وساطة “يونيتامس”: الفرص والمهددات !!..
– يعد اعلان الامم المتحدة متمثلا في بعثة “اليونيتامس” لبدء حوار الانتقال السياسي بين اطراف الازمة في السودان نقلة هيكلية في رعاية المفاوضات ال”سودانية – سودانية” اذ شهدت كل محاولات التفاوض السابقة حول اتفاقيات السلام والاتفاقات السياسية ورعاية المصالحات الوطنية منذ امد بعيد .. شهدت وساطات اقليمية “دول الجوار، الدول الصديقة والشقيقة، الجامعة العربية، الاتحاد الافريقي، الايقاد، المؤتمر الاسلامي” وغيرها من المنظمات الاقليمية ذات العلاقة الخصوصية مع السودان، بينما ظلت المنظمة الدولية ترعى وتدفع بمبعوثين للمشاركة في جولات التفاوض لتقريب وجهات النظر ..
– الامر المستجد هو لعب دور الوساطة الدولية المباشرة عن طريق بعثة “اليونيتامس” كوسيط دولي لايجاد حلول للازمة السياسية التي تمر بها الفترة الانتقالية .. “يمثل” العديد من الفرص والمهددات على مستقبل البلاد السياسي بل على مستوى الامن القومي ..
اولا: الفرص ..
– من المؤكد ان تدخل المنظمة الدولية كوسيط يجعلها تبسط سيطرتها على الممانعين من تحقيق حد ادنى من المصالحة الوطنية الشاملة بالبلاد ..
– الوساطة الدولية يمكنها ابعاد عدد من اجهزة المخابرات الاقليمية والناشطين من لعب ادوار لصالح ملفاتهم الاقليمية ..
– ابعاد اطراف النزاع السياسي من نسج التقارير وفبركة الاحداث والصعود بها لردهات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي حيث يمثل تقرير “اليونيتامس” عن الاوضاع في السودان المرجعية الاولى بمعزل عن منظمات الضغط عبر النشطاء السودانيين بتلك المنظمات ..
– لازالت بعثة “اليونيتامس” ترى في الشراكة العسكرية والمدنية مخرجا امنا للفترة الانتقالية وقد اكد مبعوثها “فولكر” لاكثر من مرة ان المكون العسكري شريك مفصلي في عملية الانتقال السياسي مما يسكت الاصوات المدنية المطالبة بابعاد المكون العسكري ..
– تمتلك البعثة الاممية تفويض قانوني من المنظمة الدولية على الفصل السادس مما يمكنها من الضغط على اطراف الازمة لتحقيق اتفاق سياسي عبر المصالحة والحوار الشامل ..
ثانيا: المهددات ..
– هناك لبث في الطمانينة حول عمل البعثة الاممية السياسية تحت الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة للمساعدة على الانتقال السياسي “يونيتامس” في السودان من الرجوع الى مربع السيطرة الدولية على البلاد لان البند السادس ينص في المادة ٣٣ على الاتي: “يجب على اطراف اي نزاع من شان استمراره أن يعرض حفظ السلم والامن الدولي للخطر ان يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية، او ان يلجأوا إلى الوكالات والتنظيمات الاقليمية او غيرها من الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها” ..
– تتدرج مواد البند السادس الى نص حاسم ورد في المادة ٣٧ بالنحو الاتي: “اذا اخفقت الدول التي يقوم بينها نزاع من النوع المشار اليه في المادة ٣٣ في حله بالوسائل المبينة في تلك المادة وجب عليها أن تعرضه على مجلس الامن الدولي .. ومواصلة لما ورد في المادة اعلاه “النص الفخ” .. “اذا راى مجلس الامن ان استمرار هذا النزاع من شانه في الواقع، ان يعرض للخطر حفظ السلم والامن الدولي ان يوصي بما يراه ملائماً من شروط حل النزاع” واهمها طلب البعثة السياسية المتواجدة باختصاصات البند السادس دخول قوات اممية تحت البند السابع مباشرة دون المرور بقرارات احالة من الجمعية العامة للامم المتحدة ..
– اذن لم يكن الفصل السادس الذي انشأت بموجبه بعثة “اليونيتامس” في ٢٠٢٠م الا مدخلا لوضع اليد بالرجوع الى البند السابع المخصص باتخاذ جملة من الاعمال في حالات تهديد السلم والاخلال به ووقوع العدوان ..
– وفي هذا السياق يتضح ان السودان على اعتاب العودة الى تدخل الامم المتحدة والقوات الاممية تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة وفق مؤشرات اولية يتم حصرها على النحو التالي:
١. التقرير الاخير لمبعوث “اليونيتامس” الذي قدمه الى الامين العام للامم المتحدة يشرح فيه الاوضاع بالسودان عقب اجراءات التصحيح في ٢٥ اكتوبر الماضي وتمخض عنه فيما بعد عودة “حمدوك” الى رئاسة الوزراء ..
