مقالات متنوعة

عبدالله مسار يكتب : الفريق بريمة شهيد الشرطة

الشرطة السُّودانية هي مُؤسّسة عسكرية وطنية، مُهمّتها حفظ أمن وسلامة المواطن، ومنع وإيقاف الجريمة، وهي تصنف على أساس قوات عسكرية شبه مدنية تختص بالأمن الداخلي، وهي في السودان تعمل بمهنية عالية رغم ضعف الإمكانيات، وكذلك ضباطها وجنودها مُدرّبون تدريباً عالياً جداً للقيام بالمهام المُوكّلة إليهم، وهم يؤدون واجباتهم في كل الأحوال وعند كل الظروف، بل يصبرون على الأذى أكثر مما يتخيّل الشخص العادي، وهم يتواجدون في أعقد المشاكل وأحلك الظروف، ولذلك يتعرّضون إلى خطر المواقف، وحتى التي تؤدي الى الموت.

في ظل هذه الظروف، عاش العميد شرطة بريمة والذي تمّت ترقيته إلى الفريق عقب استشهاده وعُومل وفق قانون الشرطة.

هذا الرجل عُرف عنه الأخلاق الفاضلة والأعمال الحميدة، بل عُرف عنه حُبه للوطن، كما عُرف عنه أنه قائد شرطيٌّ مطبوعٌ بهَم هذا الوطن الذي اضطرب في اللحظات الأخيرة وتدخّلت فيه أيدي مخابرات الدول الغربية وبصفة خاصة دول الاستعمار الجديد أمريكا ودول الترويكا، بل عَبَث به أيادي وأقلام السفارات، حتى تدخّل كل من فولكر وسفير بريطانيا في أمر السيادة السودانية في هذا الجو غير اللا وطني!

استشهد البطل الفريق بريمة، والسبب أن شباباً غُرر بهم وعُبئواً تعبئة خطيرة وزادوهم حقداً على القوات النظامية وبصفة خاصة الشرطة!

إن المظاهرات التي تخرج الآن ليست مظاهرات طبيعية تخرج للتعبير عن قضايا وطنية، ولكنها مظاهرات تخرج لتخدم أجندات قوى خارجية وتلبس لباساً وطنياً! إن الذي يجري في السودان تآمرٌ كبيرٌ مُخطّط له على درجة عالية من التخطيط، ودرب لهذا الغرض عدد مهول من شبابنا، وهو مخطط الربيع العربي الذي أطاح بالقذافي وبن علي وحتى صدام حسين.

إنّ العمل الخارجي الخبيث ضد السودان بدأ منذ الاستقلال، حيث أُقيمت في ١٩٥٥م الحرب بين الجنوب والشمال كانت الداعمة لها هي الدول الغربية، التي ترى أن السودان مارد خطير لو خرج من القمقم وانداح أرضاً وشعباً وإمكانيات، بل موقعاً مميزاً وشعباً قوياً، لكان اسماً ورقماً في العالم!

إذن، الفريق شرطة بريمة قتلته المخابرات الخارجية مشروعاً، وقُتل من داخل المتظاهرين تنفيذاً!

إن المظاهرات كان شعارها سلمياً في أولها، ولكنها تحوّلت الى دموية لخلق الفوضى المطلوبة ليتّسع الفتق على الراتق، خاصة وأن العملية تمت طعناً بالسكين!

إن الفريق شرطة بريمة كان غير مُسلّح، لأنه كان وإخوته من الشرطة يظنون أن المظاهرات سلمية ومن أبناء السودان، ولكن اتّضح أنها عكس ذلك، وإن السلمية قد تغيّرت الى دموية لتتحوّل الدولة السودانية إلى دولة فاشلة ليسهل تفتيتها عبر استعمال هذه الفوضى ويذهب بريحها!

إن الشباب الذي يود التغيير هو شبابٌ وطنيٌّ مُستقلٌ، يود أن يري السودان في الثريا ويحلم بوطن قومي حدّادي ومدّادي، يعيش فيه عيشاً كريماً، ولكن هنالك شبابٌ تشغلهم الأيدي الأجنبية وتستغلهم أحزاب، بل هُنالك مُتآمرون!

إذن مَن قتل بريمة هُم كُثرٌ، وعلى رأسهم الشباب المُتظاهرون الذين يعملون لصالح بعض الأحزاب اليسارية، وكذلك لصالح الدوائر الخارجية، بعد أن وفّروا لهم كل وسائل تغييب العقول من مُسكّرات ومُخدّرات وتبرُّج وفجور ورقص وإباحية وحتى الحقد!

