لتجميل وجه الخرطوم .. (هيا) للنظافة تعيد شعار (خليك دسيس وأجدع في الكيس)
(هيا) قد لا تكون المجموعة الوحيدة التي تعمل على نظافة مدينة الخرطوم، ولكنها تعد الأكثر فاعلية وجدية لإنزال أفكار واقعية باهرة على أرض الواقع تسهم بشكل مباشر في نظافة وجه العاصمة القومية التي تعد رمز البلاد، وتنشط مجموعة (هيا) المبادرة الوليدة التي لا يتعدى عمرها ثلاثة أشهر على منصة التواصل الاجتماعي (واتساب) وتضم في معيتها (254) عضواً يحملون شهادات علمية مختلفة ويتمتعون بخبرة كبيرة في مجالات شتى..
وبالرغم اختلاف مهن وتخصصات هذه المجموعة إلا أنها اجتمعت عند فكرة أن النظافة وإصحاح البيئة هي الخطوة الأولى الضرورية للتغيير والتطور لذلك قامت بتقسيمات داخل القروب الذي يغطي أعضاؤه جميع أحياء العاصمة المثلثة حيث تستعد كل مجموعة بداية مشروع النظافة بمنطقتها والتماسك بأذرع التواصل عبر الإدارات التي تم تقسيمها داخل القروب الذي ينتظر أن يجتمع بمسؤولو النظافة بولاية الخرطوم..
ورفعت مبادرة (هيا) شعار خدمية طوعية لا سياسية ولا ربحية، وهي بذاته استدعت من الذاكرة شعارات سابقة لنفس الفكرة نفذت حملات نظافة داخل الأحياء والمساكن لإزالة المخلفات، النفايات، الأوساخ وتشوهات البيئة، وعملت هذه المجموعات الطوعية بأيادي النفير الذي كان منتشراً في الريف ولكنها استخدمت عبارات بلسان مدني صعد صوتها سماء العاصمة بعد ما سيرت قطاعات واسعة من لجان المقاومة الشبابية حملات نظافة بأحياء عديدة بالخرطوم رفعت شعار جاذب (خليك دسيس وأجدع في الكيس)، وحصدت الحملة بشعارها الجميل إعجاب “الناس” قبل إصابة النجاح وتحقيق أهدافها تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات والأوساخ من الأحياء وإصحاح البيئة التي تحتاج إلى مجهود كبير..
وقبل وضع الشعارات ديباجة على ظهر حملات النظافة تم توظيفها في مشاهد متعددة على مسرح حياتنا قبل أن تظهر على مواعين النقل العامة والخاصة.
ولم يبتكر الشباب في التجارب السابقة سوى شعارات من الثورة حتى يلفتوا أنظار الأهالي للتعاون معهم لتنظيف الشوارع والطرقات التي أصبحت مكباً للنفايات ومخلفاتها التي أزكمت الأنوف والأجواء بروائح كريهة، ورغم اختلاف طريقة عمل هذه المجموعات الشبابية الطوعية من منطقة إلى أخرى، وتعدد المعاول التقليدية المستخدمة (كوريك، طورية، أزمة، حفارة، بوكلين، قلاب، ومولد شفط مياه) إلا أن العملية كانت محدودة..
وعلى سارية حملات النظافة التطوعية رفعت (مبادرة هيا) شعارات لم تكن تقليدية مثل (النظافة من الإيمان) مرفوعة بجوار تلك الحديثة مثل (خليك دسيس واجدع في الكيس) وإنما تعمل بتخطيط علمي ممنهج لتصح النظافة ثقافة متأصلة عند المواطنين..
**
ناس العربات الطالعين فوق ما عندهم ذوق
أمس بعد المغرب وأنا ماشي بشارع البلدية متجه غرباً لمحت صحاب إحدى الفارهات يسير ناحية الشرق بشارع البلدية تقاطع البلدية مع شارع بنك السودان فإذا به وهو يقود عربته (ذات الأرداف بدون هاف) يغسل في يديه وبعد الفراغ دون إحساس قذف بالقارورة التي كان يغسل منها يديه.. إذا كان هذا هو حال مقتدرينا يسهمون في جعل وجه العاصمة قبيحاً فماذا يعمل بقية الناس..؟؟ متى نتطور ونترك هذه العادات غير الحضارية؟
علي الطاهر
صحيفة اليوم التالي