مقالات متنوعة

عنتريات شتم المؤسسة العسكرية ..

بقلم: حلمي الدرديري فارس

خلال الإسبوعين المنصرمين قمت برصد أكثر من عشرين مقالاً وعموداً بالصحف اليومية الكبيرة والمئات من المنشورات والتدوينات في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تنهال بالتخوين والتجريم وبالسباب والشتائم على (المؤسسة العسكرية)، فيما بدأ وكأنه حملة منظمة مخططة تحاول إلباس (المؤسسة العسكرية) المسئولية الكاملة عن الوضع السياسي المتأزم بالبلاد، بل وتحميلها مسئولية القتل والدم والعنف المفرط الذي يتخلل المظاهرات والمواكب، بل ويذهب غالبهم لإتهامها مباشرة ب (قتل الشعب)!! ولعل العامل المشترك في جميع ما رصدته من كتابات تهاجم المؤسسة العسكرية أنها تتعمد التعميم والتضليل للقارئ حيث تركز هجومها تحديداً على المؤسسة العسكرية (قوات الشعب المسلحة) وينال قائدها وهيئة أركانه النصيب الأوفر من الهجوم والتجريم وإلصاق قتل المتظاهرين بهذه المؤسسة، في حين أنه لا يخفى على هؤلاء أن (قوات الشعب المسلحة) بتشكيلاتها المختلفة من قوات برية أو بحرية أو جوية أو مخابرات عسكرية أو حدات فنية مختلفة لم تشارك حتى يومنا هذا في مواجهة المظاهرات أو المواكب مطلقاً، وأن دورها لا علاقة له بأعمال (الأمن الداخلي) الذي تتولاه الشرطة وجهاز المخابرات وبعض القوات الداعمة لهما، وأن القوات المسلحة إن ساهمت بقوة محددة ومعينة فهي لحماية منشآت حيوية تقع في إطار مسئوليتها المباشرة مثل القيادة العامة أو القصر الجمهوري أو الإذاعة أو البرلمان مثلاً، فمن يقف وراء هذه الحملة الشعواء الجائرة المنظمة؟ وما هو غرضها؟
الحملة يقودها تياران أساسيان، أحدهما عالم وعارف بما يحيك ويُحاك للمؤسسة العسكرية مساهماً بذلك في مخطط أممي خطير يهدف لتفكيك آخر جيشين عربيين متماسكين بمنطقة الشرق الأوسط في إطار مشروع معلن ولا يخفى على أحد، وقد تشابكت مصالح هذا التيار من أحزابنا السياسية مع المخطط الغربي لتفكيك القوات المسلحة التي يعتبرونها بتكوينها وعقيدتها القتالية الراسخة الحالية عدوهم الأول، بإعتبارها حاضنة قوية لفكر النظام السابق وعناصره، فأصبحوا بذلك شركاء أصيلين في تنفيذ هذا المخطط الخطير، والتيار الآخر هم من قصار النظر الإستراتيجي ومن أصحاب القلوب الخفيفة الذين تحركهم العواطف وتغيب عنهم خفايا مهددات الأمن القومي وتحركهم كثافة غثاء الميديا الذي يبثه التيار الأول ويحاول أن يشكل به الرأي العام، هؤلاء يسارعون بسذاجة وجهالة عند كل قطرة دم تسقط من متظاهر أو شهيد في ترديد الهياج اللا عقلاني ضد (المؤسسة العسكرية) وكأنهم لا يعلمون من الذين يواجهون المتظاهرين بالشوارع!
أضف إلى هذين التيارين تيار عُشاق العنتريات من الصحفيين الذين وجدوا في شتم القوات المسلحة مادة خصبة لإظهار عضلات النضال الوهمية فصار شتمها وتجريمها مفخرة ثورية يتبارى عليها الكتاب والصحفيون دون رقابة ولا مساءلة ولا عقاب بزعم أنها (حرية)، بل و تشارك حتى أجهزة إعلام الدولة الرسمية مثل القناة السودانية الرسمية ووكالة أنباء الدولة في هذه الحملة بقصد أو بدون قصد، وتظل هذه المؤسسة العريقة صابرة وصامدة، ولا أدري إلى متى ستظل صامتة تجاه هذه الحملة، وأعلامها الضعيف يعجز عن مجاراة موجة الحملة العارمة التي تنتظم غالب وسائل الإعلام والميديا كثيفة الإنتشار .
إن الحرب النفسية القاسية المنظمة التي تستهدف المؤسسة العسكرية وبقية المنظومات التي تعنى بشأن أمن البلاد وأهله لن ينحصر وبالها على هذه المؤسسات ولا على قادتها وحدهم، ونجاح مخطط تفكيك أو إضعاف هذه المؤسسات سيكون هو المسمار الأخير في نعش هذا الوطن المسخن بالجراحات والأزمات، لذا فإنه يجب على الذين يعملون ليل نهار لتأجيج خطاب الكراهية ضدها لإضاعة هيبتها وكسر روحها المعنوية، ويعملون لجرها لمعارك داخلية متوهمة مع الشارع، عليهم أن يكفوا عن ذلك، وعلى المؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية بأكملها أن تتخذ كل ما يلزم لإفشال هذا المخطط الخطير، بدءً من التحلي بالصبر والحكمة وضبط النفس اللازمة في مواجهة القائمين على هذا المخطط فلا تنجر إلى (كمائن) إستفزازاتهم بردود أفعال عنيفة ينتظرها العدو لإستخدامها كأسلحة في تأليب الشارع الداخلي والإقليمي والخارجي، دون أن يمنعها ذلك من أداء واجباتها بالحزم والحسم اللازم ضد كل أشكال التفلتات والفوضى والتخريب التي تصاحب المواكب والمظاهرات وحماية ممتلكات الدولة والأفراد، ولو إضطرت لإنجاز ذلك بالضرب بيد من حديد على أيادي المخربين الذين يعملون على تنفيذ هذا المخطط.