إن مقتل الشهيد بريمة يجب أن يكون له ما بعده، وذلك بعمل ضوابط تُمكِّن القوات التي تعمل في تفريق المتظاهرين لحفظ نفسها والدفاع عنها، بل لتحمي المتظاهرين أنفسهم، وكذلك المُمتلكات العامة والخاصة، بل يجب وضع ضوابط للمظاهرات السلمية، ويجب أن تحصل كل مظاهرة على تصديق مُسبق لقيامها ومَن المسؤول عنها.

إن الفوضى التي خُلقت طيلة السنوات الثلاث الماضية والتي تتطلّب الحسم، لأنها كما قلنا ليست مظاهرات طبيعية سامية، غرضها فقط الحكم المدني الديمقراطي، الذي أصلاً المكان إليه يمر بصندوق الانتخابات.

إن الذي يتم الآن هو عملٌ استخباريٌّ كبيرٌ، القصد منه تقويض وتفتيت السودان وتفكيك القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، ولن يتوقّف هذا العبث إلا بقيام حكومة تكنوقراط عاجلة، وإيقاف نشاط بعض الأحزاب الضالعة في ذلك!!

لقد مات بريمة، ولكن نبّه للخطر القادم، بل نبّه لأهمية الضوابط لقيام أيِّ مظاهرات مُستقبلاً، بقي فقط من البرهان “ملء القاش” وطرد الأجانب والسفراء والبعثات الدبلوماسية والعاملين في السفارات! بل يجب ضبط الشارع بتفعيل قانون الطوارئ والخدمة الوطنية، وأي قانون يحد من هذا النشاط الهدّام.

رحم الله الفقيد بريمة وأسكنه فسيح جناته.. وتعازينا لأسرته وذويه والشرطة وللشعب السوداني.

صحيفة الصيحة

‫3 تعليقات

  1. دعنا ممن تصفهم بعملاء السفارات والمساطيل، هل الشباب الوطني الغيور له فرصة في تحقيق طلعاتهم في وجودكم الممتد والمتجدد .

  2. شلاضيمو الانتهازي …يؤيد حكم العسكر عسى ان ينال ما يسد رمقه من استوزار ..ومن مال السحت …لن تنال ال فتات الموائد…مكانك معروف مزبلة التاريخ

  3. اَن اوان قيام دولة البحر والنهر (دولة وادى النيل-(مملكة كوش قديما)
    ………………………………………………………

