احمد يوسف التاي يكتب: هل ما يحدث مجرد صدفة
(1)
يظل نفوق (16300) رأس من الماشية بمحليات الفشقة والبطانة وريفي وسط القضارف بخسارة بلغت (600) مليار جنيه ليس حدثاً عابراً أو عادياً، وهي الكارثة التي حدثت عقب حملات تطعيم نفذتها السلطات البيطرية.. هذه الكارثة تُضاف إلى جرائم نفوق آلاف الأغنام في عرض البحر وهي في طريقها إلى التصدير، وتُضاف إلى ملف إرجاع بواخر صادرات الماشية بصورة متكررة بسبب نقص المناعة.. فهل كل هذا يحدث ويتكرر باستمرار عن طريق الصدفة..؟؟؟!!!.
(2)
تكررت ظاهرة إرجاع بواخر صادر الماشية من جدة بالمملكة العربية السعودية، والجهات المختصة في السودان وكل أطراف الصادر كانت تعلم أسباب الإرجاع، وهو نقص المناعة، ومع ذلك تكرر الأمر عدد من المرات دون معالجة واستمرت الخسائر الفادحة وضرب الإقتصاد السوداني بنصل مسموم وظل تفسير سبب تدني المناعة المفاجئ لغزاً محيراً ، بينما لا يزال الغموض يكتنف الأمر… وكعادتها وعقب تكرار الظاهرة، أعلنت وزارة الثروة الحيوانية عن تشكيل لجنة تحقيق لتقصي أسباب تدني مناعة الماشية بعد وصولها إلى ميناء جدة بالسعودية إلى أقل من (25%) في حين أن المناعة تكون فوق الـ(70%) قبل شحنها على ظهر الباخرة، ولكن ما هي النتيجة، وما الجهة المُقصرة، ومن المذنب الذي تسبب في هذه الكوارث؟ لا أحد يعرف شيئاً… هذا بالإضافة إلى ظاهرة تهريب الإبل إلى دول الجوار، والتي لم تتوقف يوماً وقد بدت الدولة عاجزة عن إيقافها… فهل كل هذا يحدث ويتكرر باستمرار عن طريق الصدفة..؟؟؟!!!.
(3)
قلتُ من قبل ولا أزال على قناعة راسخة أن هناك حرباً إقتصادية تستهدف عناصر القوة في الإقتصاد السوداني (الزراعة، الثروة الحيوانية، والذهب ) وقد بدت ظاهرة للعيان وتكررت مراراً، هذه الحرب ربما تُديرها استخبارات إقليمية وعالمية ، ونحنُ في السودان بسبب (الطِيبة) والإسترخاء الأمني، و(الدروشة) نلعب دور “الكومبارس” في تدمير بلادنا دون أن ندري لغياب الحس الأمني والحساسية المطلوبة لكشف مثل هذه المؤامرات، أو ربما يكون بعضنا متآمراً…
(4)
أنظروا إلى حال الزراعة في السودان… الدولة الآن من حيث تدري ولا تدري تحمل معاول لهدم الإقتصاد الزراعي، تذبح المزارع ، تفعل كل ما يعيق حركة الإنتاج الزراعي، ترفع كل أشكال الدعم عن الزراعة، ارتفاع في اسعار الجازولين والكهرباء على نحوٍ يفوق حد الخيال (برميل جازولين الزراعة فجأة من 2 ألف جنيه إلى 150 ألف)، تكلفة عالية جداً للإنتاج بشكل يجعل خُسارة المزارع حتمية تقوده إلى الزنازين مع القتلة والمجرمين، وأكاد أجزم الآن عن معرفة أن 40 أو 50% من المزارعين سيدخلون السجون، لأن الدولة تخلت عنهم تماماً بل هي المتهم الأول في إرتكاب هذه الجريمة بحقهم… الدولة التي يجب أن تحمي وتشجع وتحفز الزراعة والمزارعين وتقيل كل العثرات من طريق الإنتاج الزراعي، ماتفعله حالياً هو وضع العراقيل والمعيقات، والتدمير …فهل الدولة تعلم أنها تقوم بدور “الكومبارس” في عملية تدمير الإقتصاد السوداني؟؟!!!…. وهل كل هذا يحدث ويتكرر باستمرار عن طريق الصدفة..؟؟؟!!!.
(5)
ثم انظروا إلى ظاهرة تهريب الذهب ، حيث تشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 70% من إنتاج الذهب السوداني يتم تهريبه براً وبحراً وجواً ، ولا تدخل عائداته خزينة الدولة ، لذلك قلتُ وأقول إن الحرب ظلت ولا تزال تستهدف عناصر القوة في الإقتصاد السوداني (الزراعة، الثروة الحيوانية ، والذهب)…
ويضاف إلى كل هذه الظواهر المؤلمة والتي تحدث تحت بصر الدولة ، مايتردد عن إمعان منسوبي دولة جارة في تزوير العملة السودانية وشرائها المحاصيل والمنتجات السودانية بما فيها الذهب بتلك العملات المزورة، وإذا صح ذلك فإنها تأخذ أعزَّ ما لدينا من إنتاج مجاناً أي بعملتنا المزورة، اللهم افتح بصيرة القائمين على أمرنا ليأخذوا كل ذلك محمل الجد ….اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
اذا تم شراء منتجاتنا بعملتنا المزورة فهذا لا يعتبر اخذهاومجانا للاثر السالب لادخال العملة المزورة على الاقتصاد ….حشفا وسوء كيل