رحلة سودانير رقم “108” ..شاهد عيان يروي قصة حادث أدى إلى إستشهاد ٣٥ راكب ومضيفة
رغم أن السفر بالطائرات يعد بحسب خبراء هو الأكثر أمان إلا انه لايخلو من حوادث تتسبب في فقدان الأنفس ،وخلال العقدين الماضيين فان السودان شهد عدد من حوادث الطيران المؤلمة التي نبدأ إعتباراً من اليوم تقليب أوراقها مع شهود عيان للتوثيق ولاستخلاص الدروس وتجديد ذكري من فقدوا ارواحهم للترحم عليهم.
وبدايتنا برحلة شركة الخطوط الجوية السودانية رقم 108 و109 بتاريخ الثلاثاء العاشر من شهر يونيو عام 2008م ،التي كان طاقمها يتكون من عشرة أفراد ،ثمانية من الضيافة “أربعة مضيفين ومثلهم مضيفات “والكابتن ومساعده، فيما كان عدد ركابها “208” راكب منهم “11” في الدرجة الاولي و”187″ في المقصورة السياحية،وقد أقلعت الطائرة الايربص “310 ” عند الساعة العاشرة صباحاً من مطار الخرطوم الي مطار دمشق الذي وصلت اليه في الوقت المحدد ثم غادرت بعد ذلك صوب العاصمة الأردنية عمان التي هبطت في مطارها ومن ثم أقلعت في طريق عودتها الي الخرطوم.
وهنا يشير شاهد عيان كان علي متن الطائرة ضمن طاقمها الي أنه وحينما دخلت الطائرة الأجواء السودانية تواصل برج المراقبة مع الكابتن وأبلغه بسوء الأحوال الجوية وتعذر الرؤية للهبوط في الخرطوم فكان أن قرر الكابتن الهبوط في مطار بورتسودان، وأعتذر طاقم الضيافة للركاب بعد إبلاغهم بالأمر الطارئ ،وبعد إنتظار لمدة ساعتين أقلعت الطائرة صوب مطار الخرطوم _ويقول محدثنا _انه لم يكن هناك مايشير الي أن ثمة أمر غير متوقع سيحدث لأن كل شئ كان يمضي بصورة طبيعية، فكان ان هبطت الطائرة بحسب حديثه بكل هدوء وبسلاسة تامة، وأضاف:ولكن حدث مالم يكن في الحسبان وذلك حينما لم تستجب الطائرة للمكابح حتي تتوقف وعلى إثر ذلك ظلت تسير بسرعة عالية علي المدرج الي أن حدث لها طارئ تمثل في ارتفاعها عن الأرض ثلاثة مرات ثم ارتضمت بها لتشتعل النيران بصورة مفاجئة في المحرك الأيمن.
ويشير الي انه في هذه الحالة فان المضيف الذي يجلس علي الجانب الأيمن الذي لم تشتعل فيه النيران يتأكد من عدم وجود مايهدد الركاب أولاً ثم يجري عملية الإخلاء وان هذا ماحدث ،موضحاً أن النار كانت تشتعل بصورة مخيفة ،ولم يكن هناك غير المخرج الأمامي علي الجانب الآخر للحريق حيث تم فتح أنبوب الانزلاق سريعاً وقبل ان تنفصل الكهرباء عن الطائرة تحدثت إحدى المضيفات مع الركاب وطلبت منهم أن يتجهوا الي الأمام من الناحية الشمالية ،وأضاف قائلاً :وبالفعل خرج عدد كبير من الركاب ولكن مع كثافة الدخان الذي بدأ بالكابينة وجد البعض صعوبة في الخروج وفي خضم أجواء مرعبة و مشحونة برائحة الموت حدث إنفجار ضخم ارتج علي إثره مطار الخرطوم وانتشرت ألسنة اللهب وسحب الدخان في الطائرة فكان أن تسبب ذلك في مقتل 35 من الركاب معظمهم من القادمين من فترة استشفاء بالأردن بالاضافة الي المضيفة سهام عبدالرحمن وحتي اليوم فان عدد من أفراد طاقم الرحلة لايعرف الأسباب التي حالت دون إستجابة المكابح.
ويظل ذلك الحادث الأليم عالقاً في الذاكرة لأنه خلف حزناً عميقاً في نفوس أفراد الشعب السوداني ونسأل الله أن يتقبل الشهداء ويجعل الجنة مثواهم.
الخرطوم:طيران بلدنا
ليست المكابح وحدها ما يمنع توقف الطائرة على المدرج بأمان. هل ضبط الكابتن الزعانف Flaps على وضعية الهبوط؟ هل إستخدم الكاابتن نظام الدفع للأمام Auto Reversal لإبطاء السرعة؟ هل هبطت الطائرة في حدود السرعة المحددة حسب وزنها وطول المدرج؟ هل كانت زاوية الهبوط صحيحة فمطار الخرطوم لا يمتلك نظام الهبوط الآلي (Instrument Landing System ILS) بل يستخدم النظام القديم (Slope Glide System) الذي يعتمد علي ضبط السرعة وزاوية الهبوط ولا بد من كفاءة عالية لمثل هذا النظام؟هل كان المدرج جاف أم ممتلئ بالمياه؟ هل كانت هناك رياح عاتية عكسية Gust Winds أو في إتجاه الهبوط؟ عموما كل معلومات السرعة وزاوية الهبوط ووضعية الزعانف Flaps اووضعية الدفع العكسي (Auto Reversal) يمكن معرفتها من الصندوق الأسود الخاص بمسجل معلومات الرحلة (Flight Data Recorder FDR) وما دار في قمرة القيادة يمكن الحصول عليه من الصندوق الأسود الثاني الخاص بمسجل بيانات كابينة القيادة (Cockpit Voice Recorder CVR) وساعتها يمكن بكل يسر تحديد ما حدث بالضبط وهل هو عطل ميكانيكي أم خطأ بشري. كما يمكن إختبار نظام الفرامل حتى بعد إحتراقه. مع المعذرة للإختصار لأن الموضوع يحتوي تفاصيل فنية معقدة كل بند منها يحتاج عدة صفحات لشرحه لكني أكتفيت بصورة مختصرة وإذا تيسر الزمن فلربما أكتب موضوعا كاملا عن أي من الحوادث ومع الأسف ليس معي لوحة مفاتيح عربية واستخدم نظام القص واللصق بعد الكتابة بالفأرة على على Virtual Arabic Keyboard