    ان مايعرف بجمهورية السودان هو اتحاد مصنوع من ٣ دول لايجمع بينها اى رابط او عامل مشترك من اى نوع وهذه الدول هي كالتالي:
    (١) دولة وادى النيل (مملكة كوش قديما او مملكة سنار حديثا بعد دخول الاسلام اليها في ١٥٠٥م) وهي دولة عمرها اكثر من ٧٠٠٠ سنة وقامت بها حضارات معروفة مازالت اثارها باقية وشاهدة عليها، مثال فقط: مملكة كوش ونبته ومروي وكرمه وعلوة والمقرة ونوباتيا وسوبا.
    (٢) مملكة لادو (وهى دولة جنوب السودان الان) Lado Pocket او جيب لادو وهو عبارة عن تجمع يضم دول كينيا ويوغندا ودولة جنوب السودان واجزاء من افريقيا الوسطى في دولة او جيب واحد؛
    حيث قام المستعمر الانجليزى بضم (دولة جنوب السودان) لنا في عام ١٩٠٠م – اى بعد عامين فقط من بعد احتلاله لدولة وادى النيل في ١٨٩٨م؛ وذلك لتكون المستعمرات البريطانية متصلة من الاسكندرية شمالا حتى كيب تاون جنوبا بسكة واحدة بدون انقطاع مرورا بمستعمراتها الاخري مثل كينيا ويوغندا، فيما بعد حاول المستعمر الانجليزى ضمها لمستعمرة كينيا ولكن الشعب الكيني رفض وايضا حاول الانجليز ضمها لمستعمرة يوغندا لكن الشعب اليوغندى ايضا رفض مقترح ضم دولة جنوب السودان اليه فتركها الانجليز مربوطة برقبة (الجلابة)، لكن وللامانة ومنذ اندلاع التمرد في اغسطس ١٩٥٥م وبدء المفاوضات الماراثونية بين الجنوبيين والشماليين كان راي المستعمر الانجليزى لوفود الجلابة المفاوضة بقبول مقترح الوفد الجنوبي المفاوض بفصل دولة جنوب السودان واعطائهم استقلالهم مع اقامة علاقات جيرة ممتازة معهم
    {هنا ملحوظة مهمة جدا جدا يجب علي كل ابناء دولة وادى النيل (مملكة كوش) ان يعرفوها جيدا وهى:
    ان الوفود الجنوبية المفاوضة ومنذ بداية المفاوضات في ١٩٥٥م ولغاية نيفاشا ٢٠٠٥م كانت تطرح علي وفود الجلابة اربعة خيارات وهي كالتالي:
    ١/ ان يتم اعطاء دولة جنوب السودان استقلالهم مباشرة مع اقامة علاقات جيرة ممتازة بين البلدين- ويادار مادخلك شر، او
    ٢/ او تطبيق خيار الكونفيدرلية بين الشمال والجنوب، او
    ٣/ خيار الفيدرالية او
    ٤/ الحرب
    وكان في كل مرة تختار النخبة الشمالية وبعكس ارادة دول الغرب والدول الافريقية التى كانت تسعي لعدم اندلاع الحرب في المنطقة كانت تختار نخبنا (الفاشلة) خيار الحرب وبدون اعطاء اى مبرر سوي عدم احساسهم بالامن القومي للوطن والمواطن.
    يجب الانتباه هنا الى ان الجنوبيون كانو يقاتلوا في الجيش الاحتلال السودانى بايديهم العارية ولايملكون الا بضع سكاكين حراب وايمانهم بعدالة قضيتهم وان النصر والاستقلال اتيين لامحالة كما ذكر ذلك جوزيف لاقو في مذكراته. سؤال يجب علي الجلابة ان يجاوبوه بصدق وصراحة: ماذا كان سيكون الوضع الان اذا تم فك الارتباط مع دولة الجنوب في عام ١٩٥٨م تاريخ تدويل القضية وانكشاف مراوغة وفود الجلابة وزوغانها من البريطانيين واثيوبيا وباقي الدول الافريقية؟؟؟ }
    وايضا نصح الانجليز للنخب في الشمال بان عليهم الاهتمام بدولتهم فقط والاستفادة من المشاريع الزراعية التى اقاموها لهم والاهتمام بالبنية التحتية الناشئة وتطويرها؛ لكن نخب الجلابة الفاشلة رفضوا كل ذلك باصرار غريب وبدون اعطاء اى سبب وجيه او مقنع يوضح تمسكهم بدولة كاملة دخيلة عليهم عكس رغبة مواطنيها. والاغرب ان النخبة الشمالية رضت بتدويل القضية وتدخل الدول الخارجية في شوؤنها وجعلت اسم دولتها يذكر في كل العالم مقترنا بالمشاكل والحروب والهشاشة الاجتماعية والفشل الاقتصادى والكوارث والسمعة السيئة بين دول العالم.
    (ملحوظة: كان المفاوض الجنوبي يسمي المواطن الشمالي بالعدو ويقولون ذلك في وش وفد الجلابة المفاوض وامام مسمع ومرائ كل وفود الدول التى توسطت لحل المشكلة مثل انجلترا ومصر والجزائر واثيوبيا وكانو في كل مخاطبتهم وجولاتهم يقولون نحن شعبين مختلفين ولا نرغب في وحدة مع العدو المحتل والمصيبةان كل دول افريقيا السمراء كانت متعاطفة مع الجنوبيين وكانت تري ان مايجري في جنوب السودان هو احتلال اسلامي عربي بغيض يجب مكافحته وفعلا بدات دول افريقية في دعم الجنوبيين للتحرر وفي الستينيات انفعلت دولة الكونغو واعلنت دعمها للجنوبيين بالسلاح لتحرير بلدهم ضد المحتل الشمالي وهذه حقيقة لم تنتبه لها نخب الجلابة ابدا). (تخيل ياعالم نخبنا الفاشلة ودتنا لوين) [لمزيد من المعلومات الرجاء الرجوع لمذكرات جيمس لاقو الرجل الذي شارك في المفاوضات عن الجنوبيين منذ الستينيات ولاحقا اصبح نائب نميري وهو الان حي يرزق بجوبا].