صحيفة اليوم التالي

‫6 تعليقات

  1. لو كانت هناك دولة فيجب جمع هؤلاء العشرين في كوبر ومحاكمتهم فوريا وأحلق شنبي لو الواحد وعشرين فتح قني———.

  2. سؤال وتعليق:
    ما رأي الكاتب في قوات الدعم السريع؟ وما رأيه في الفريق حميدتي؟ هل هم من القوات المسلحة النظامية، وهل بإمكاني الآن الحصول على رتبة عسكرية عالية مثلهم إذا حملت طوريتي وسكيت الناس؟ علماً بأن الرتبة القادمة لحميدتي هي مشير والتي من المفترض أن تكون لمن خاض حرباً بين دولتين اللهم إلا إذا تغيرت القوانين في زماننا هذا؟
    يعلم الكاتب حب الشعب السوداني واحترامهم للكاكي وقناعتهم بحرمته التي تعلمنا احترامها منذ الصغر. ولا يكاد يخلو أي منزل من أن لديهم فرداً بالمنظمات العسكري. ومع ذلك التقدير، ألا يرى الكاتب بأن مهمة حماية الحدود أشرف لهم من خكم الخرطوم.
    ما قناعة الكاتب بموضوع حلائب.
    هل تغني بسالة القوات النظامية أمام الشعب الأعزل والشباب والنساء والأطفال هل يغني ذلك عن تخاذل استرداد حلائب وشلاتين وحدود السودان المسلوبة من كل دول الجوار؟
    أين كانت هذه القوات عندما تخاذلت عن دحر المتمردين وطالبي الانفصال في جنوب السودان حتى فقد السودان دولة بأكملها؟
    أين هذه القوات من دحر المتمردين في جنوب كردفان وفي جبال النوبة وفي جنوب النيل الأزرق؟
    الرجالة خشم بيوت.
    ثم إني أنا المجرد مشكلتي لم تكن يوماً -كما جميع الشعب السودان الحر- مع المؤسسة العسكرية، مشكلتي مع الشاذ من قيادات هذه الجهات ومن يستحقرني. مشكلتي مع البرهان وأحلامه ومع حميدتي وأزلامه.
    ياخي اسم برهان ده حتى مع الفريق القومي جاب النحس وما يجري في الكاميرون ليس ببعيد.
    تحياتي للجميع

    1. كلام متناقض ..اذا كنت تقصد ان القوات المسلحة يجب عليها دحر المتمردين و اشك في قصدك فان من خذلوا القوات التي قمعت نفس التمرد المسلح في دارفور و النيل الازرق بقيادة بطل السودان التاريخي عمر البشير لم تسلم من هجومكم و عمالتكم بسبب بطولتها في حماية البلاد حتى انكم حتى الان تحاكمون ابطالها محليا و دوليا . قاتلكم الله من منافقين.

    2. كلام متناقض ..اذا كنت تقصد ان القوات المسلحة يجب عليها دحر المتمردين و اشك في قصدك فانكم انتم من خذلوا القوات التي قمعت نفس التمرد المسلح في دارفور و النيل الازرق بقيادة بطل السودان التاريخي عمر البشير لم تسلم من هجومكم و عمالتكم بسبب بطولتها في حماية البلاد حتى انكم حتى الان تحاكمون ابطالها محليا و دوليا . قاتلكم الله من منافقي

  3. لا يظن الذين يشتمون الجيش سوف ينحون من المحاكمات ..
    وسوف يهربون كما يهرب الفأر من القط …
    عسكريااااااااو
    اذا انت عايزنها مدنية … نحن عايزنها عسكياااااااو..
    طظ في كل قحاطي عميل