أهداف ماكرون من تطبيع العلاقات مع الجزائر… ما علاقة دول الساحل؟
محاولات متكررة لإعادة تطبيع العلاقات بين الجزائر وفرنسا بعد فترة من الفتور تسببت فيها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بالأمس أعلنت الرئاسة الجزائرية، عن أن تلقي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبحسب المكتب الإعلامي للرئاسة، جدد الرئيس الفرنسي خلال الاتصال الدعوة لنظيره الجزائري لحضور القمة الإفريقية الأوروبية في بروكسل، كما بحث الجانبان آفاق انعقاد اللجنة القطاعية العليا المشتركة.
الخبراء من الجانب الجزائري، يرون أن محاولة ماكرون لإعادة تطبيع العلاقات ترتبط بما يجري في منطقة الساحل وخاصة ما وقع في مالي وبوركينا فاسو.
ويرى الخبراء أن خسارة نفوذ فرنسا في المنطقة يؤرق ماكرون بشكل مباشر، نظرا لارتباط الأمر بشعبيته في الانتخابات، وهو ما يدفعه لإعادة العلاقات مع الجزائر، على أمل الاستفادة من علاقاتها مع هذه الدول.
أهداف بعيدة المدى
من ناحيته قال الخبير الاستراتيجي الجزائري أكرم خريف، إن الرئيس الفرنسي مهتم بما يحدث في الساحل ومالي أكثر من علاقته مع الجزائر.
ظهور سلالة فرعية من متحور
ظهور سلالة فرعية من متحور “أوميكرون” في الجزائر
مقترحات من
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن قضية مالي أصبحت مشكلة له شخصيا، ويمكن أن تؤثر على حظوه في الانتخابات المقبلة، وأنه يحاول من خلال إعادة العلاقات مع الجزائر تفادي انعكاسات الأوضاع في مالي، خاصة ما يراه من مخاطر توجه دول الساحل ناحية روسيا.
بعث العلاقات الثنائية
من ناحيته قال إسماعيل خلف الله، الخبير الاستراتيجي الجزائري، إن الاتصال الذي جرى بين الرئيس الجزائري ونظيره الفرنسي يدخل في إطار بعث العلاقة التي توترت في الفترة الأخيرة.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الاتصال هو إيذان بنهاية الأزمة بين البلدين، وأنها تبعث في انطلاقة جديدة لتصحيح ملفات كانت عالقة بين الطرفين، وعلى رأسها القضايا الأمنية.
ويرى أن منطقة الساحل تمثل أهمية لفرنسا، فيما كانت الجزائر منعت مرور الطيران الفرنسي من الأجواء الجزائرية، وهو ما ينعكس بشكل كبير على فرنسا.
وأشار إلى أن المكالمة جاءت على خلفية الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي لنظيره الجزائري لحضور القمة الأوروبية الإفريقية التي تنعقد في فبراير/ شباط ببروكسل.
دون تنازل من الطرفين
بحسب خلف الله أن الرئيس الفرنسي ألح على نظيره الجزائري بضرورة حضور القمة، خاصة أن لقائهما على هامش القمة يرفع الحرج عن الدولتين، حتى لا يتم تأويل الأمر على أن أي طرف تنازل، في حين أن اللقاء سيكون خارج البلدين.
فيما قال الخبير الاستراتيجي الجزائري، إدريس عطية، أن الأمر مرتبط بمحاولة فرنسا لتطبيع العلاقات.
وأضاف في حديثه لـ “سبوتنيك”، أن باريس قامت بالعديد من الاستفزازات تجاه الجزائر خلال الفترة الماضية، سواء فيما يتعلق بملف الذاكرة أو تكريم ” الأقدام السوداء” والذين خدموا الجانب الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية.
ويرى الخبير الاستراتيجي، أن العلاقات بين البلدين تسيطر عليها حالة البرود والفتور، وأنها لا يمكن تقييمها على المرحلة الحالية، خاصة أنها ترتبط بالانتخابات، ومساعي ماكرون لضمان كتلة انتخابية.
وأشار إلى أن ما حدث في مالي وبوركينا فاسو يعد خسارة لفرنسا، وأن الكثير من الأحداث في منطقة الساحل تؤكد على فشل العمليات الفرنسية هناك ورفض تدخل باريس، الأمر الذي انعكس بالسلب على شعبية ماكرون.
ويرى أن ماكرون يحاول الحد من الانهيار الحاصل في شعبيته من خلال “عملية التخدير” في علاقاته مع الجزائر، وذلك من خلال علاقة الأخيرة بالدول الإفريقية.
وكانت الجزائر قد أعلنت في بداية الشهر الجاري، عن عودة سفيرها في فرنسا لمواصلة عمله من باريس، وذلك بعد شهرين من قرار استدعائه للتشاور على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد والسلطات الجزائرية الحالية.
العربية نت