    الدولة الثالثة:
    (٣) دولة دارفور (اسمها بالكامل هو سلطنة دارفور الاسلامية حيث ان سلطانها احمد وداى هو من فرض الدين الاسلامي فيها ومنع التعدد الدينى واعتناق المسيحية وايضا هو من قسم الاراضي في شكل حواكير واحتكرها لقبائل معينة) هذه الدولة ايضا ضمها المستعمر الانجليزى لاتحاد (دولتى وادى النيل ومملكة لادو المصنوع بواسطة المستعمر الانجليزى) في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م، وذلك بعد مقتل سلطانهم على دينار علي يد الانجليز في ١٦نوفمبر ١٩١٦م بعد ارساله لرسالة تاييد ومبايعة للسلطان العثماني في ٢ ابريل ١٩١٦م لتكوين حلف من الدول الاسلامية ضد الحلفاء بقيادة الانجليز في اثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى فغضب الانجليز وغزو اراضي دولة دارفور واحتلوها. وقد لايعلم الكثيرون ان دولتى دارفور وجنوب السودان ومنطقة جبال النوبة والمناطق الجنوبية من النيل الازرق قد طبق فيها المستعمر الانجليزي سياسة المناطق المقفولة لفترات طويلة متفاوتة مما زاد من العزلة بين هذه المناطق ووادى النيل،
    وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥م وبداية خروج الاستعمار فرنسي او انجليزى- من كل دول قارة افريقيا وفي عام ١٩٥٢م حاولت الحكومة الانجليزية فصل دولة دارفور من دولة وادى النيل ورجوع كل دولة الى حدودها المعروفة وجغرافيتها الطبيعية، الا ان الدارفوريين رفضوا القرار وخرجت مظاهرات ضخمة في الفاشر عاصمة دارفور التاريخية واحرقوا فيها العلم البريطاني ورفضوا الرجوع لدولتهم الاصلية وفضلوا البقاء مع دولة وادى النيل بل انهم اصبحوا يطالبوا بخروج الانجليز حتى لايتم فصلهم.
    (ملحوظة مهمة: ان اكثر المناطق التى كان اهلها يثيروا في المشاكل والقلاقل والثورة ضد الانجليز ومطالبين بطردهم فورا من السودان هم مايعرف الان بالهامش تحديدا ناس دارفور وجبال النوبة وذلك عكس الشماليين الذين كانو يرغبوا في الاستفادة القصوى من المستعمر الانجليزى خاصة بعد انشائه للمدارس وجامعة الخرطوم وللمستشفيات والمشاريع الزراعية والسكة حديد ورصف الطرق وتخطيط المدن واقامة السدود وادخال تقنيات زراعية حديثة وانشاء مصلحة القضاة والمصالح الحكومية الاخري. كان عدد الانجليز في الخمسينات حوالى٨٠٠ انجليزى فقط وكانت لهم علاقات واسعة مع الاسر الكبيرة المتعلمة في الخرطوم وكان ادارة السودان هي الادارة الوحيدة التى تتبع الى وزارة الخارجية ولاتتبع الى وزارة المستعمرات البريطانية، وايضا حرص الانجليز طيلة فترة وجودهم بالسودان علي عدم احتكاكهم باى مواطن محلي وترك انطباع جيد عنهم خاصة بعد تخليص الشماليين من دولة الدراويش بقيادة السفاح الداعشي عبدالله التعايشي زعيم الدراويش وكذلك بعد دعمهم لقبيلة الجعليين بالسلاح – ١١٠٠ بندقية – لتحرير نسائهم من جيش السفاح التعايشي بقيادة ابن اخية الارهابي القاتل الدموي المجرم محمود ود احمد الذى سبائهن واستعبدهن واغتصبهن واخذهن مشيا علي الاقدام الى الخرطوم لاذلالهن بعد ان قتل ود سعد ناظر الجعليين ورجالهم وشبابهم واطفالهم وخرب ديارهم في ماعرف بمذبحة المتمة البشعة الشهيرة حيث ارتكب السفاح التعايشي الذي اشتهر بالظلم والارهاب والدموية اثناء فترة احتلاله لدولة وادى النيل وحكمه لها بالحديد والنار واقامة دولة الدراويش المتخلفة ارتكب مجازر بشعة ومذابح رهيبة في الشماليين مثل كتلة المتمة ومافعله في ديار الجعليين بالمتمة وايضا ارتكب مذبحة شديدة البشاعة في قبيلة البطاحيين وقام بقطع راس ناظر الشكرية ابو سن (سيد الاسم ذاااتو) وقطع روؤس جميع عمد ومشايخ قبيلة الشكرية وايضا نفذ جيش التعايشي الذي عرف بوحشيته وهمجيته مجزرة في ابناء قبيلة الاحامدة وكذلك قتل زعماء ورجال قبيلة الامارار بشرق السودان وشردهم من اماكنهم وكذلك اباد السفاح الدارفورى المحتل قبيلة شمالية كاملة وهي قبيلة الضباينة والتى ابادها عن بكرة ابيها، وفي الخرطوم قام السفاح الدموي الغازى المحتل التعايشي بارتكاب اكثر من مجزرة في قبايل التى كانت تسكن فيها ففي اليوم الاول قتل مايفوق ال ٣٦ الف مواطن ولافراغ الخرطوم من اهلها وتوطين قبيلته التى جلبها بعد وفاة محمد احمد عبدالله الفحل (المهدى) في ظروف غامضة قام التعايشي بتكوين جيشين من نساء واطفال الخرطوم وارسل احدهم شمالا الى مصر بقيادة الجلابي المغفل النجومى بدعوى تحريرها من الاحتلال والجيش الاخر الى اثيوبيا بدعوى نشر الاسلام، وكان غرض التعايشي هو افراغ الخرطوم لاحلالها باهله وقبيلته ومويديه من ابناء سلطنة دارفور الاسلامية). ​سمع العالم بجرائم ومجازر السفاح التعايشي في (اولاد البحر) كما كان ينعتهم بها التعايشي ليسجل له التاريخ بانه اول من استخدم العنصرية من ابناء دارفور ضد ابناء وادى النيل. كان الدرويش التعايشي في كل ذلك يستعين بالنصوص الدينية فمثلا عندما توفي المهدى فجاءة وبدرت بوادر تمرد من القبائل النيلية ضد الاحتلال الجديد البغيض هنا ارسل التعايشي خطابا الى اهله يامرهم فيه بالحضور سريعا الى الخرطوم ( بدعوى ان اولاد البحر ارتدوا)، وايضا كان السفاح التعايشي يصرح بكرهه الشديد لقبيلتى الجعلية والشايقية. لكن لم تترك القبائل النيلية الدرويش الظالم السفاح التعايشي يتهنا بحكم الخرطوم وكانت تتمرد وتثير له القلاقل وتعمل والثورات من فترة للتانية حتى انه قال قولته الشهيرة (البلد دى اتقول ساكنها جن). في فترة المهدية وحكم المحتل التعايشي انتشر الظلم وعدم العدل والارهاب وسفك الدماء تم تجسيد كل ذلك في المقولة الزائعة الصيت ((انت قائل الدنيا مهدية)) نسبة للظلم الشديد والارهاب الكان ممارس باسم الدين والبيعة للمهدية. ان جرائم ومذابح ومجازر الدارفوريين في الشماليين لهو شئ بشع جدا وهو ارهاب دولة كامل الدسم يجب الاعتذار عنه مع تعويض الشماليين وخاصة قبيلة الضباينة (تبقي شوية افراد احياء منهم موجودين في منطقة القضارف) والجعليين والبطاحيين والشكرية والامارار وقبائل مدينة الخرطوم كلهم. ان مافعله الدارفوريين في فترة احتلالهم لدولة وادى النيل (مملكة كوش) من جرائم وارهاب وقتل وخراب واغتصابات يفوق مافعله الفرنسيين في الجزائر وهتلر في اوروبا ونيرون في ايطاليا.

