رأي ومقالات

عيساوي: خبث المبادرة


اعترف إبراهيم الشيخ بأن البعثة الأممية دخلت السودان بموافقة جميع أحزاب قحت .. يا للعار وخيبة الأمل فيكم .. قد نجد العذر للشوعيين وبقية اليسار في الكذب لأنها سجية ملازمة للفرد والتنظيم .. ولكن ما هو المبرر الذي يقدمه حزب مريومة للشارع .. حزب الإمام المهدي الذي حرر الشعب بسيف العشر وحكم بشرع الله .. ولكنها حظوظ النفس الدنيئة .. (لقد خلف من بعدهم خلفٌ) أضاعوا أمانتي الدين والوطن معاً .. وصدق القائل : (لقد ذهب الأصيل “مهدي الله” وجاء العميل “مريم”) .. وربطاً للقارئ نورد لكم بنود المبادرة الأممية وهي :
أولاً : تكوين لجنة دولية للتحقيق في فض الإعتصام ..
ثانياً : تكوين لجنة للتحقيق في أحداث ما بعد ٢٥ أكتوبر ..
ثالثاً : إلغاء مجلس السيادة
رابعاً : رئيس الوزراء القادم له كامل السلطات التنفيذية وهو رئيس الدولة في نظام برلماني يتم تشكيله من لجان المقاومة والحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا
خامساً : إختيار رئيس الوزراء من قبل البرلمان المشكل ..
سادساً : البرلمان من ٧٠ عضو نصفه نساء ..
سابعاً : لجان المقاومة تقوم بتشكيل مجلس تنسيق خلال أسبوعين .. ويكون من : أسر الشهداء والحركات الموقعة وغير الموقعة ..
ثامناً : الإدارات الأهلية يتم ترشيحهم من قبل المجلس المركزي ..
وبالأمس ذكرنا بأن المبادرة مفصلة على قحت .. ويكفي خبثها في عبارة (الحركات غير الموقعة) .. أي بمعنى توسيع القبضة الشيوعية على مفاصل الدولة بإدخال الحلو ومحمد نور .. والمبادرة لم تعط التيار الإسلامي العريض أي إهتمام .. وهذا ما يزيد الاحتقان وغالباً ما تخرج الأمور عن السيطرة .. وهذا الذي يريده فولكر وقحت بالتفصيل .. لذا نناشد العقلاء برفضها جملة وتفصيلا حماية للعباد والبلاد .. وصدقوني بأن الموافقة عليها تعني (خراب سوبا) ..

حمدوك بعد أن لعب الشوط الأول بنجاح قرر المدرب فولكر سحبه من الملعب. وللأمانة والتاريخ نجده قد حقق من النجاحات اللاوطنية ما لم يتوقعها فولكر منه. والرجل عميل ماهر. ولو أتت كل أمة بعملائها المنبوذين وأتينا به على رؤوس الأشهاد لرجحت كفتنا. والآن نحن في شوط المدربين. وهنا مكمن العلة. وتجلت الخطورة في الدعوة التي أطلقها فولكر للحوار الوطني. وأي حوار وطني يكون فولكر مهندسه؟. إنها كلمة حق أريد بها باطل. وهذه الدعوة القصد منها عودة اليسار من الباب الخلفي من أجل تنفيذ ما بقى تنفيذه من خطة دمار السودان. والمضحك في الأمر أن قحت المركز رفضت الدعوة. وهي التي تم تفصيلها على مقاسها (قميص عامر). والأيام بيننا. وأراهن أن قحت المركز سوف توافق بدون قيد أو شرط عليها. وما الرفض إلا تمويه. ونحن نعرف القوم من لحن القول. والمحير في الأمر أن جميع القوى السياسية ظلت صامتة كأن الأمر لا يعنيها. إلا المؤتمر الوطني الذي أصدر بيانا بنبرة حادة وتحدي واضح كاشفا فيه عن رفضه لتلك الدعوة الفولكرية. ورسالتنا للذين هللوا وكبروا بخروج حمدوك من المشهد نقولها: (إن العميل “أحمر عاد” لم يخرج إلا بعد أن هندس الملعب تماما لفولكر. عليه نرى أن رفض الدعوة واجب ديني ووطني وأخلاقي. والعاقل من اتعظ بغيره.. ودونكم الدعوات الأممية في اليمن وسوريا وليبيا).

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
الثلاثاء ١١-١-٢٠٢٢م


تعليق واحد