رأي ومقالات

مناعة السودان !

بيان وزارة الخارجية الصادر صباح السبت عن السودان يقول إن القاهرة منتبهة إلى ما يحدث هناك، وإنها تدعم كل جهد صادق فى طريق وضع السودانيين على طريق الاستقرار!.

وفى نفس يوم صدور البيان كانت الأمم المتحدة تشير إلى أن فولكر بيريتس، ممثلها فى السودان، سيبدأ مهمته فى جمع أطراف الأزمة على مائدة واحدة، أملاً فى تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة عبدالله حمدوك الذى استقال قبل أسبوع!.

ولم تكن الخرطوم فى حاجة إلى حضور مصرى عربى فى أزمتها المتصاعدة قدر حاجتها إلى ذلك الآن، وبشدة، لأن الأيدى التى تتحرك للحل فيها هذه الأيام سوف تحقق مصالح أصحابها، قبل أن تتحقق من خلالها المصالح السودانية.. سيحدث هذا سواء كانت هذه الأيدى هى أيدى الأمم المتحدة التى يحركها مجلس الأمن بأعضائه الخمسة الدائمين، أو كانت أيدى الترويكا التى تضم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والنرويج!.

وليس من الممكن أن يكون سعى هذين الطرفين فى خطين متوازيين لتحقيق مصلحة سودانية مجردة.. فالطرفان يعرفان أن الخرطوم فى الموقف الأضعف منذ سقوط نظام حكم البشير ديسمبر ٢٠١٨، ولأن العاصمة السودانية فى هذا الموقف، فإن قدرتها على مقاومة الضغوط تظل أقل، ومناعتها أمام ما يريده كل طرف منها تبقى أضعف منها فى الظروف الطبيعية!.

وقد رأينا ذلك متجسداً أمامنا بشكل عملى خلال السنة الأخيرة التى قضاها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى البيت الأبيض!.

وقتها راح ترامب يضغط على الحكومة السودانية للبدء فى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وقد كان لا يدارى ضغوطه ولا مساوماته، وكانت الورقة التى راح يلوّح بها فى وجه الخرطوم هى رفعها من قائمة الإرهاب التى كانت واشنطن قد وضعتها عليها تسعينيات القرن الماضى!.

ولم تملك حكومة حمدوك سوى الاستجابة، وجرى رفع السودان من القائمة بالفعل، لكن الثمن كان هو البدء فى إطلاق العلاقات دبلوماسيا بين الخرطوم وتل أبيب!.. فماذا ستطلب الترويكا وهى تسعى بالحل، وماذا سيطلب ممثل الأمم المتحدة وهو يجمع الأطراف على مائدة واحدة؟!.

يكفى السودان أن البشير تسلمه دولة واحدة ثم غادر وهو دولتان!.

سليمان جودة
المصري اليوم

تعليق واحد

  1. شغل مخابرات – هل نفهم ان مصر تسعي لتجنيب السودان شرور الامم المتحدة والترويكا ؟ ولا تسعي في الحفاظ علي مصلحتها في السودان ؟ عجيييييييب !!! وهل تسعي لابعاد نشوء اي علاقة مع اسرائيل كثمن ستدفعه الخرطوم وهي تقوم بالتطبيع الكامل مع الكيان الصهيون ؟ ………………….يا راجل قول كلام يدخل العقل – ولو كنت خائف علي اللحمة السودانية والفول السوداني والسمسم والصمغ والذي اصبح يصدر للخارج من طرفكم واصبح مورد للعملة الصعبة لكم فذلك لن يستمر وستعود البلاد لاهلها الحادبين علي مصلحتها ومصلحة شعبها الكريم .