    المهم انه وبخروج المستعمر الانجليزى في ١ يناير ١٩٥٦م كان قد خلف ورائه وحدة غريبة مصنوعة بين ثلاث دول لايجمع بينهم اى رابط لا ثقافي ولا اجتماعي ولا عرقي ولا حتى مزاج واحد، والدليل علي ذلك تمرد مواطنو دولة الجنوب الذي كان قد بدأ في اغسطس ١٩٥٥م قبل خروج الاستعمار من السودان وذلك بعد ان عجزوا علي نيل استقلالهم من النخبة السياسية الفاشلة التى اوردتهم واوردتنا الى موارد الهلاك. هذا التمرد بدأ بمجزرة توريت الرهيبة حيث غدر فيها الجنوبيين بالمواطنين الشماليين الابرياء وقاموا بقتل ٣٣٦ (ثلاثمائة وست وستون مواطن شمالي) ذبحا بالسكاكين وطعنا بالحراب وضربا بالسواطير حتى ان الجنود الجنوبيين داخل الحاميات الذين تمردوا علي قادتهم من الضباط الشماليين وقتلوهم استولوا علي اجهزة الاتصالات واخذوا يقوموا عبرها بتحريض الجنوبيين بقتل اى شمالي وابادتهم من مدن الجنوب. كانت ردة فعل النخبة السياسية الفاشلة في الخرطوم بقيادة الازهري هو (الغتغتة والدسديس) وعدم نشر الخبر حتى لايطالب المواطن الشمالي بالانفصال وليس العكس هذه المرة. (موقف حير كل المراقبين ويوضح حقيقة النخب السياسية الانتهازية الفاشلة كما وصفها د. منصور خالد).

