون بالحكم المدني الكامل ، هذا جميل ، ولكن هل هناك معترض ما على الحكم المدني الكامل اصلا ، وهل المقصود ياترى ان هذا التظاهر يهدف لإقامة حكم مدني كامل لعام واحد فقط لاغير ، ألا تتفقون معي أن العقل السوي يرفض استيعاب هذا المنطق المعوج ، لجهة ان الحكم المدني الكامل آت لامحالة بعد الإنتخابات القادمة في يوليو 2023 ، اي بعد عام ونصق من الان ، وهي فترة قصيرة وغير كافية للاستعداد لأي حزب أو كيان يرغب في دخول غمارها .
وبما انه وحتى الآن لم نسمع بان هناك حزبا او كيانا اعلن عن استنفار قواعدة وتقديم برامجة للناخبين ، فذلك يعني حقيقة واحدة هي انه غير مستعد لهذا الإستحقاق ولا يرغب فيه بل يمقته ويلعنه سرا وعلانية .
واذا كان الأمر كذلك لابد من ايجاد حالة فوضوية تمنع قيام هذا الاستحقاق .
والحل الوحيد هو إطلاق الشعارات الكاذبة والتي صدقها البعض وهي المطالبة بالحكم المدني الكامل وهو متفق عليه وموثق اقليميا وعالميا واميركيا واروبيا وافريقيا إذن لماذا هذا الضجيج ؟!.
الفترة الإنتقالية ليس فيها (حكم) لهذا سميت <انتقالية> أيتها المراسلة الالمعية ، غير ان الجماعة يطالبون ب «الحكم» !! المدني الكامل ليصنعوا لنا المعجزات خلال عام ونصف فقط كان تثمر النخلة برتقالا وعنبا ..
الإنتقالية تعني الإعداد والتجهيز والترتيب للانتخابات وتكوين المفوضيات واعداد الكشوفات وتحديد الدوائر الخ .
اذن نخلص لحقيقة واحدة لاثان لها وهي انهم يتطلعون للحكم لا لعام واحد ، فالعام الواحد وبكل الحسابات الرياضية ليس مغريا ولا يستحق كل هذا الصخب ، لايمكن لعاقل ان يموت من أجل قطعة حلوى ، اذن وبالمنطق وبالحجة هو التطلع للحكم الأبدي ولكن بدون انتخابات !!.
رجاء قولوها صريحة وصارخة ومدوية تلك هي الحقيقة المثلى ، انقلوها للفضائيات وللاعلام الخارجي ،ارسلوها للصقور في واشنطن ، سلموها لبايدن في بيته الأبيض ، على الأقل لنوقن بان هناك هدف وقضية معلن عنها بغير كذب وبدون رياء او تسويف .
اما المساكين الذين لايعلمون والذين ركبوا موجة معادة الجيش عبرة الجملة العقيمة القاتلة والبالية واليتيمة «عن أي جيش تتحدث» ، نقولها لكم وبصراحة هذه المرة ، وهنا نستلهم خطبة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عندما أبلغه رب العزة بان يصدع بالرسالة ، فصعد قمة جبل ابي قبيس بمكة ودعا قريشا قائلا :
لو قلت لكم ان «جيشا» مصبحكم خلف هذا الوادي ، اكنتم مصدقي ؟..
قالوا بلى فما علمنا عليك من كذب .
الرسول الكريم قال «جيشا» ولم يقل طيرا او نملا ، أو حميرا او بغالا قال جيشا ، والجيش الاتي صبحا يعني الغزو ، ، والعرب قديما تعلم تماما مالات الغزو ، سبي واشياء أخرى للنساء تعرفونها حكما ، ونحر واسر ومهانة للرجال ، وتدمير وحرق واستبحاحة لكل شئ يتحرك .
المساكين الذين يجاهرون هذه الأيام بمقت الجيش والمطالبة بتسريحه «هبكلته» ، ينفذون حرفيا تطلعات الأعادي فبما خلف الحدود .
عندها وان حدث هذا الذي في عقولكم لاقدر الله فاسمعوها مني قبل فوات الأوان وقبل الندم ، فاصغر دولة واوهن دولة جارة لكم ستغزوكم في وضخ النهار ، عندها ستسبى نسائكم وستذبحون في قارعات الطرق ذبح الشياه ، وسيختاز الغزاة في مقصلة اليوم الأسود العظيم كل الخراف الذين كانوا يجاهرون بتفكيك جيشهم واسماءهم اصلا مرصودة ومدونة لديهم ، سينحرونهم بدءا باعتبارهم يمثلون خطرا على الغزاة وعلى الحياة لجهة ان من باع جيشه لا يستحق الحياة اصلا وقد جاء يوم تكريمه بذلك النحو ، إذن سيبدأ الذبج بهم ، تماما كما فعلها هولاكو التتري يوم فتح بعداد أو يوم استباحة .عاصمة الرشيد واحسرتاه واذلاه .
ثم سيباشرون بالأشياء الأخرى مع نساءكم وهذا الفصل الأليم سيتم قبل ذبحكم لتسعد اعينكم بهذه الألعاب النارية البديعة قبل ان يغشاها ظلام الموت .
ايها السادة والسيدات هذا السيناريو لم يبدأ بعد ولن بحول الله وقوته .
اتعلمون لماذا أيها المساكين لان لدينا جيشا عرمرما تهابه الدول ، ولدينا منظومة صناعات عسكرية مهولة فامسى جيشنا الممقوت منكم مهابا في عموم القارة كلها ، ومكروة بواشنطن لانه يقف كشوكة حوت امام المخطط المفضوح اللئيم والذي يروم تمزيق الوطن ، ليسرقوا خيراته بعد المجزرة او المحرقة التي صنعتها ايديكم ايها السودانيون الجدد .
وهنا وفي هذه النقطة المفصلية من تاريخ الوطن اقول ما قالته زرقاء اليمامة :
إني أرى شجرا يسير .. 🌴🌴🌴
ضرغام أبوزيد
ايها الضرغام الكذوب يا من تتستر خلف الجيش …لا احد يطالب بتفكيك الجيش وليس امثالك من مؤيدي البشكير الذي باع جيشنا الاعراب واستلم نصيبه نقدا في شنطة لست باكثر وطنية من هؤلاء الشباب الذي قدموه أرواحهم من أجل أن يكون لهم جيش حقيقي وقادة يؤمنون فعلا بالتحول الديمقراطي وليس لجنة البشكير الأمنية التي تريد انتخابات تستخدم فيها أموال المليشيات والأموال المنهوبة طوال ثلاثين عاما لتدير بها انتخابات تأتي لها بمن يحفظ عنقها من الحساب وأحوالها الحرام من المصادرة لصالح الشعب