٢. الاجراءات التي طلبها “فولكر” لحماية المدنيين بدارفور لن يتم اجراءها تحت البند السادس الا بالانتقال الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يعنى بارسال قوة عسكرية من اصحاب القبعات الزرقاء للقيام بحماية المدنيين .. وهذا مايشير الى ان بعثة “اليوناميد” .. “خرجت بالباب ورجعت بالشباك” ..
٣. تصريحات رشحت عن مجلس الامن والدفاع في عشية جلسته الطارئة التي اعقبت عرض تقرير “اليونيتامس” امام مجلس الامن الدولي رافضا التدخل في قضايا الوطن الداخلية وحثه القوى الغربية بعدم المساس بالسيادة الوطنية للسودان وهذا دليل استشعار بعودة السودان الى التدخل الاممي من جديد ..
– الولايات المتحدة الامريكية لم تكن بعيدة عن قرار الامم المتحدة بالدفع ب”اليونيتامس” وسيطا دوليا للازمة السودانية وقد كانت مساعيها الى الضغط عبر قانون العقوبات على الافراد الذين يعطلون سير الانتقال الديمقراطي بالسودان المودع لدى الكونغرس الامريكي في خواتيم ديسمبر الماضي .. ولكن فيما يبدو تم ارجاؤه بسبب عطلة الكونغرس الذي عاد لتوه للعمل ولكن حتي الان لم يجدول باجندة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مما يؤكد تاخيره عمدا لافساح المجال الى وساطة “اليونيتامس” ..
– الامريكيون كانوا علي خلاف بشان الملف السوداني وهناك عمليات شد وجذب بين “سياسة الدبلوماسية وسلوك الناشطين” الذين يمثلهم المبعوث الامريكي السابق واستطاعت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية ان تنتصر لرؤيتها وتسيطر علي مقاليد وضع السياسة تجاه المنطقة لصالح الدبلوماسية وتبنت مبدأ التعاطي الايجابي مع السودان عبر الضغط بمنح “اليونتامس” دورا اقرب لدور الوسيط “ولد لبات” مع ابعاد الناشط “كاميرون هيدسون” ومجموعات الضغط من النشطاء عن الملف السوداني ..
– من المؤكد خلال الاتصالات الامريكية “الماكوكية” قبل اعلان وساطة “اليونيتامس” والتي اجرتها الادارة الامريكية مع الفريق اول البرهان ان الولايات المتحدة تقر بدوره .. اذ ركزوا بشدة علي تكرار تأكيدهم بضرورة استمرار الشراكه بين العسكريين والمدنيين وسبق ان صرحوا انه لا توجد اي فرصه لازاحة المكون العسكري من المشهد الانتقالي .. وقد كانوا راغبين في استمرار “البرهان – حمدوك” بمعزل عن الحاضنة السياسية وتوفير السند السياسي والاقتصادي لهما لكن “حمدوك” عجز عن تحمل الضغوط وغادر المشهد بيد ان الامريكان يعولون على “البرهان” في اكمال مهام الفترة الانتقالية ممثلا للشراكة العسكرية مع المدنيين رغم تغيير اللاعب المدني وحاضنته السياسية “قحت” .. وبات من المؤكد ايضا انتباه المنظمة الدولية والولايات المتحدة معا على ضرورة توسعة مظلة المشاركة السياسية في الفترة الانتقالية وايجاد حاضنة توافقية بين الاطراف المتشاكسة قد تشمل طيف من الاسلاميين وبعض القوى السياسية التي شاركت “البشير” الحكم حتى لحظة التغيير ..
د. عصام بطران
يا جماعة في جهة واحدة بتهيج الشارع وتعطل البلد وترهب السياسيين لفظيا من الحوار وتغتال شخصياتهم وتسوق للعنف وترفض المبادرات وتتاجر بالدم ودي جريمة أسوأ من إراقة الدم والجهة دي هي الحزب الشيوعي وواجهاته تجمع المهنيين ولجان المقاومة اللي اتأسست بقرار سري من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. تأسيا بالثورة البلشفية يا ناس افهموا يا عالم واعرفوا مكمن الداء عشان تعرفوا العلاج.
لو صدقنا سلفا بما تؤمن به بأن الشيوعيون هم السبب، ودوما من يحملون هذه الأفكار بأن الشيوعيون قلة حافلة ميني بص تقلهم جميعا بمركزيتهم، لماذا أذن أمثالك يصرخون، أنتم لا تدركون طبيعة التحولات العميقة الملازمة للمشهد السوداني وديناميكات الوعي الصاعد في أوساط شرائح وفئات المجتمع. قوم لف قال شيوعيون قال.
من يحرك المشهد الآن هم الحزب الشيوعي حقيقة ظاهرة لا يختلف عليها اثنان وبنفس انتهازبته بالتغلغل والاختباء وراء مسميات الشعب السوداني لجان المقاومة وتجمع المهنيين ولجنة الاطباء المركزية وغيرها والامر مكشوف.
اما هذه اللعين الحقير فولكر فلن يقبل اي سوداني وطني حر شريف ان يكون وصيا علينا ومهما قدم فان افكاره مرفوضة ولا مجال لبقاؤه بالبلد بل وجب طرده ومحاسبته علي هذا التدخل بفتح بلاغ جناي بمحاولة تقويض النظام الدستوري