    الشاهد هنا ان دولة دارفور ليست جزء من دولة وادى النيل ولا شعبها له علاقة بشعب وادى النيل والدولتين لهم شعبين مختلفين في كل حاجة ولا يجمع بينهم اى رابط او ثقافة مشتركة او حتى مزاج واحد ولا حتى بيسمعوا اغانى بعض بل حتى نظام الحكم والادارة في الدولتين مختلف تماما؛ مثال علي ذلك اعتماد الدارفوريين في الحكم علي نظام الادارة الاهلية المتخلف في حين ان هذا النظام انتهي في دولة وادى النيل نهائيا ونظام الحكم فيها هو النظام الادارى الحديث.

    اذن بحلول صباح يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م اصبح هنالك اتحاد مصنوع من ثلاثة دول مختلفة متشاكسة وشعوبها متنافرة ولايجمع بينها اى رابط تحت ادارة المستعمر الانجليزى في مدينة الخرطوم، لاحقا قام الانجليز بترسيم الحدود بين هذه الدول الثلاث لانه يعلم ان لكل دولة كيانها الخاص بها وانه لا علاقة بينهم نهائيا.
    اطلق الانجليز علي اتحاد هذه الدول الثلاثة اسم السودان؛ وهو اسم صفة وليس اسم ذات وهو اسم عنصري بغيض دلالة علي سواد البشرة [هذا الاسم البغيض هو اصلا اسم لجميع الدول جنوب الصحراء الكبري من البحر الاحمر شرقا الى المحيط الاطلسي غربا (او مايعرف الان بدول الساحل والصحراء س ص وهي تشمل فيها ١٢ دولة من اريتريا شرقا الى مورتانيا غربا)].
    هذه الوحدة القسرية الكذوب المصنوعة وحدة الدماء والدموع وحدة خطاب الكراهية والعنصرية لم تنجح ابدا خلال السنين المضت ولم تستطيع شعوب هذه الدول الثلاث في التعايش مع بعضها بل قامت الحروب والمعارك وانتشر القتل والخراب والدمار في اى مكان وبمرور الزمن زادت حدة خطابات الكراهية والعنصرية وانتشرت العادات السيئة والدخيلة مما اضحي واضحا انه لايوجد حل اخر سوى فصل هذه المكونات المتساكشة المصنوعة ورجوع كل دولة الى جغرافيتها الطبيعية.
    الان (والحمدلله) دولة جنوب السودان انفصلت في ٩يوليو ٢٠١١م (نبارك لهم الاستقلال وعقبالنا) وباقي الان فصل دولة وادى النيل من دولة دارفور والرجوع الى جغرافيتنا الاصلية الطبيعية بتاريخ ٣١ديسمبر١٩١٦م.
    ان مشاكل دارفور الاساسية هي الارض والحواكير وقلة الموارد وايضا من عنصريتهم في بعض وعدم تقبلهم لبعضهم البعض (والدليل هو تقسيم انفسهم كعرب وزرقة) وان الولاء للقبيلة اعلي من الولاء للوطن وارض بلدهم دارفور.
    والنخب الدارفورية استغلت المشاكل والحروب القبلية في دارفور في تجييش ابناء دارفور البسطاء وتسليحهم وشحنهم ضد مواطنى الشريط النيلي (مما ينذر بتبعات وخيمة ومجازر مثل مجازر الدموي التعايشي) وذلك للحصول علي مناصب دستورية وامتيازات اقتصادية سريعة وتمكينهم هم واسرهم ماليا واقتصاديا وتجاريا والسكن في الخرطوم وتوطين اهلهم واقربائهم فيها، حتى وافدى الكنابي في الجزيرة الذين جاءوا من دولة دارفور ودول الجوار بسبب مجاعة ١٩٨٤م و سبب فقدانهم للامن والامان في مناطقهم هناك بسبب الحروب القبلية نسبة للعنصرية المتفشية فيما بينهم وعدم تقبلهم لبعض وامراضهم الاجتماعية المزمنة، اليوم اصبح هؤلاء الوافدين الاجانب يطالبوا بتمليكهم الاراضي بالاونطة وقسمة الثروة والسلطة لهم مع نسبة ٧% في كل وظائف الدولة ويهددوا السكان الاصليين بالحرب والابادة.
