تحقيقات وتقارير

خطف نجومية الأسافير .. (زول سغيل) يكشف القصور في التنشئة الأسرية

ظهرت في الآونة الأخيرة أن بعض الأبناء يقفون بعيداً عن تعاليم الدين الإسلامي، ونجد أن عدداً منهم لا يفقهون شيئاً عن تلك التعاليم الإسلامية السمحاء ، بيد أنهم أخذوا حيزاً بعيداً، ففي برنامج (زول سغيل) الذي خطف النجومية في الفيسبوك الفضاء الإسفيري نجد بعض الإجابات في الأسئلة البسيطة التي يطرحها المذيع، مثلاً كم عدد ركعات سجود السهو ؟، كم عدد ركعات صلاة الجنازة ؟ واقرأ لنا بداية سورة الفاتحة ؟ وقد تتعجب عندما لا يستطيع الشاب او الفتاة الإجابة على السؤال.. قال (زول سغيل) إلى إحداهن اقرئي سورة الإخلاص أجابت “ما حافظه القرآن” وغيرها من الأسئلة التي تربك الشاب العشريني أو الفتاة ولا يعلمون ما هو الرد المناسب، لذلك فقط يكتفي أحدهم بقوله (ماعارف والله) وهذا الأمر يؤكد حقيقة أنهم لا يعلمون شيئاً عن الدين الإسلامي..
التقت (اليوم التالي) ببعض الأبناء و طرحت عليهم أسئلة : لماذا هم بعيدون عن تعاليم الدين الإسلامي؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي تمنعهم من معرفة ذلك؟

يلومون الأسر*
قال المهندس ( حذيفة محمد) من وجهة نظري أن هناك شباباً كثيرين لا يعلمون أبسط شيء عن العبادات، وأنا أضع اللوم الأكبر على الأسر والعائلات، بالأمس القريب الأهل يأخذون الأبناء معهم إلى المسجد لكي يحببوهم في الصلاة وفي الدين، وكذلك التنشئة الإسلامية، والآن أصبح هذا الشيء غير موجود، إلا من رحم ربي، إمام المسجد أصبح يقول لهم لا تحضروا معكم الأطفال كي لا يتسببوا في إزعاج المصلين..
وأضاف (حذيفة) : بالأمس رب الأسرة يوقظك كي تصلي وعندما يصبح عمرك ٧ سنوات يضربك بشدة كي تصلي، الآن رب البيت أصبح هو نفسه يريد من يضربه كي يصلي، والشيء المؤسف أن هناك برنامجاً اسمه (زول سغيل) يسأل فيه المذيع شباباً أسئلة لها علاقة بالدين ولا يجيبون عليها، ومن هنا أنا أرسل تحية لمقدم برنامج زول سغيل، خاصة أنه لا يقوم بأسئلتهم أسئلة صعبة في حياتنا اليومية، وبرغم ذلك لا يجيبون عليها وهي مرتبطة بالعبادة، ولكن للأسف لا أحد يجيب بطريقة صحيحة..

الثقافة في الغناء*
في ذات السياق قالت (أماني هلال) موظفة : شيء مؤسف عندما تجد الشباب (بنات – أولاد) عند سؤالهم عن الدين لا يعرفون الإجابة أو الرد الصحيح، في حين أنه عند سؤال نفس الشاب عن اسم فنان أو أغنية لا يتردد في قولها، فأنا دائماً أتساءل : هل ثقافتنا أصبحت في الغناء والموضة والمشاهير فقط ؟ وهل الدين الإسلامي أصبح من الأشياء الثانوية غير الضرورية ؟ ، من وجهة نظري أن الأسرة لديها دور كبير في تنشئة أبنائها وتربيتهم على معرفة دينهم ، وأنا أقول فقط ربنا يصلح الحال..

عدم الدراية بشيء *
في ذات الصدد قالت. دكتورة (منه) : من وجهة نظري أولاً، أن التقصير يكون من المنزل ومن المدرسة ومن المفترض أن تكون التوعية من أساتذة الدين أن يقوموا بتعليمهم أصول التنشئة الدينية القومية، وأن الأهل لابد أن يعلموهم ذلك، فاليوم أصبحت الأم مشغولة والأب كذلك منشغل لتوفير لقمة العيش وهذا للأسف أثر على عدم درايتهم بشيء .

الضغوط المعيشية*
وذكرت د/ معالي عبدالله عبدالكريم أن الأبناء يتأثرون جداً بالوالدين منذ الصغر، بمعنى أن الطفل منذ ولادته يجد والده ووالدته أمامه يؤديان صلواتهم في أوقاتها و حريصين عليها وعلى قراءة القرآن والأذكار، ويشجعونهم على العبادات ويقربوهم من ربنا ..وأضافت.. هناك سبب آخر يعود إلى الضغوط المعيشية، حيث أصبحت لا توجد متابعة، بمعنى أن الآباء دائماً مشغولون، وكل زمنهم خارج البيت، و الأمهات أصبحن موظفات ومشغولات ما بين البيت والعمل ما ملحقين، ولا يجدن فرصة لمتابعة أبنائهن..

*أصدقاء السوء.. الحاجة إلى تنشئة..
وذكر يعقوب محمد حسين – إعلامي – نحن بحاجة إلى تنشئة جيل يعرف قيمة الإسلامية.
ويعرف كيف يدافع عنها حتى نقلل من الجهل بتعاليم الدين والعودة إلى التنشئة الإسلامية السمحاء..
فيما قالت دكتورة علم النفس (مواهب الرشيد إبراهيم): إذا رجعنا للأسباب فنجد النواة والمنفذ الرئيسي للأبناء هي الأسرة سواء كانت الأم أو الأب فهم المحافظون على أبنائهم، عن طريق المحافظة على الصلاة والأخلاق والسلوك لأن الصلاة هي الصلة ما بين العبد وربه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، : إذا صلحت صلاتك صلح سائر عملك، وإذا فسدت صلاتك فسد سائر عملك، والصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وأيضاً بالنسبة للوالدين كحديث علموا الأطفال ل سبع واضربوهم لعشرة، لأن عمر السبعة هي مكان التعلم، وهي التي تكون فيها البنت أو الولد في مرحلة المراهقه، و طفلك لابد من تعليمه وهو صغير لأنه مادة خام، و قال الرسول صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، وطالما نحن حافظنا على الصلاة والصيام كأم وأب وعلى الدين، و أسلوب راقٍ في الأسرة هي المحرك على السلوك السوي ويقولون يعيش المربى، وتضيف دكتورة مواهب : معظم الشباب أيضاً لجأوا للإدمان وأصدقاء السوء الذين يؤثرون على السلوك، فالجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، وأيضا في القرآن الكريم قال تعالى إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فنحن بحاجة للجانب التوعوي والإرشادي من المنزل والمدرسة، لابد أن تكون هناك مصليات والإمام وأن تكون الصلوات في مواعيد الحصص، ولابد أن تقول الأم لابنها اذهب إلى المسجد، وهو يتعود على ذلك فهي عملية تعليم الصغير يتعلم من الكبير..

الخرطوم : مي عزالدين
صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ده الربنا حايسالكم منو يوم القيامة …لابيسالكم عن علفهم … ولا بيسالكم عن مباراتهم فى حفلات التخريج وفى التتريس والتظاهر … لكن اذا الاهالى نفسهم عايزين توعية وربما تربية !!!!دى يحلوها كيف ؟؟؟