طه مدثر يكتب: الثورة حق والانقلاب باطل
(1) يروى أن الرئيس الفرنسي السابق، ساركوزي، وعندما كان وزيرا للداخلية، منح (الكجر) الفرنسيين، صلاحيات كبيرة، وتفويضاً مطلقاً، ليفعلوا بالعرب والمسلمين، مايريدون، كما منحهم عدم المساءلة الجنائية، والقانونية، وان يضيقوا على العرب والمسلمين، الخناق، حتى يغادروا فرنسا. (2) ويبدو أن روح الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، قد تلبست سلطة الانقلاب، فاعطت الكجر صلاحيات واسعة وتفويضاً مطلقاً، وعدم المساءلة الجنائية و القانونية، بسبب الصلاحيات وقانون الطوارئ، واوحى للكجر، باستعمال كل وسائل القمع، والترويع والترهيب، حتى يخمدوا ثورة ديسمبر المباركة، ولكن برغم قسوة الباشبوزق، ووحشية الانكشارية، ورغم الضرب والركل والدهس والسحل والقتل، لكن شجاعة الثوار والثائرات، تفوقت على كيد السلطة الانقلابية الانتقامية، وأولياؤها، لأن كيد البرهان كان ضعيفاً. (3) فمن أين استمد هولاء الثوار قوتهم وبسالتهم؟، وهم من ولدوا في عهد الفساد الممنهج، في عهد المخلوع البشير، الرئيس الفرد الاحد(استغفر الله العظيم)؟وفي عهد المحسوبية والولاء والبراء للحركة الاسلاموية ولحزب المؤتمر الوطني البائد؟، وولدوا في عهد رفع فيه شعار(اي زول يرفع راسو بنقطعو ليهو) أو (اكنس امسح، ماتجيبو حي، ماعندنا ليهو مصاريف إدارية). (4) ان هذا الشارع الثوري، الذي يعاني من كل هذا الفقر، ومن كل السياسات الفاشلة لهذه السلطة الانقلابية، ويعاني من كل هذا الظلم، وبرغم ذلك يظل مستمسكاً بالعروة الوثقى، وبمبادئه، وشعاراته وأهدافه، محتفظاً ببسالته وجسارته وشجاعته وسلمية ثورته، لأنه مؤمن أن ثورته على حق، وان الانقلاب باطل، ولابد للحق أن ينتصر ، ولابد للباطل ان يندحر، وان ثبات الثوار على المبادئ، هي أساس النصر، فلم يبيعوا شعاراتهم بدراهم أو ريالات أو دولارات معدودة، ولم يرهنوا إرادتهم لأطراف أخرى. (5) إن من (لا) يقرأ التاريخ، بتمعن وتدبر وتفكر، يخسر دائماً، كما ان قرأة التاريخ يجب أن لا تكون لتزجية الوقت وملأ الفراغ، ففي تاريخنا دروس وعبر وعظات، ولكن كيف لمن بآذانهم صمم، ومن بعينهم عمى وران على قلوبهم حب المناصب، كيف لهم الاستفادة من التاريخ. (6) وأحد الطغاة، الذي جمع في يده كل المناصب، وكل موارد البلاد، وأصبح يفعل في الشعب مايريد ، من اعتقال وقتل والخ، سألوه، متى تتمتع بالحياة؟، قال: ما الذي تنظنون انني أفعله الآن؟ فاستمر في تمتعك، وسيلهيك الامل، وستكون عاقبة أمرك خسرا.
صحيفة الجريدة
التطرف الذي نكتب به هو من اسباب ازمة البلد وكثير من مقالاتك توجب المحاكمة لولا ضعف السلطة وانت من بلايا ورزايا الثورة وخصما عليها لانك تشتم وتتشفي ولا تقدم حلول. الافك الذي تكتب به بعضه يستحق الرد كحديثك عن حكم الفرد الذي اشرك جميع الاحزاب في السلطة ولا يوجد من لم يشارك ولا احد يستطيع ان ينكر ذلك حتي لو غادر المركب لحظة الغرق كما ان جميع الاحزاب شاركت في وضع الدستور ولا خلاف علي ذلك رغم عدم التزام البشير به.
لابد لكل الكتاب والمفكرين والسياسيين مغادرة محطة الثورة لتنزيل قيمها علي ارض الواقع واولها الانتخابات والا فالشارع اصبح لا يعبا لكم.