    الدارفوريين اخترعوا فرية ان الشماليين عنصريين ومابيتقبلوا الاخر لابتزازهم وخلق عقدة نفسية لهم فقط لانهم يريدوا ان يستولوا علي اراضي الجلابة بالاونطة كما فعل اليهود باراضي فلسطين. الدارفوريين يتعنصروا في بعض ويقسموا بعض ويحتكروا الارض في دارفور لهم ويخربوا بلادهم وارضهم ويقتلوا بعض ويشردوا اهلهم ويقطعوا الطرق في مناطقهم وينهبوا ناسهم ويهجموا علي بعض وفي النهاية يشيلو كووووووول دا ويختوه فوق راس الشماليين و يجوا يخلقوا (مظلومية وبكائيات) من العدم ليبتزوا بيها ناس (الشريت النيلي) عشان يصلوا بيها الحكم في الخرطوم ويحصلوا علي المناصب الدستورية ويتملكوا اراضي الجلابة ويستولوا علي الوظائف العامة في الدولة.
    معلوم ان الحركة الإسلامية الكيزانية قامت اساسا علي ابناء دارفور وان الدارفوريين هم اساسها وعمودها الفقري، دارفور هي المفرخ الاساسي والداعم الأول لجميع تنظيمات الكيزان لدرجة انهم اسموها (داركوز) بدلا عن دارفور . ان دارفور (داركوز) اكتر اقليم نال تنمية خلال حكم الكيزان وهم اكثر من شاركوا في الحكم ونالوا المناصب الدستورية العليا مع ملاحظة ان الاقليم الشرقي والاقليم الشمالي اكثر تهميشا وبكتييييير من دارفور والبني التحتية فيهما شبة منتهية وحتى التنمية البسيطة في الاقليم الاوسط هي تنمية من السكان المحليين وليست من الحكومة كما في دارفور وحتى المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية في الوسط المبنية بواسطة تكافل الجلابة يرتادها ابناء دارفور زي ابناء الشمال الذين بنوا وعمروا مناطقهم من مالهم الخاص والاستقطاعات والتكافل والاشتراكات والنفير وهى ثقافة غائبة تماما عند الدارفوريين الذين تعودوا ان تنمي لهم الحكومة مناطقهم وبلدهم ولان ولاء الفرد منهم للقبيلة وليس لارضهم ووطنهم، (الان حاكم دارفور مناوى يشتكى من ان هنالك نقص في عربات شرطة الفاشر؛ في حين ان مليشياته تملك اكثر من ٣٠٠ عربية لاندكروزر!! وايضا ان ثقافة الدارفوريين هي تخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة ويتضح ذلك في نهبهم للمقار الضخمة بعثات الامم المتحدة (يوناميد) في كل عموم دارفور فبدلا من تحويلها لجامعات او مستشفيات او مبانى حكومية قامت الحركات المسلحة والمواطنين بنهبها وسرقتها وتخريبها كلها).
    ان ولاء الدارفوريين للحركة الإسلامية الكيزانية لا محدود لكن ولائهم لقبائلهم اكتر؛ حيث ان مشكلة التمرد في دارفور ٢٠٠٣م اصلا بدات مع المفاصلة التى حدثت داخل الحركة الاسلامية الكيزانية في عام ١٩٩٩م، هذه المفاصلة هي اصلا مفاصلة بين (كيزان الشمال) و(كيزان دارفور) التيار الاول بقيادة البشير والثانى بقيادة الترابي الذي يدين له الدارفوريين بكامل الولاء فقط لانه عينهم في الوزارات والشركات ومكنهم من المناصب الكبيرة وذلك لان الترابي كان يرغب بان يساعده الدارفوريين باقامة دولته الدينية المتوهمة التى يخضع لها كل الدول العربية والاسلامية شرقا وغربا وعاصمتها الخرطوم. ومعلوم للكل ان تيار البشير كان رافض لتمدد الدارفوريين في كل مفاصل الدولة واحتكارها في فترة التسعينيات وكانوا يقولوا كيف لاقليم واحد ان يستولى علي معظم مفاصل الدولة؛ ابناء دارفور (داركوز) وبعد الذي وجدوه من الترابي وحركته الاسلامية الكيزانية من تمكين وتوطين وتملك من سلطة الى وظائف الى بيوت وعقارات ومزارع بالشريت النيلي واراضي الشماليين اصابهم حالة من الطمع والسعار والرغبة الشديدة في (التكويش) علي كامل السلطة في الخرطوم وحكم دولة وادى النيل كلها والسيطرة عليها وابتلاعها بالكامل. الخلاصة ان ولاء الدارفوريين يكون فقط للشخص او الحزب او الجهة او الجماعة التى تمكنهم من الوصول للسلطة والمناصب والمغانم وتملك الاراضي في الشمال اكثر من ولائهم لفكرة او ثقافة او ايدولوجيا معينة.

