رأي ومقالات

امجد فريد: اسقاط الانقلاب يحتاج لنظرة اوسع من الممارسات الطفولية السائدة الان


حفلات المزايدة السياسية التي تجري حاليا بمنهج تزكية الذات عبر شيطنة الاخر (وصك التعبير محفوظ للصديق احمد الابوابي Ahmed Alabwabi)، وفي المقالات الطويلة التي يتم تدبيجها وتدويرها ليس لمقاومة الانقلاب، ولا الوقوف ضد ممارساته القمعية، بل لتصفية حسابات سياسية تنظيمية وذاتية، تشكل قصر نظر مبالغ فيه. تجاهل هذا المنهج المؤذي خلال فترات سابقة كانت له مبرراته الصحيحة او الخاطئة حول ترتيب الاولويات ولكن هذا التجاهل سمح بالتمادي في هذا المنهج حتى وصل لدرجة المغالطات غير المنطقية وانكار الحقائق بل وحتى البداهات، ونشر الاتهامات الغريبة وغير المعقولة والتعامل معها كحقائق في اوساط الهياج السياسي المستشري. هذه الاكاذيب يتم التعامل معها كمصدات لاقصاء اصوات معينة ونبذ اراءها عن النقاش العام بالتشكيك في اصحابها وليس في مضمونها. وهو ما يؤدي الي تجريم مسبق ومواقف رافضة مسبقة لاي اطروحات تصدر عنهم بدون النظر فيها.
قصر النظر الذي يغذي في هذا المنهج، يستند ضمن ما يستند الي تحليل صحيح في ذاته ولكنه خاطئ في خلاصاته، وهو ان هذا الانقلاب ضعيف بشكل كبير وانه يتضعضع وسيسقط قريبا، وان المزايدة الشعبوية وتشويه الاخر سيمهد لاحتكار السلطة القادمة لاصحاب هذه المزايدات. وهم من حقهم بالطبع ان يسعوا الي السلطة، باعتبارها الاداة لتحقيق رؤاهم السياسية -وكثير من الاصوات العالية بهذه المزايدات سعت بالفعل في خلال فترة الثلاثة سنوات الماضية قبل الانقلاب الي تقلد مهام ووظائف في الحكومة الانتقالية- ولكن الخطأ في خلاصاتهم ان حالة الانقسام والتشظي الحالية ستؤدي الي اسقاط الانقلاب. الانقلاب ضعيف بالفعل لكنه لن يسقط بدون وجود ادوات حقيقية لاسقاطه واهم هذه الادوات هو وجود قدرة تنسيق الفعل المقاوم له بين جميع الاطراف المضادة له. استمرار التشظي بين اطراف المقاومة يضعف تأثيرها، والصراع بينها يضاعف هذا الضعف. الامر الثاني، وهو امر قلته في بداية الفترة الانتقالية، ان مهام الحكم في الفترة الانتقالية ليست لتنفيذ اجندة حزبية او ايدولوجية، بل هي لمهام اصلاح لجهاز الدولة والممارسة السياسية لخلق وترسيخ نظام ديموقراطي محصن في السودان. مهمة الفترة الانتقالية هي تأهيل الملعب ووضع قواعد متفق عليها بين الجميع واصلاح جهاز الدولة بحيث يكون قادر على اداء المهام الخدمية المؤكلة اليه بفعالية وحماية النظام الدستوري الذي يتم الاتفاق عليه.
اسقاط الانقلاب يحتاج لنظرة اوسع من الممارسات الطفولية السائدة الان، وهي سائدة في كافة المعسكرات وليست محصورة على واحد منها دون الاخر. هذا الجنون ينبغي ان يتوقف وان نستخدم الوسائل التي يمكن ان توصلنا للهدف الاكثر الحاحا الان وهو اسقاط الانقلاب. استمرار الانقلاب واعادة انتاج شمولية جديدة في السودان هو امر يخسر منه الجميع ولا يخدم اي من قوى الثورة.

أمجد فريد


‫5 تعليقات

  1. إنتو من الأول خلطتو بين إسقاط الإنقلاب وإسقاط الجيش وإسقاط البشير وإسقاط الشعب بالفقر ورفع الدعم وإسقاط الدين بتسليم وزارة التربية للديانة الجمهورية ووزارة العدل لعلماني لاديني في بلد العالبية الساحقة مسلمين عاديين وخلطتو بين إسقاط الخصوم وإسقاط بعضكم البعض عشان كده الشعب فقد الثقة فيكم و اختار الجيش مع رفض العنف من جميع الأطراف.

  2. تحليل منطقى وممتاز يااستاذ امجد
    بس فرضية ان الانقلاب ضعيف وحتما سوف يسقط يستبعد الدعم الاقليمى والدولى للشراكة بما يضمن عدم انفراد جهة واحدة سواء من اليمين او اليسار بما يخلخل معادلة الفعل الثورى الداخلى لصالح اجندات خارجية تنظر بكثير من الريب للداخل

  3. يلا ياوهمه فى شكل قلبه ، كبر نضاراتك ووسع النظرة وجود نوعها وزيد العمق .. وورينا حتستقطو بالنظر ذى ماعمل اللمبى زمان … ولا انته نظراتك تخصص وبروفشينال اكتر !!!!

  4. انت لسة موجود
    انا لو مكانك لكنت ألتزمت الصمت وتواريت عن الانظار
    حقيقة الإختشوا ماتوا

  5. والله الحاجة المؤسفة أن السودان كله لا تستطيع أن تخرج منه برجلين بمعنى الرجال. المؤتمر الوطني حكم 30 سنة وفي النهاية اكتشف الجميع أنه أضعف مما كانوا يتصورون وكان من الممكن أن يتم أسقاطهمنذ السنةالأولى. ثم جاءت قحت وصفق الجميع وتنفس الجميع الصعداء لأنهم جاؤوا من الشتات حيث عملوا فيالبلدان الغربية وأكتسبوا الخبرات كل في مجال عمله ثم ما أن صفر البرهان عند الفجر فإذا بكل فأر قد دخل جحره ولم يخرج منه حتى الآن أين فائز السليك أين الحاج وراق أين دكتور أكرم أين التعايشي أين عمر قمر الدين وعبد الباري أين وأين واين طيب أنتو أصلا جيتوا ليه إذا ما مستعدين لأي تضحيات جايين علشان تركبوا على ظهور الشباب الضايعين الذين يمكن أن يتجمعوا في الميادين ويمكن أن يقلعوا أي شارع ويمكن أن يتقوضوا في عرض الشارع وإذا سألت أي واحد من هو قائدك لا تجد عنده أدنى فكره (لجان المقاومة) اسم هلامي مجهول الهوية والله فعلا إذا كنت لا تدري إلى أين أنت ذاهب فأي طريق تسلكه ممكن أن يفي بالغرض.