    ان مشاكل دارفور القبلية المزمنة والمعقدة اصبحت تشكل عبء امنى واقتصادى واجتماعي خطير علي البلد واصبحت مدخل للتدخل الاجنبي وفرض الوصايا الدولية علي وطننا.
    وحل جميع المشاكل ووقف الحروب هو في الفصل؛ فبدون الانفصال لن تتوقف النخب الدارفورية عن اطماعها وطموحها في الوصول للكرسي الاول في الخرطوم (ولو بالسلاح والقبيلة) وايضا لن تتوقف مطامع الدارفورين في اراضي الشماليين (الجلابة كما ينعتونهم مما يدل علي عمق الازمة بين الشعبين) خاصة في ولاية الجزيرة وفي المقابل لن تتوقف النخبة في الخرطوم في شن حروب للمحافظة علي الامن وفرض هيبة الدولة وحماية المواطنين الابرياء، وفي كل الاحوال الخاسر الاكبر هو المواطنين البسطاء في دولة دارفور ودولة وادى النيل لان حروب دارفور العبثية لن تتوقف وكذلك اطماع نخبهم وطموحاتهم المدمرة.
    الحل في الفصل
    الانفصال سمح لمواطنى وشعبي الدولتين وهو لايعنى طرد مواطنى كل دولة من الاخري، بل يمكن العيش في كل دولة وفق اتفاق دولى يضمن حقوق الشعبين هنا وهناك كاتفاقية حريات اربعة بين البلدين او اي صورة اخري يرتضيها الطرفين ولا يتضرر منها احد.
    ندعو لتكوين دولتين متجاورتين متعاونتين قويتين خاليتين من المشاكل وكل ناس يديروا بلدهم بطريقتهم.
    ملحوظة اخيرة مهمة:
    دولة يوغسلافيا السابقة تم تكوينها خلال الحرب العالمية الأولى من قوميات متنافرة (زينا كده بالظبط) لذلك اشتعلت بينهم الحروب المدمرة وقامت المجازر الفظيعة وحدثت مذابح كوسوفو البشعة ولم تهدا احوالهم الا بعد ان رجعت كل الدول لجغرافيتها الطبيعية واتقسمت يوغسلافيا الى ٧ دول هى الان دول امنة مطمئنة ومتعايشة متعاونة متطورة مرتاحة البال والخاطر وتوقفت الحروب تماما وسكتت اصوات البنادق فيها للابد واخر دولتين انفصلتا كانتا في عامي ٢٠٠٦ و ٢٠٠٨. وكذلك جمهورية تشيكوسلفاكيا انقسمت الى دولتين دولة التشيك ودولة سلوفينيا حتى وقفت الحروب وخطابات العنصرية والكراهية بينهم، وكذلك دولتى اثيوبيا وارتريا انفصلتنا في ١٩٩٣م لتتوقف الحروب الكانت دائرة بينهم للابد.
    الخاتمة:
    …………………..
    علي الشماليين (الجلابة) ان يعرفوا ان مخطط عموم الدارفوريين (عامتهم ونخبهم مسلحينهم ام مسالمينهم كبيرهم ام صغيرهم رجالهم ونسائهم) وهدفهم الاوحد هو الوصول الى ارض النيلين والسكن علي ضفاف انهرنا الثلاثة والاستيلاء علي اراضينا الزراعية والاستيطان في جغرافيتنا ثم جلب باقي اهلهم من دارفور وكذلك جلب امتداداتهم القبلية من دول وسط وغرب افريقيا والاستيطان في كامل الشريط النيلي واحتلال اراضينا بعد طردنا منها او حتى ابادتنا، ومن يقتل اهله بدم بارد سيقتلوننا بابشع الطرق والوسائل ولن يرحمنا احد.